دراسة تحليلية للقيم المتضمنة لكتاب مبحث
التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي
أ.د. عبد الفتاح عبد الغني الهمص الجامعـــــــة الإسلاميـــة – غـــــــــــزة
أ.د. زيــــــاد علــــــي الجرجـــــاوي جامعة القدس المفتوحة
أ. ولاء عبد الفتاح الهمص الجامعة الإسلامية - غزة
ملخص الدراسة: هدفت الدراسة إلى الكشف على القيم المتضمنة لكتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي، الجزء الثاني، وقد استخدم الباحثون في دراستهم المنهج الوصفي التحليلي، وقد أسفرت الدراسة عن نتائج كان أهمها: وجود قيماً تربوية لكنها غير كافية فكانت محدودة ويفضل أن يتناول الكتاب قيماً تربوية أكثر ممّا ذكر، بينما هناك قيماً نفسية حول هذا الجزء وضعت بعناية، لكن لابد من محاكاة نفسية الإنسان المراهق لقضايا أخرى تفيد الطالب في حياته اليومية، أمّا القيم الاجتماعية والاقتصادية اللازمة لطلبة الصف التاسع الأساسي وما قدّم للطالب في الكتاب المقرر فهو يفي بالغرض. كما أوصت الدراسة بتوصيات أهمها: ضرورة التوازن في طرح القيم لطلبة الصف التاسع الأساسي في مبحث التربية الإسلامية، وكذلك توضيح مراد الشارع في القيم المطروحة وخاصةً عند ذكر الآيات، كما يفضل زيادة القيم والتي يحتاجها الطالب في مرحلة المراهقة.
الكلمات المفتاحية: القيم - كتاب مبحث التربية الإسلامية - الصف التاسع الأساسي.
مقدمة: تولي وزارة التربية والتعليم اهتماماً كبيراً في المناهج التعليمية وتضع لمناهجها خبراء في الميدان ومشاركين آخرين وموجهين ومعلمين وأولياء أمور وطلبة لتخرج المناهج بعامة مناهج تتوافق مع السياسة الفلسطينية والفلسفة التربوية والأهداف التعليمية المنشودة، وتهتم خاصةً بمبحث التربية الإسلامية اهتماماً كبيراً وتضع له المشرفين أو الموجهين الذين يزورون المدارس بصفة مستمرة، ليطمئنوا على تطبيق تدريس المقررات تدريساً سليماً وذلك من خلال مكاتب الإشراف الموجودة في المديريات المنبثقة عن وزارة التربية والتعليم، كل ذلك من أجل توصيل القيم الإسلامية لطلبتنا بشفافية وموضوعية وسلامة من الأفكار والعقائد المنحرفة وذلك من أجل تهذيب عقلية الإنسان الفلسطيني وصولاً إلى إنسان مسلم يقوم بكافة الأعباء التي تناط به حينما يتخرج من المدرسة إلى المجتمع حاملاً معه القيم الأخلاقية والدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية والنفسية ليتعامل مع بني البشر معاملة سليمة بعيدة عن الشذوذ والفكر غير المتوافق، فمن مبحث التربية الإسلامية يحاول بناء الشخصية الإسلامية المتكاملة للطلبة في مراحلها المتنوعة وكذا ترسيخ العقيدة المحمدية والقيم الإسلامية، وتوجيههم وإرشادهم إلى حياة واقعية بعيداً عن التطرف الفكري الذي نشهده في المجتمعات.
وقد حاولت وزارة التربية والتعليم في وضع تسعة عشر درساً موزعة على ستة وحدات متنوعة لتغطي أغلب القيم المنشودة لتدريس طالب هذه المرحلة، وقد حاول الباحثون في تحليل محتوى هذا الكتاب المقرر على الصف التاسع الأساسي وذلك من أجل وضع لبعض التوصيات أمام المسؤولين سواء كانت إيجابية أو غيرها من أجل الرقي بمناهجنا والإفادة لطلبتنا وأولياء أمورنا.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها: تسعى الدول المتقدمة في غرس القيم في نفوس طلبة المدارس الأساسية، ذلك من أجل ترسيخ المفاهيم والمعلومات القيّمة في نفوس الناشئة؛ وذلك لأن الطلبة في هذه المرحلة يمكن تنشئتهم على الفضائل النبيلة التي يرتئيها لهم دينهم، وعادات وتقاليد مجتمعاتهم، وذلك من أجل التماسك للنسيج الاجتماعي وعمليات الضبط للقيم والمفاهيم المستقاة من تعاليم دينهم الحنيف، ولمّا كانت فلسطين من الدول الفتيّة التي اعتمدت على سواعد خبرائها وعلمائها في وضع المناهج لأبنائها بدلاً من استيرادها من دول أخرى، وفي ذلك خير كثير، لذلك كانت المقررات التي تقدم لطلابنا هي حصيلة الجهد الذي قدمه المختصين في هذا المجال.
وبناءً على ما تقدّم ذكره فإن الباحثين وهم من العاملين في حقل التربية والتعليم ارتأوا القيام بهذه الدراسة والتي تنحصر في التساؤل الرئيس التالي:
ما القيم المتضمنة لكتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
ويتفرع من التساؤل الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
س1: ما القيم التربوية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
س2: ما القيم النفسية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
س3: ما القيم الاجتماعية والاقتصادية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
س4: ما القيم الثقافية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
س5: ما القيم السياسية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
أهداف الدراسة-تهدف الدراسة إلى تحقيق الآتي:
- الكشف عن القيم التربوية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي.
- بيان القيم النفسية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي.
- معرفة القيم الاجتماعية والاقتصادية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي.
- إبراز القيم الثقافية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي.
- الكشف عن القيم السياسية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي.
أهمية الدراسة: تكتسب الدراسة أهميتها من خلال:
- تكمن أهمية الدراسة في كونها الأولى من نوعها والتي تناول فيها الباحثين مبحث التربية الإسلامية للصف التاسع الأساسي وذلك حسب – علم الباحثين واطلاعهم-.
- يعد موضوع القيم من المواضيع المهمة في تدريسها في مرحلة المراهقة ولمّا كان طلبة الصف التاسع من مرحلة المراهقين؛ فإن هذه الدراسة تأتي في وقتها المناسب للطلبة في هذه المرحلة.
- تعد هذه الدراسة إضافة جديدة للمكتبة العربية والتي تحتاج إلى مزيد من الدراسات؛ خاصةً في مجال القيم.
- قد يستفيد من هذه الدراسة المعلمين، والمشرفين التربويين، وأولياء أمور الطلبة في تنظيم القيم قد يستفيد من هذه الدراسة المعلمين، والمشرفين التربويين، وأولياء أمور الطلبة في تنظيم القيم اللازم تدريسها في هذه المرحلة.
حدود الدراسة: تتحدد هذه الدراسة من الحدود الآتية:
الحد الموضوعي: تتحدد هذه الدراسة بموضوعها دراسة تحليلية للقيم المتضمنة لكتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي، وقد اعتمد الباحثون الجزء الثاني من مبحث التربية الإسلامية المقرر للصف التاسع الأساسي.
الحد الزماني: فهي تنحصر بحدود وقت إجراء هذه الدراسة الفصل الدراسي الأول 2018/ 2019.
مصطلحات الدراسة: يعرض الباحثون لتعريفات لأهم المصطلحات التي وردت في دراستهم إجرائياً على النحو الآتي:
القيم: ويعرفها الباحثون بأنها: محددات للسلوك الإنساني والذي له قيمة علمية تعلمية.
كتاب مبحث التربية الإسلامية: ويعرفه الباحثون بأنه أحد المباحث التي تدرسها وزارة التربية والتعليم لطلبة الصف التاسع الأساسي والمحصور في كتاب التربية الإسلامية.
الصف التاسع الأساسي: ويعرفه الباحثون بأنه مجموع الطلبة المسجلين الذين وصلوا إلى الصف التاسع وفقاً للمعايير التي تضعها وزارة التربية والتعليم لمثل هذا الصف.
دراسات سابقة: من خلال الاطلاع على الأدب التربوي، استطاع الباحثون أن يستعرضوا بعضاً من الدراسات السابقة التي عالجت مشكلات قريبة من مشكلة دراستهم وهي على النحو الآتي:
- دراسة إيهاب عبد المعطي الأغا (2010) بعنوان: " القيم المتضمنة في منهاج المطالعة والنصوص للصف التاسع في محافظات غزة دراسة تحليلية"
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد القيم المتضمنة في كتاب المطالعة والنصوص للصف التاسع في محافظات غزة بجزأيه، وما يجب أن يشتمل عليه من قيم من وجهة نظر خبراء المناهج وتحديد القيم التي تحتاج إلى إثراء واستخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي، كما استخدم أداة تحليل المحتوى للوقوف على هذه القيم، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: أن الكتاب قد اشتمل على مجموعة كبيرة من القيم، في المجال العقائدي، والمجال التعبدي، والمجال الأخلاقي، والمجال الاجتماعي، والمجال السياسي، والمجال الاقتصادي، والمجال العلمي، والمجال البيئي، والمجال الجمالي، وقد حصل المجال العلمي على أعلى نسبة مئوية، وكان ترتيبه الأول من بين المجالات التسعة، تلاه المجال الأخلاقي، ثم الاجتماعي، ثم العقائدي، ثم السياسي، ثم الاقتصادي، كما أشارت النتائج على وجود خلل في توزيع القيم داخل المجال الواحد، فقد اتضح من خلال المقارنة بين النسب أن هناك تفاوتاً في توزيع القيم داخل كل المجالات باستثناء المجال الأخلاقي حيث أشارت النسب إلى وجود اعتدالية في التوزيع داخل فقرات المجال.
- دراسة شريف علي حمّاد (2011) بعنوان: " جودة محتوى كتب التربية الإسلامية للمرحلة الأساسية العليا بفلسطين في ضوء معايير جودة المحتوى وتنظيمه"
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى توافر معايير جودة تنظيم المحتوى ومعايير جودة المحتوى في كتب التربية الإسلامية للمرحلة الأساسية العليا "السابع والثامن والتاسع "بفلسطين ،ولتحقيق ذلك قام الباحث ببناء أداة البحث "الاستبانة" ، وطبق الأداة على عينة قوامها 43 معلماً ومعلمة ممن يدرسون الصفوف والكتب محل البحث بمدارس محافظة خان يونس، مستخدما المنهج الوصفي، وقد توصل البحث إلى أن مجال المحتوى حصل على أعلى متوسط في الصف السابع يليه مجال إخراج الكتاب للصف الثامن ،في حين أن تنظيم المحتوى حصل على نسب متوسطة في بعض المعايير وضعيف في البعض الآخر أما باقي المجالات فقد حصلت على متوسطات عالية ومتوسطة وضعيفة، مما يدلل على أن الكتب الثلاثة كانت متوسطة الجودة في التنظيم والمحتوى .
- دراسة سمية سلمان العجرمي (2012) بعنوان: " دراسة تحليلية للقيم المتضمنة في كتب التربية الإسلامية والاجتماعية وحقوق الإنسان للصف الرابع الأساسي بفلسطين"
هدفت الدراسة إلى تحديد القيم المتضمنة في كتب التربية الإسلامية وكتب التربية الاجتماعية (التربية الوطنية والتربية المدنية) وكتب حقوق الإنسان للصف الرابع الأساسي بفلسطين، كما هدفت إلى معرفة مدى ملائمة القيم المتضمنة في كتب التربية الإسلامية والاجتماعية وحقوق الإنسان لتلاميذ الصف الرابع الأساسي بفلسطين واستخدمت الباحثة المنهج التحليلي، بأسلوبه تحليل المحتوى ، وتكونت عينة الدراسة من كتب مبحث التربية الإسلامية ومبحث التربية الاجتماعية والتي تضم كتب) التربية الوطنية والتربية المدنية (، ومن كتب مبحث حقوق الإنسان للصف الرابع الأساسي، واستخدم الباحث في دراسته أداتين ، قائمة اشتملت أهم أبعاد القيم ، والقيم الفرعية المندرجة تحتها، و أداة تحليل المحتوى ، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها :تبين من خلال تحليل كتب التربية الإسلامية أن " القيم الدينية " قد احتلت المرتبة الأولى، ويليها "القيم الاجتماعية " ، ويليها "القيم الجمالية " ، ويليها "القيم السياسية والوطنية ، ويليها في المرتبة الأخيرة "القيم العلمية " .
- دراسة نجاة نوري نصير (2013) بعنوان: " القيم الإسلامية وأثرها في تعديل سلوك التلاميذ من وجهة نظر المعلمين " دراسة مقرر التربية الإسلامية للصف التاسع بمدينة طرابلس – ليبيا – نموذجاً"
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى تضمين مقرر التربية الإسلامية للصف التاسع على مجموعة من القيم الإسلامية، كما هدف البحث إلى التعرف على مدى تحقيق القيم الإسلامية الموجودة داخل مقرر التربية الإسلامية للأهداف المنشودة، وكذلك التعرف على معرفة الفروق ذات دلالة إحصائية تعزى للجنس في إجابات إفراد العينة، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي كما استخدمت استبانة من إعدادها، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها: أن مقرر التربية الإسلامية المقرر على تلاميذ الصف التاسع من مرحلة التعليم الأساسي يتضمن العديد من القيم الإسلامية ، كما إن التربية الإسلامية عملية قيمة تسعى إلى تحقيق القيم الإسلامية الموجودة داخل المقرر للأهداف المنشودة، بينما بينت عدم وجود فروق جوهرية في آراء أفراد عينة البحث حول محاور الاستبانة وفقاً لمتغير الجنس.
- دراسة شاهر أبو شريخ، وعمر بني مصطفى (2014) بعنوان:" القيم التربوية المتضمنة في النصوص الشرعية في كتب الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية في الأردن"
هدفت هذه الدراسة إلى الوقوف على مدى مراعاة محتوى كتب الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية في الأردن للقيم التربوية في ضوء الإطار العام للمناهج والكتب المدرسية باستخدام وحدة التحليل (الآية، الحديث) وتكون مجتمع وعينة الدراسة من جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المتضمنة في كتب الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية في ضوء الإطار العام للمناهج والكتب المدرسية، وقد بلغت (43) قيمة، موزعة على أربعة مجالات، وأن أكثر القيم التربوية تكراراً في المرحلة الثانوية جاءت ضمن مجال القيم "الإيمانية والعقدية" بتكرار (471) وبنسبة (14%) من مجموع القيم في المرحلة الثانوية.
- دراسة بكر المواجدة، ومحمد الزبون، ورضا المواضية (2015) بعنوان: " مفاهيم التربية السياسية في الإسلام ومدى تضمينها كتب التربية الإسلامية للمرحلتين الأساسية العليا والثانوية في الأردن"
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن مفاهيم التربية السياسية في الإسلام ومدى تضمينها في كتب التربية الإسلامية للمرحلتين الأساسية العليا والثانوية في الأردن، واستخدم الباحثون في دراستهم المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة مجتمع البحث من كتب التربية الإسلامية للمرحلتين الأساسية العليا والثانوية. وقام الباحثون بتصميم استبانة لهذا الغرض اشتملت على ( 72 ) مفهوماً للتربية السياسية في الإسلام، وقد أظهرت النتائج توافر بعض المفاهيم السياسية بدرجة كبيرة ومتوسطة وقليلة ومفاهيم لم يرد ذكرها نهائياً في تلك الكتب.
التعقيب على الدراسات السابقة:
بعد الاطلاع على الدراسات السابقة تبين أن جميع الدراسات السابقة تناولت القيم من خلال مقررات أخرى، إلاّ دراسة ( نصير، 2013) والتي تناولت بعض القضايا التي تخص مقرر التربية الإسلامية في ليبيا لمدينة طرابلس، وبذلك افترقت الدراسة الحالية عنها في أنها تناولت مبحث التربية الإسلامية في فلسطين، وتتفق هذه الدراسة مع الدراسات السابقة في تناولها موضوع التربية الإسلامية ، وتتميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في أنها تناولت شريحة من المراهقين في فلسطين.
الطريقة والإجراءات
مقدمة:
نتعــرض إلى الإجــراءات والخطـوات المنهجيــة التي تمت في مجـال الدراسة الميدانية، حيث يتناول منهـج الدراسـة، ومجتمـع الدراســة، والعينـة التي طبقت عليهـا الدراسـة، إضـافـةً إلى توضيـح الأدوات المستخدمـة في الدراسـة وخطواتهـا، والأساليب الإحصائيـة التي استخدمت في تحليـل البيانـات للتوصـل إلى النتائج ومن ثم تحقيق أهداف الدراسة، وفيما يلي تفاصيـل مـا تقـدم:
منهــج الدراســـة: اتبع الباحثون المنهج الوصفي التحليلي الذي يحاول الإجابة على السؤال الأساسي في العلم وماهيـة وطبيعة الظاهرة موضوع البحث، ويشمل ذلك تحليل الظاهرة، وبيئتها، وبيان العلاقة بين مكوناتها، ومعنى ذلك أن الوصف يتم أساساً بالوحدات أو الشروط أو العلاقـات أو الفئـات أو التصنيفات أو الأنساق التي توجد بالفعـل، وقد يشمل ذلك الآراء حولها والاتجاهات إزائها، وكذلك العمليات التي تتضمنها والآثار التي تحدثها، ومعنى ذلك أن المنهج الوصفي يمتد إلى تناول كيف تعمل الظاهرة (الأغا، والأستاذ،2003، 21).
نتائـج تحليل فقرات الدراسة وتفسيرهـا
النتائج المتعلقة على السؤال الأول: ما القيم التربوية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
تبين من خلال اطلاع الباحثين في مبحث التربية الإسلامية من الجزء الثاني قيماً تربوية لكنها غير كافية فكانت محدودة ويفضل أن يتناول الكتاب قيماً تربوية أكثر ممّا ذكر، وفي السطور الآتية تتضح الحاجة إلى زيادة القيم التربوية التي يحتاجها الطالب في هذه المرحلة من حياته التعليمية.
ففي الوحدة الأولي والتي تضمنت قيماً تربوية في التدبر والتفكر وأخذ العظة من خلال ضرب الأمثال وقد تشكلت هذه الأمثال من خلال قوله تعالى :) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ( ( الحشر، الآية: 21)، وقوله: )وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ( ( العنكبوت، الآية: 43).
وقد وضح ذلك في أنواع ضرب الأمثلة كما وردت في الكتاب العزيز وذلك من خلال عرض
الغائب في معرض الحاضر المشاهد، قال تعالى: )الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ( ( البقرة، الآية: 275) .
والترغيب في العمل والحث عليه وغير ذلك من الأمثلة فكان موضوع ضرب التمثيل موضوعاً تربوياً يحاكي طبيعة المرحلة التي يمر بها طلبة الصف التاسع الأساسي، وتحدثت هذه الوحدة في الدرس الثاني منها عن فتن الدين ( فتنة المال والولد ، فتنة العلم ، فتنة السلطان والملك )، قال تعالى: ) مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ( البقرة، الآية: 261).
وقد وضّح ذلك في قصص تربوية عرضت بطريقة مسلية تتناغم مع مرحلة النمو في هذه المرحلة وقد ظهر من خلال التحليلات نموذجين واضحين: النموذج الأول، وتمثّل في: رجل أتاه الله المال وتعددت أصناف هذا المال ( الجنتان ، الأعناب ، الشجر .... إلخ )
والنموذج الثاني : ذلك الرجل الفقير المؤمن الذي عرف حقيقة الدنيا ولم يخدع بها وبزخرفتها .
من خلال العرض السابق يتبين أن هذا الجزء احتوى على مجموعة من القيم التربوية المفيدة لهذه المرحلة ولكنها غير كافية؛ ممّا يتطلب زيادة الأمثلة للقيم اللازمة لهذه المرحلة وخاصةً أن الطلبة في مرحلة المراهقة وهي مرحلة حرجة للمربين وأولياء الأمور.
النتائج المتعلقة على السؤال الثاني: ما القيم النفسية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
ويمكن من خلال مراجعة ما كتب في الوحدة تبين أن هناك مجموعة من القيم النفسية مثل الإيمان بالعمل الصالح فهو مقياس التفضيل عند الله، والمؤمن يقدم النصيحة للآخرين ابتغاءً لوجه الله سبحانه وقد حذرت آيات وأحاديث الوحدة الأولي من الكبر والغرور والعجب وهذه جميعها تؤدي إلى الشرك والكفر بالله.
أما الدرس الثاني فقد ركز على القيم الدينية حيث دعا الناس إلى عبادة الله الواحد الديان والدعوة إلى الاعتصام بدين الله تعالي وذلك من خلال ما ورد عن مريم في عبارتها لله عز وجل وبعرض أحداث غزوة أحد وقدرة الله على الخلق وهذا تبدّى من خلال الآيات التي دلت على معجزة ولادة عيسى عليه السلام وتأييده من الله عز وجل في حديثه وهو في المهد
وهذه الوحدة تناولت بعض القيم الدينية في الدرس السادس منها الحرص على الالتزام بطاعة الله والتمسك بالثقافة الإسلامية وحرص انتقاء الأصدقاء .
هذه القيم النفسية الواردة حول هذا الجزء وضعت بعناية، لكن لابد من محاكاة نفسية الإنسان المراهق لقضايا أخرى تفيد الطالب في حياته اليومية، وما ورد في هذا الجزء يحتاج إلى زيادة في التفصيل والبيان، خاصةً وأن القيم النفسية يحتاجها الطالب كثيراً لتواصله مع مدرسيه وزملائه وأولياء أمره، لذلك يجب أن تكون هذه القيم في سلّم القيم النفسية المقدمة للطالب، وهذا الأمر أصبح مهماً جداً؛ لأنه يطرق السلوكيات في المجتمع الفلسطيني فلذلك يرى الباحثون أنه لابد من زيادة القيم النفسية لطلبة الصف التاسع الأساسي والموجود جيد ولكنه غير كاف.
النتائج المتعلقة على السؤال الثالث: ما القيم الاجتماعية والاقتصادية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
أما في الدرس الخامس فقد ركزت على القيم الاجتماعية فتناولت موضوع التكليف والمسئولية وهذا ما يسعى إليه اليوم العلماء في الدول المتقدمة كما أن هذه الوحدة بينت طبيعة الرجل وطبيعة المرأة وطبيعة المساواة بينهما وقد تحدثت عن المسئولية الاجتماعية والمسئولية الشخصية فكان ذلك أن الإنسان مسئول عن نفسه وجوارحه وعلمه وعبادته وعمله ... إلخ.
أما الاجتماعية فتشمل رئاسة الدولة والمسئولية عن الأسرة والآباء والأمهات وركزت في الدرس السادس على التقليد الأعمى وهذا الأمر موضوعاً اجتماعياً بامتياز حيث تناولت أنواع التقليد المحمود والمذموم في الاعتقاد والسلوك ثم انتقلت إلى دوافع التقليد ومن دوافع هذا التقليد الجهل في الدين وضعف الشخصية كما تضمنت هذه الوحدة الحث عن دوافع التفكير وهو الجهل في الدين وضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس والانبهار في الثقافات الأخرى والانغماس فيها .
وفي الدرس الحادي عشر فقد بيّن الكتاب جوانب السلام حيث ركّز على صلح الحديبية وأهمية الصلح والسلم في الإسلام، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ (البقرة، الآيتان: 159-160). وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ (البقرة، الآية: 208)، وثال تعالى: ﴿ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (آل عمران، الآيات: 86-89)، وقال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (الأنفال: الآية:1).
ومن ذلك يستفاد في العفو عند المقدرة والخشوع لله والشكر على نعمة الانتصار.
أما في الدرس الثامن (الحلال والحرام) فقد ركز هذا الدرس على الحلال والحرام، فالحلال كما ورد في الحديث فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - :قال :-- سمعتُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيهِ : «إنّ الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن، وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات ، استبرأ لدينه وعِرْضهِ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يَوشك أن يرتَعَ فيه ، ألا ولكِّ ملك حمى ، إلا وإنّ حمى الله محارمُه ، ألا وإنَّ في الجسد مضغة ، إذا صلَحتْ صلَحَ الجسدُ كلُّه ، وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كلُّه ، ألا وَهِي القلبُ" ( البخاري، د.ت: رقم الحديث 1946).
فالحلال لا يحتاج إلى اجتهاد كمعرفة الزواج والبيع والشراء...إلخ أمّا الحرام فقد وردت فيه نصوص بتحريمه كالقتل والسرقة والزنا ...إلخ، أمّا أمور المتشابهات مثل الغناء وأقل الحلال في الأمور الغنائية.
بينما في الوحدة الرابعة الدرس العاشر، ندب الإسلام الجهاد في سبيله والغزو لتكون كلمة الله هي العليا، فعن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض" ( البخاري، ب.ت: رقم الحديث 4659).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى" ( مسلم، د.ت: رقم الحديث: 3497).
بينما في الدرس الثاني عشر، ففيه تحدث عن الانتماء لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن والإسلام، والولاء لله عز وجل ونبذ الكفر وبيان الإخلاص الحميدة المستنبطة من الولاء والبراء والانتماء منها الإيثار والتواضع والبر وسعة الصدر والشجاعة والجرأة وغيرها من مكارم الأخلاق.
أمّا الوحدة الخامسة في الدرس الرابع عشر: حيث ركّزت على درس مهم بين المعاملات بين الناس ألا وهو الوديعة قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا( (النساء، الآية: 58).
وهذا ما ينقص مجتمعنا اليوم حيث الأمانة بين أبناء المجتمع الواحد على حفظ الأموال وتأمينها وإرجاعها إلى أهلها متى طلبها، وهذا الأمر يعين على وضع الأموال في الأماكن السليمة التي تسترد حينما يرجع صاحبها من السفر أو أن يشفى إن كان مريضاً فتعاد إلى صاحبها للاستفادة منها، وهذا حرز للمسلمين، بدلاً من المعاملات الربوية، كما ركزت هذه الوحدة على جانب من جوانب المعاملات منها قول الله تعالى:) وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ( (البقرة، الآية: 283).
وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة بثلاثين صاع من الشعير والرهن هذا في يد المرتهن، فلا يجوز التصرف به سواء ببيع أو هبة، فما أحوجنا إليه اليوم، ومن فوائده التخلص من القيود الربوية التي يذهب إليها المسلمون لاستجلابها من البنوك الربوية فهو عرض دون منفعة فقد قيل: كل قرض جرّ نفعا فهو ربا، وقد قيل أن هذا حديث نبوي، وبعد التحقق من قبل الباحثين واستفسارهما من أهل التخصص، فهو ليس بحديث لكن يؤخذ به لأن كلامه علمي منطقي.
أما في الدرس السادس عشر فقد ذكر أن المال الذي يعطيه المقرض إلى المقترض لينتفع به ثم يرده دون زيادة مشروطة فهذا يساعد على التعاون بين الناس وفعل الخيرات وتيسير أمور الناس وهذا طبعاً يساعد المسلمين عن الابتعاد عن القروض الربوية من البنوك سواء كانت إسلامية في مسماها أو غير إسلامية، فعن عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل" ( الطبراني، 2008: رقم الحديث: 88).
وقد قال الله تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ( (البقرة، الآية: 280).
من خلال الاطلاع على وحدات الجزء الثاني فإنه قد استوفى جميع القيم الاجتماعية والاقتصادية اللازمة لطلبة الصف التاسع الأساسي وما قدّم للطالب فهو يفي بالغرض.
النتائج المتعلقة على السؤال الرابع: ما القيم الثقافية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
ومن خلال معجزة عيسى عليه السلام وضح لنا تأييد المولى عز وجل له بتشكيل الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيصبح طيراً بإذن الله وكان عليه السلام يمسح على أعين الأعمى والأبرص فيبرئان بإذن الله، وهذه الثقافة الطبية وغيرها كإحياء الموتى بإذن الله وإخبار الناس بما يأكلون ويدخرون من أصناف الطعام قال تعالى: )إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ( (آل عمران، الآيات: 45 – 48).
أما في الوحدة الثالثة، الدرس السابع: فقد ظهر من خلال دراسة الباحثين للكتاب أن هناك اهتمام للحفظ والضبط والتثبيت كما واهتمت هذه الوحدة بالتصنيف والتأليف حيث أظهرت للطلبة تصنيف الكتب إلى أبواب الصحيحين وكتب السند، وكذلك بينت الوحدة أن بعض العلماء صنف كتبه وفقاً لأسماء الصحابة كالمسانيد وكذلك هناك تصنيف يظهر من خلال أسماء الشيوخ والمعاجم فهذه الوحدة كانت مخصصة لبيان كيفية استخدام علمائنا الأوائل لمناهج البحث العلمي الخاصة التي لم يسبقهم بها أحد، فبينت منهجية مصادرنا الإسلامية وكتبنا ومعاجمنا فلكل عالم منهجه الخاص في تأليف كتبه، فهذه القيم العلمية والثقافية التي لم يسبق أسلافنا الأوائل أحد في ذلك فعلى سبيل المثال لا الحصر موطئ الإمام مالك فقد اجتهد في تصنيفه، فصنفت أحاديثه وفقاً لاجتهاده الخاص وفتواه، وهي عبارة عن جملة أحاديث مرفوعة وأثار موقوفة، أمّا مسند الإمام أحمد بن حنبل حيث جمع أحاديث كل صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على حدى فرتبه وكان يتحرّى السند وهكذا لكل علمائنا فكل له طريقته ويطول الحديث فيها.
أمّا الدرس التاسع، فقد اهتم هذا الدرس بالبيئة حيث اهتم المسلمون الأوائل من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا بالنظافة والنظام والزراعة والإضاءة ...إلخ وغيرها من الأمور الأخرى، ففي النظافة: الوضوء في الفروض الخمسة وغسل الجمعة، فعَنْ أَبِي سَعِيد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غُسْلُ يَوْم الْجُمُعَة وَاجِب عَلَى كُلّ مُحْتَلِم (ابن ماجة، د.ت: رقم الحديث: 98).
أمرنا الحبيب مُحمد صلي الله عليه و سلم بإطفاء المصابيح بالليل, و بعد سنوات عديدة من البحث العلمي حول تأثير الضوء علي الإنسان و البيئة, قال العلم صدق رسول الإسلام, فإظلام المصابيح إعجاز نبوي يقي الإنسان و بيئته من التلوث الضوئي الذي ينشأ من التعرض الزائد للضوء في الليل، كما حذرنا الحبيب صلي الله عليه و سلم من خطر المصابيح إذا تركناها موقدة عند النوم و ذلك في عدد كبير من الروايات, منها ما ذكر علة التحذير و هي الخوف من الاحتراق بنارها, و منها ما جاء بدون ذكر لعلة الأمر بإطفاء المصابيح لتعم النصيحة و الرحمة النبوية كل المخلوقات في كل زمان و مكان، فعَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لا تَتْركوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُون") البخاري، د.ت: رقم الحديث: 3935).
وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُم)"البخاري، د.ت: رقم الحديث: 6294).
أمّا في الزراعة: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة" (البخاري، د.ت: رقم الحديث: 2320).
عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: "أرض المحشر، والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره"، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: "فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه" (ابن ماجة، د.ت: رقم الحديث: 429/1-430).
تبين لدى الباحثين أن هناك قيماً ثقافية مفيدة لطلبة الصف التاسع الأساسي، وقد تناول الكتاب مجموعة من القيم الثقافية المتنوعة التي لها فائدتها في حياة الإنسان الفلسطيني من خلال تمسكه بدينه ليعرف الجوانب الثقافية التي وضعها الإسلام لأتباعه وما توفر في الجزء الثاني من الكتاب من قيم ثقافية لهو أرقى ممّا كتبه علماء الغرب الذين يوهموننا أنهم من أصحاب الثقافة والحضارة، وديننا الحنيف فيه الكثير من القيم الثقافية التي تصقل شخصية الإنسان وتجعله يتناول هذه القيم باعتزاز وافتخار.
النتائج المتعلقة على السؤال الخامس: ما القيم السياسية المتضمنة في كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر على طلبة الصف التاسع الأساسي؟
ففي الدرس الثالث عشر ركّز على قيم الشجاعة والإقدام المتمثلة في شخصية خالد بن الوليد رضي الله عنه القائد المحنك ومنها يستلهم السمع والطاعة والاقتداء بسلفنا الصالح وبيان بذل الجهد الذي أقدم الصحابة في سبيل الله وجعل الجهاد في سبيله ذروة سنامه، وعدم الاعتراض على القرارات المصيرية كوضع الرجل المناسب في المكان المناسب امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فخالد بن الوليد رضي الله عنه كان سيف الله المسلول استله الله على رقاب أعدائه.
كما جاء في الوحدة السادسة، الدرس السابع عشر، مجموعة من الحقوق التي وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان بغض النظر عن أنواعها، فقد تحدثت هذه الوحدة في الحق عن الحياة، وكرامة الإنسان والحرية والموازنة بين الحقوق والواجبات، وقد اشترط الإسلام لممارسة هذه الحقوق ضوابط دون أن تلحق أضراراً بالممتلكات.
بينما في الدرس التاسع عشر فقد تحدثت هذه الوحدة عن عزة الإسلام والشموخ والشجاعة والقوة والرحمة والمودة، كقوله تعالى:
) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ( (الفتح، الآية: 29).
اتضح من العرض السابق أن الجزء الثاني من كتاب مبحث التربية الإسلامية المقرر لطلبة الصف التاسع الأساسي تضمن مجموعة من القيم السياسية والتي لها عظيم الأثر على الشخصية الإسلامية بصفة عامة، وعلى الشخصية الفلسطينية بصفة خاصة، فها هم مؤلفو الكتاب وضعوا لطلبتنا أمثلة للإقدام والشجاعة، ونحن بحاجة إليها اليوم كثيراً، خاصةً ونحن نجابه ثيراً، خاصةً ونحن نجابه أعتى دولة أعتى دولة ذات جبروت لا تقيم للإنسانية وزناً، وقد تمثلت هذه في شجاعة أبنائنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والمؤامرات التي تحاك ضدنا، فلذلك كانت لهذه الوحدة في مكانها السليم ولا تحتاج إلى زيادة، ولكنها تحتاج إلى بعض الأمور والاستراتيجيات والتي تبسط توصيل هذه القيم إلى أبنائنا.
التوصيات
انطلاقا ممّا خلصت إليه الدراسة من نتائج، أمكن التوصل إلى مجموعة من التوصيات يلخصها الباحثون فيما يلي:
- ضرورة التوازن في طرح القيم لطلبة الصف التاسع الأساسي في مبحث التربية الإسلامية.
- توضيح مراد الشارع في القيم المطروحة وخاصةً عند ذكر الآيات.
- يفضل زيادة القيم والتي يحتاجها الطالب في مرحلة المراهقة.
- ضرورة عقد مؤتمرات وورش عمل لموضوع القيم وذلك لزيادة الأبحاث والنتائج المنبثقة عنها والتي تساعدنا في وضع القيم المناسبة لكل مرحلة من مراحل التعليم وفقاً لمراحل النمو.
- ضرورة التركيز على متطلبات مرحلة النمو التي يمر بها طلبة مرحلة الصف التاسع الأساسي ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتنمية القيم في هذه المرحلة وفقاً لتطور ونمو الطالب.
- ضرورة التعاون بين وزارة التربية والتعليم والمدارس والجامعات وكليات التربية في الجامعات الفلسطينية في إعادة دراسة منظومة القيم خاصةً في مرحلة المراهقة التي يمر بها الطلبة.
المصادر والمراجع
* القرآن الكريم ) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (
-
الأغا، إيهاب عبد المعطي (2010): القيم المتضمنة في منهاج المطالعة والنصوص للصف التاسع في محافظات غزة دراسة تحليلية، كلية التربية، رسالة ماجستير، قسم المناهج وطرق التدريس، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين.
-
الأغا، إحسان، والأستاذ، محمود (2003): مقدمة في تصميم البحث التربوي، ط3، مطبعة الرنتيسي، غزة، فلسطين.
-
البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (د.ت): صحيح البخاري، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
-
حمّاد، شريف علي (2011): جودة محتوى كتب التربية الإسلامية للمرحلة الأساسية العليا بفلسطين في ضوء معايير جودة المحتوى وتنظيمه، المؤتمر الوطني للتقويم التربوي، رام الله، فلسطين.
-
أبو شريخ، شاهر، وبني مصطفى، عمر (2014): القيم التربوية المتضمنة في النصوص الشرعية في كتب الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية في الأردن، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المجلد 15، العدد 3، البحرين.
-
الطبراني، سليمان بن أحمد أبو القاسم (2008): معجم الطبراني الكبير، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، مصر.
-
العجرمي، سمية سلمان (2012): دراسة تحليلية للقيم المتضمنة في كتب التربية الإسلامية والاجتماعية وحقوق الإنسان للصف الرابع الأساسي بفلسطين، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر، غزة، فلسطين.
-
ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني (د.ت): سنن ابن ماجة، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، مصر.
-
مسلم، الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري (د.ت): صحيح مسلم، مؤسسة البلاغ، بيروت، لبنان.
-
المواجدة، بكر، والزبون، محمد، والمواضية، رضا (2015): مفاهيم التربية السياسية في الإسلام ومدى تضمينها كتب التربية الإسلامية للمرحلتين الأساسية العليا والثانوية في الأردن، مجلة دراسات العلوم التربوية، المجلد 42، العدد 3، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن، ص ص 947 - 961
-
نصير، نجاة نوري (2013): القيم الإسلامية وأثرها في تعديل سلوك التلاميذ من وجهة نظر المعلمين " دراسة مقرر التربية الإسلامية للصف التاسع بمدينة طرابلس – ليبيا – نموذجاً"، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية اللغات الرئيسة، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية، نيلأي، ماليزيا.