عائلة القسطلاني من خلال كتب التراجم والطبقات:
محاولة في الإحاطة بصنف من النخب العلمية المهاجرة إلى المشرق ومكانتها في المجتمع.
ﺃ. هشام صمايري
- كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية-تونس
مقدمة
لئن تعدّدت الأبحاث التي اهتمت بهجرة النخب العلميّةالمغربيّة إلى المشرق،وبدراسة أوضاع الجاليات المستقرة في مختلف المدن والعواصم الموجودة على طريق الحج والتجارة، فإن معرفتنا بالعائلات العلمية المغربيةالمهاجرة ظل يكتنفها الصمت والغموض باستثناء ما ورد في ثنايا أخبارهم من إشارات شحيحة أوردتها هذه الدراسات بكيفية عفوية وغير كافية.
لعل أول العوامل المفسّرة لهذا الصمت هو الفقر الوثائقي في الكتابة التاريخية الوسيطةوصعوبة تتبع هذه العائلات من خلال المصادر، فاذاكانت مهمة الباحث في تاريخ الأوروبي ميسّرة إلى حد ما بفعل الوفرة النسبيّة للوثائق التي تحتويها الخزانات والمؤسسات الثقافية والدينية، فإن مهمّة نظيره في التاريخ الإسلامي تبدو عسيرة ومحفوفة بالصعوبات والعراقيل، فلم يصل إلينا حول هذه العائلات إلا ما احتفظت به المصنّفات التاريخيّة والأدبيّة على وجه الخصوص من معلومات تتطلب جهدا كبيرا لإعادة تركيبها وترتيبها،إلى جانبوجود العديد من النقائص المتعلقة بهذا النوع من المصادر، والتي من شأنهاأن تعطلالحصول على نتائج واضحة ومسلم بها.
ونحن نسعى من خلال هذه المحاولةإلى نفض الغبار على إحدى أهم عائلات إفريقية المهاجرة إلى المشرق في العصر الوسيط، مع محاولة توظيفالمعلومات المتوفرة حولها في المصادرلإثارة عدة نقاط متعلقة بالهجرة وظروف الاندماجفي المجتمعات المشرقيّة، كما سوف نهتم في السياق نفسه بتفسيروتحليل الكيفية التي استطاعت بها هذه العائلة المحافظة على مكانتها وتوريث مكتسباتها الرمزية والمعنوية عبر أجيال متتالية.فما هي إذنآليات تكون هذه النخبة الاجتماعية النافذة والفاعلة، وكيف كانت سيرورة تدرجها نحو الامتياز والمكانة؟ثمما هو مصدر مكتسباتهاالرمزيةوالاعتبارية؟ هل هو موروث أم مكتسب ؟هل كانت هذه الأسرة المهاجرة مدعوة إلى المواكبة والتجديد لتدافع عن مصالحها ونفوذها واستمراريتها؟
لا يتأتى الجواب على هذه التساؤلات إلا من خلال تتبع آثار هذه العائلة في كتب التراجم والطبقات والإلمام بكل تفاصيل هجرتها وتفرعها ومناطق استقرارها وعلاقاتها مع الفئات المكونة للمجتمعات المشرقية.
- الظرفيّة التاريخية لهجرة آل القسطلاني إلى المشرق:
استطاعت عائلة القسطلاني المحافظة على مكانة اجتماعية متميّزة في ظل مختلف الأنظمة التي تعاقبت على مصرمنذ بداية القرن السادس ه/ 12 مإلى حدود القرن الحادي عشر الهجري/ 17 م. وبنو القسطلاني الذين نعرفهم في مختلف هذه العصور هم أبناء وأحفاد الحسن بن عبد الله بن أحمد الميموني، أصيل قسطيلية من بلاد الجريد، وكانت قد برزت في الميادين العلمية والاجتماعية مع شخصيتيناثنتين عرفت الأولى باسم : أبي العباس أحمد بن علي بن محمد (559 - 636ھ / 1163 - 1238 م) الذي اشتهر في علوم الفقه والزهد والحديث فدرّس سنينا طويلة بالمدرسة المالكية بمصر، ثم أصبحت الرحلة إليه خاصة في الفترات الأخيرة من حياته لما تميّز به من تضلع في رواية الحديث وعلو الإسناد. والثانية: شخصية وقع ذكرها في ترجمة أبي العباس أحمد، وهو خاله الحسن بن أبي بكر عتيق بن الحسن القسطلانيالمعروف بالقاضي المرتضى (527 -598 ھ/1138–1201 م)، والذي يذكره مترجموه بأنه من فضلاء مصر، لكن دون معلومات إضافية حول حياته واختصاصاته العلميّة. ويفهم من خلال ما ورد حول هاتين الشخصيتين أن هذه العائلة كانت قد هاجرت من إفريقية إلى مصر قبل ظهورهما بكثير، أي تخمينا خلال الفترة الممتدة بين أواسط القرن الخامس إلى بداية القرن السادس الهجري/ 12 م.
لكن للأسف لا تدلنا النصوص المتوفرة لدينا عن أي معلومة حول ظروف هذه الهجرة وتاريخها، كما أننا لم نعثر على ترجمة لأي فرد من أفراد هذه العائلةخلال المرحلة الإفريقية، سوى ما ذكر حول هجرة أحد أقارب أبي العباس أحمد خلال بداية القرن السابع الهجري/ 13م. وهوالفقيه ضياء الدين محمد بن عمر بن محمّد القسطلاني(598 – 663ھ/1201 – 1264 م ).
وأمام غياب نصوص واضحة وصريحة حول الدوافع أو الأسباب الكامنة وراء تخييرهؤلاء الأعلام مغادرة إفريقية بشكل نهائي، نرى أنه من الأجدر الوقوف على التحوّلات التي شهدتهاالمنطقة خلال القرن الخامس/ 11 م، للخروج بتصوّر سليم يكشفالنقاب عن خبايا هذه الهجرةوخلفياتها.خاصة وأنالعوامل التي تفسّر حالات التنقل لدى النخب العلميّة، تتعددوتختلف من فترة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر،فيمكن أن تكون رغبة طوعيّة في الاستقرارعلى إثر الرحلات الحجيّة والعلميّة التي كان يقوم بها المغاربة إلى المشرق،لكن لا يخفى علينا أيضا أن ما كان يدفع العلماءأكثر إلى المغادرة النهائية لأوطانهم هي الأحداث والاضطرابات الكبرى المتعلقة بالأوضاع السياسيّة والدينيّة كالفتن والحروب وانعدام الأمن، إلى جانب حالات النّفي والإبعاد التي يمكن أن يتعرض لها هذا الشخص أو ذاك أثناء قيامه بوظائفه.لذلك يخيّل إلينا أن تحليل المعطيات التاريخية الموجودة والمتوفرة حول الفترة المدروسة كفيل بدفع الفرضية إلى الأماموالإجابة على بعض التساؤلات المتعلقة بهجرةأسلاف بيتالقسطلاني إلى المشرق.
فقد شهدت إفريقية خلال القرن الخامس الهجري/ 11 م وضعا أمنيا متردياوأزمة شملت شتى مظاهر الحياة، من علاقات مذهبية وسياسيّة ومعاملات اقتصاديّة،كما تضافرت عوامل داخليّة وأخرى خارجيّة في مزيد تعميق الأزمة وإحداث تحوّلات كبرى على المستوى الديموغرافي والبشري، ويمكن تلخيص هذه الظروف في النقاط التالية:
- أفضتالمواجهات العسكريّة المتكرّرة بين الزيريين والقبائل الزناتيّة، إلى إلحاق أضرار كبيرةبواحات الجريدوانعكست سلبا على إيرادات التجارة الصحراوية، فتحدثت المصادر بإطناب عن الحملات العسكريّة الرسميّة وردود الفعلوالغارات التي كانت تقوم بها القبائلالزناتية على واحات الجريد ونفزاوةوما خلفتهمن آثارلا تقل ضراوة على سياسة الأرض المحروقة.
- زادتهذه الصراعات في استفحال المجاعاتوانتشار البؤس والفقر فيبعض سكان واحات الجنوب الشرقي الذين أصبحوا يتقلبون من مكان إلى آخر بحثا عن مورد للعيش.
- في حين أخذت ظواهر ودلالات الانقسام المجتمعي تظهر في شكل مجموعات سياسية ودينية مستقلة على هامش الدولةالزيرية مثلما هو الأمر في طرابلس والجريد.
- وابتداء من تلك الحقبة أصبحت إفريقية تتعرض للضغط المتزايدجرّاء تقدّم القبائل الهلالية نحو وسط البلاد، حتى كانت هزيمة حيدرانسنة 447 ه/ 1056 م سببا مباشرا في سقوط الدولة الزيرية وتدحرج البلاد نحو وضععمراني واقتصاديواجتماعي أكثر تعقيدا من الفتراتالسابقة.
ولا شك أن هذه الظروف الأمنية قد ساهمت بشكل كبير في تغيّر المكوّنات البشريّة داخل المدن والبوادي، ودفعت بالعديد من السكان إلى الهجرة نحو مناطق متفرّقة.فتحدث محمد حسن على وجود تحرّك سكانيهام كان يتم في خط أفقي يمتد من جهة طرابلس إلى جهة وارجلان وأن البعض منأهالي الواحات قد لاذ بالفرار نحو الجزر المتوسطية.في حين شهدت القيروان على إثر انهيار السلطة الزيريةوخرابالمدينةبداية من سنة 447 ه/ 1055 م،هجرة مكثفة للأهالي والعديد من النخب العلمية نحو الساحل والمدن المغربية، حيث عكست روايات المعاصرين من أمثال الحصري وابن رشيق وابن شرف بكل وضوح التأثر الكبير للعلماء بهذا الحدث وما ولدته بينهم من هجرة وانجلاء.
فهل تعلقت هجرة بيت القسطلاني بهذه الظروف التي تواصلت حتى موفي القرن السادس الهجري؟
رغم أننا لا نستبعد ذلك بالمرة فأن المصادر التي استقصت أسماء المهاجرين من بلاد الجريدبكل دقّة خلال الفترة المشار إليهالا تحمل اسم أي فقيه، قد غادر افريقية لظروف أمنية متعلقة بالضغط الهلالي مثلما هو الأمر بالنسبة إلى القيروانين. فالتراجم التي تحصّلنا عليها تكتفي في أغلب الحالات بتدوين بعض الرحلات الحجيّة المتعلقة بالشخصيات المشهورة والمتميزة في الميادين العلميّة. فقد سافرمثلا عبد الله بن يحيى بن علي بن زكريا الشقراطسي (توفي سنة 466 ه/ 1073 م) إلى المشرق حاجا ولقي أثناء رحلته أعلاما وروي عنهم، وعند رجوعه إلى بلده اشتغل بالتدريس وانتفع به مجموعة من الطلبة منهم أبي الفضل يوسف بن محمد المعروف بابن النحوي (توفي سنة 513 ه/ 1119 م).كما أن المصادر لا تقل وضوحا فيما يتعلق بالمكانة التي احتلها عبد الملك بن الكردبوس التوزري (حيا سنة 575 ه - 1179 م)، بعد عودته من رحلته بإجازات علمية مُنحت له من قبل علماء مصر ومكة ومن كان بها من المشاهير.
لذلك بإمكاننا الاعتقاد أن بلاد الجريد قد حافظت على الأقلحتى اختفاء هذه الوجوه البارزة على نشاط علمي هام،مكنها من احتلال مكانة متميزة على الساحة العلمية بإفريقية.حتىأن الصراعات المتأجّجة من حين لآخر لم تحل دون تواصل النشاط الثقافي والتوسع الحضري،والدليل أنالمدينة قد شهدت بناء المسجد الجامع الجديد وهو ما يتناسب مع الامتداد العمراني والنمو الديمغرافي الذي تشهده توزر في تلك الفترة بالذات.
لذلك من غير الممكن حسب اعتقادي حصر هجرة آل القسطلاني في الجانب الأمني، فنحن نرى أن الأمور يمكن أن تفسّر أحسن لو وضعنا هذه الهجرة ضمن تصوّر أوسعوأشمل. أي أن نركز على ما كان يتميز به الجو الثقافي بالمشرق والمغرب خلال القرن الخامس الهجري/ 11 م.
فمن الثابت أن هذا القرن، قد شهد إلى جانب الظروف الأمنية التي أشرنا إليها سابقا صراعا بين المذهبين السّني بفرعيه الأشعري والمالكي من جهة والشيعي من جهة أخرى. ولعبت القوى الهامشية "الطرف دارية"على حد تعبير ابراهيم القادري بوتشيش، أدوارا حاسمة في هذا الصراع، بينما قام المرابطون بنصرة المذهب المالكي في المغرب ومحاصرة التيار الشيعي المتربص به، فقد جنّد السلاجقة أيضا جميع القوى الدينية من مذاهب فقهية ومذاهب عقائدية وزهاد وعباد وغيرهم لنصرة المذاهب السنية،إلى جانب التعويل على إنشاء المدارس النظامية والخانوقات ودور الحديث التي تم تأسيسها في أهم المدن حسب توزّع جغرافي محكم حتى تؤدي غاياتها وتحقق الأهداف المرجوّة منها.
هذه السياسة التي توخّتها السلط السياسية المتعاقبة في استقطاب جميع المذاهب الفقهية بما فيهم المالكية وإدماجهم في علمية الإحياء السّني، قد أغرت على ما يبدو العديد من المغاربة والأندلسيين بالهجرة إلى المشرق، حيث بيّنا في دراسة سابقة أن هذا التحرّك أصبح هامّا منذ نهاية القرن الخامس ومطلع السادس الهجري/ 11 و 12 م،مما أدى إلى اثراء المشهد الثقافي وساهم بشكل كبير في تكوّن مدرسة مالكية مغربية نشيطة في كافة العواصم والمدن الكبرى بالمشرق الإسلامي.
ونحن نعتقد أن إسناد هذا الدور إلى الفقهاء الأفارقة لا يبدو غريبا بالمرّة خاصة بعد الأحداث التي شهدتها مدرسة القيروان الفقهية واضطلاعها بدور ريادي في مقاومة التشيّع في إفريقية في مرحلة أولى، ثم في انتصار المالكية في الغرب الإسلامي في مرحلة ثانية،حيث مكنتنا إحدى الدراسات من أن نتبيّن حضوراإفريقيا هاما في أعلى الدوائر العلمية وأقربها إلى الفاعلين والمشرفين على حظوظ هذه الحركة السنيّة في الجناح المغربي مع المرابطين.
ولا شك أن هذا الحضور قد أكد فاعليته أيضا في الجناح المشرقي في أوج السيطرة الفاطمية على مصر. حيث استأثرت كتب التراجم وما شابهها من كتب الأدب وغيرها بإعطائنا تفاصيل عن أسماء الأفارقة المستقرين في مصر، وكان للبعض منهم دور هام في الجانب المتعلق بمسار الانتصار الذي حققه التوجه السني عموما،فكتب الطبقات تحدثنا عن الشهرة التي اكتسبها هبة الله المنستيري(504 - 563 ه)في ميدان الحديث والرواية، فأجمعت على تسميته بمسند الديار المصرية أنه "ملحق الأصاغر بالأكابر في علوّ الإسناد"، وتحدثنا أيضا عن عبد السلام بن عتيق السفاقسي (تـوفي سنة 564 ه) بأنه فقيه الإسكندرية المشهرين في المذهب المالكي وإليه العودة في الفتوى والتدريس.
ومهما يكن من أمرفقد تظافرت العديد من العوامل التي من شأنها أن تفسّر كثافة هجرة النخب العلميّة خلال القرن الخامس الهجري/ 11 م، حتى وأن لم تساعد المصادر كثيرا في مدّنا بمعلومات حول أسماء المغادرين من إفريقية، فإن الأفارقة الذين انتسبوا للمشرق بالولادة خلال المراحل اللاحقة، هم الدليل الذي يمكن للباحث إثباته حول هذه الحركيّة، فأحفاد أولئك الذين هاجروا منذ فترة طويلة، امتزجوا في المجتمعات المشرقية وأصبحوا ينتمون إلى مناطق استقرارهم الجديد بالولادة والنسب مثلما هو الأمر لأفراد عائلة القسطلاني وعائلة البوصيري. مع العلم إن الحركة الهجريّة التي شهدتها الفترة المدروسة قد تجاوزت على ما يبدو حدود الفقهاء والمحدّثين لتشتمل أصناف أخرى من المجتمع لم تذكرهم كتب التراجم والطبقات.
- تفرّع عائلة القسطلاني ومناطق استقرارها في المشرق:
ما استطعنا التوصّل إليه من خلال تجميع المعلومات من مصادر مختلفة، هو أن هجرة آل القسطلانيتمّت عبر موجتين اثنتين. الموجة الأولى يمكن تأريخهابنهاية القرن الخامس وبداية السادس الهجري، وشملت ربما العديد منالشخصيات التيلها علاقة مباشرة بأبي العباس أحمد، مثلما هو الأمر لخاله الحسن بن عتيق بن الحسن القسطلاني المعروف بالقاضي المرتضى. أما الموجة الثانية: فهي المتعلقة بهجرة الفقيه ضياء الدين محمد بن عمر بن محَمّد بن عمر بن الحسن بن القسطلاني، الذي أكدت المصادر مولده بتوزرثم انتقالهفي بداية القرن السابع الهجري/ 13 إلى المشرق لأخذ العلم ثمّ للاستقرار، وأكّدت أيضا أنه يجتمع مع أبي العباس أحمد بن علي القسطلاني، في الجدّ الأعلى حسن بن عبد الله بن أحمد الميموني.
من خلال هذه المعلومات يمكن لنا أن نميّز بين فرعين رئيسيين لهذه العائلة، وهما يكوّنان بدورهما أصلين لفروع رئيسية أخرى، لتأخذ العائلة في التزايد بشكل واسع، فالذين ذكرتهم كتب الطبقات تجاوزت أعدادهم الـمائة شخص، ولا شك أن للعائلة وفروعها أفرادا كثيرين لم ينتسبوا إلى النخب العلمية ممّا يجعل عدد أفرادها يزيد عمّا وقع ذكره في المصادر التي بحوزتنا.
بالنسبة إلى الفرع الرئيسي الأول فيضمّ المنحدرين من نسب أبي العباس أحمد القسطلاني،وقد استمر وجود أفرادها إلى حدود القرن الحادي عشر الهجري/ 17 م، حيث تذكر كتب الطبقات أن له ابنان نبغا في ميدان العلوم أكبرهما تاج الدين أبو الحسن علي ( تـ. سنة 665 ھ/ 1266 م) ، وثانيهما القطب أبو بكر محمد (تـ. 686 ھ/ 1287 م) ، وعنهما انقسم هذا الفرع بدوره إلى فرعين متباينين.
- بالنسبة إلى التاج أبي الحسن علي المستقر في مصر، فمكنتنا المعلومات المتوفرة حوله في كتب التراجم والطبقات من تتبع سلالته حتى القرن العاشر الهجري/ 16 م. حيث سيتوقف ذكر المنتمين إلى هذا الفرع في كتب الطبقات مع العلاّمة الحافظ الشهاب أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر (تـوفي سنة 923 ھ/ 1517 م)، الذي يبدو الأكثر تميّزا في مجال العلوم لهذا الفرع ذي الانتماء القوي للمذهب المالكي.
- أما القطب أبو بكر محمد، الذي خيّرالانتقال إلى مكة سنة 619 ھ/1222م، فتمكن من ارساء شرف اجتماعي ومكانة متميزة في ميدان العلوم توارثه أبنائه وأحفاده على مدى أجيال متتالية. ومنذ القرن الثامن الهجري/ 14 م، ستشتهر تسمية أفراد هذا الفرع في كتب التراجم بأبناء الزّين القسطلاني، نسبة إلى الزين محمد بن محمد (تـ. سنة 729 ھ/ 1328 م) حفيد القطبأبي بكر محمد، ليتواصل تواجدها في الميادين العلمية إلى القرن الحادي عشر الهجري/ 17 م، من خلال شخصية أبي السعود بن علي المعروف بابن الزين القسطلاني، المتوفى سنة 1033 ھ/ 1623 م. ورغم استقرار هذا الفرع في مكّة فقد حافظ لمدة طويلة على علاقات وثيقة بالقاهرة ومصر من خلال التدريس والإقامة.
أما الفرع الرئيسي الثاني الذي يعود نسبته إلى ضياء الدّين محمد بن عمر، فقد وجد في مكّة أرضيّة مهيّأة للظهور مع القّسطلانيين من أبناء القطب محمد، وضمن لهمكانة في كتب الطّبقات إلى القرن التاسع الهجري/ 15 م بأسماء متميّزة في الفّقه على المذهب المالكي رغم أن أعدادهم بقيت محدودة ولم تتجاوز العشرة أسماء.
- المرتكزات الرمزية لمكانة القسطلانيين في المشرق:
نقصد بالمرتكزات الرمزيّة جملة من المقاييس التي لعبت دورا هاما في التراتبية الاجتماعية الإسلامية، وهذه المقاييس التي يمكن تلخيصها في الجاه والنبل والشرف والعلم،قد استأثرت بهابعض المجموعاتونحتت من خلالها مكانة وجيهة ضمن فئات المجتمع. فلا مراء أن ابن خلدون قد أفاض الحديث عن تجدّد النخب وجماعات الصفوة والمكانةمع تعاقب الأزمان، لكن بقيت هذه المعاييرالرمزية إلى جانب امتلاك الثروة والمال هي التي تحدد المجموعات المتفوّقة طوال الفترة الوسيطة وما بعدها.
وتشترك البيوتات العلمية في امتلاك جملة من المقاييس الاجتماعية التي تؤهلها لتتبوأ المكانة الأولية والمبجلة في السلّم الاجتماعي، ومن أبرز هذه المقاييس هو امتلاك الرأسمال الثقافي كما وصفه pierre Bourdieuواعتبره رأسمال رمزي يحظى بتقدير معنوي من قبل كافة أفراد المجتمع. فمجد العائلة لا يرتكز فقط على الممتلكات الماديّة لكن أيضا على عراقتها ونبلها وامتلاكها للمؤهلات والقدرات المعرفية والعلمية.وقد عبّرت كتب الطبقات عن ذلك عند حديثهاعن عائلة القسطلاني، فأشاروا إليهابنعوت عديدة، تدلّ على مكانتها العلمية والاجتماعيّة فهي، "بيت الصّلاح والحّديث"، و"بيت علم وفضل"، وهي أيضا "بيت فضل وخطابة". حيث برز منها على مدى أكثر من ثلاث قرون العلماء والقضاة والأدباء، وتولّى العديد منهم مناصب شرعية وإدارية متنوّعة.
فماهي إذن المرتكزات الرمزية لمكانة عائلة القسطلاني في المشرق؟ وكيف كانت سيرورة تدرجها نحو الامتياز والمكانة ؟
ليس من الصّعب كما أكّدته احدى الأبحاث اندماج المهاجر من النخب العلميّة في موضع استقراره الجديد، فأينمايحل يجد الترحاب واقبال الطلبة، بل تسند إلى البعض منهم الوظائف الدينية والسياسية، ونحن أن كنا نحتفظ ببعض الأمثلة التي تأكد عكس ذلك، فإن هذا التبجيل الذي يتمظهر جليا في الخطاب الموجود في الكتب التراجم والطبقات،قد استند أساسا على المعارف الشرعية والدينية،وهيأحد أبرز محدّدات المكانة الرمزيّة للنخب العالمةبصفة عامة، لذلك نحن نعتقد أن أوّل المقيمين من عائلة القسطلاني في مصر ومكة قد قاموا بتأسيس "رأس ما رمزي"لا بأس به،استند أساسا من معارفهم الدينية والمعرفية.
وسوف نحاول فيما يلي تحديد أهم التخصصات العلمية التي كانت لها الدور الكبير في رسم هذه المكانةالاجتماعية البارزة للقسطلانيين.
تتفق جميع الإشارات الموجودة في المصادر على أن العائلة اختصت برواية الحديث فكانوا من شيوخها واشتهروا بعلو الإسناد(بلغ عدد علماء عائلة القسطلاني103 كان لـ 81 منهم عناية بالحديث والرواية). ونحن نعتقد أن هذا الاعتناء الكبير بعلم الحديث، لا يمكن أن يكون إلاإفرازا لمناخ فكري - ديني تولد في المشرق على إثر سقوط الدولة الفاطمية. فظهور العديد من كبار الروّاة خلال هذه الفترة بالذات،يندرج ولا شك في إطار حركة تصحيحية إصلاحيةتمثلت فكرتها في الرجوع إلىأصول الأدلة الشرعية والعمل بالأثر،فضلا على أن هذه الحركةكان يعززهامنطق سياسي وإيديولوجية معينة مكنتها من الغلبة والهيمنة.
خلال هذه المناخ الفكري الذي باتيسود العالم الإسلامي،أصبحت عائلةالقسطلانيمنذ ظهورها حتى موفى القرن العاشر الهجري/ 16 م من أكبر عائلات المشرق وأعلاها مكانة في هذا التخصّص. ونحن نرى بوضوح من خلال كتب التراجم، أن ما بلغته من أهميّة يعود بقسط وافر إلى الجيل الأول من أفرادها، خاصة منه إلى شخصيتين رئيسيتين، هما : تاج الدين أبو الحسن علي الذي أطنبت المصادر في وصف عنايته بالحديث أثناء تدريسه بالمدرسة المالكية المجاورة للجامع العتيق بمصر، ثم عند توليه مشيخة "دار الحديث الكاملية" بالقاهرة. وتتمثل الشخصية الثانية في قطب الدين محمد، تلميذ الحافظ أبو الحسن علي بن البنا، وأبو الحسن بن الزبيدي، وغيرهما من كبار شيوخ الحديث ببغداد والموصل والشام ومصر، وكذلك صاحب العديد من المؤلفات مثل "الإفصاح عن المعجم، من الغامض والمبهم في أسانيد رجال الحديث". ولعل الشهرة التي اكتسبها القطب هي التي دفعت بالسلطة الأيوبيةلاستدعائه من مكان إقامته بمكة، لتولي دار الحديث الكمالية عقب ابن أخيه عبد المولى بن التاج منذ 636 ه إلى حين وفاته سنة 665 ه. ونحن نذكر في هذا الصدد ما ورد على لسان أحد كبار الشخصيات المصرية وهو الحافظ أبو عبد الله محمد بن حسين القرشي، -حسب ما ذكره صاحب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ- في شأنه : "عني بطلب الحديث أحسن عناية فحصل بالسماع والإجازة على كثير من الرواية... فاجتنى غروسها يانعة واجتلى شموسا طالعة وجمع في ذلك مجموعات وأوضح في مجلسه موضوعات... ولّي دار الحديث الكاملية فقام بها أحسن قيام ولم يزل معظما عند الخاص والعام متصديًّا لإبلاغ السنن".
ولا شك أن سيطرة أفراد من هذه العائلة على دار الحديث الكمالية بالقاهرة كل تلك السنين الطويلة وما ولّده ذلك بالنسبة إليهم من جاه ونفوذ، كفيل بأن يفسّر لنا المكانة التي حظيت بها داخل المجتمعات المشرقية. فقد واصلت العائلة تقديم العديد من الشخصيات المشهورة حتى فترة متقدمة. كما أصبح من تقاليدها توريث هذا العلم إلى النساء جيلا بعد جيل،فاشتهرت فاطمة (تـ. سنة 721هـ/ 1321 م) وعائشة (تـ. سنة 716ھ/ 1316 م) بنتا القطب محمد بـ"سداسيات الرّازي"، فتواتر ذكرهما في عديد من تراجم علماء القرن الثامن الهجري/ 14 م.
لم يقتصر من ناحية أخرى النشاط العلمي للقسطلانيين على ميدان الحديث بل تجاوز ذلك ليمس ميادين أخرى، أهمها التصوّف والزّهد. ويمكن الاقتصار في هذا المجال على ثلاثة أسماء مشهورة بلغت درجة كبيرة من الاستقطاب وجلب المريدين، أولهم: أبو العباس أحمد بن علي، الذي يعتبر من الصوفية المعتدلين والمتمسّكين بأهداب السنّة، مع التمكّن بأصول الدّين والفقه على المذهب المالكي. حيث أجمعت المصادر على تسميته بـ"زاهد مصر"، مع التّركيز على وصف سلوكه وانقطاعه والتزامه تربية المريدين، ويبدو أنه تبنى طريقة شيخه أبي عبد الله محمد القرشي وحاول نشرها من خلال مؤلّف جمع فيه كلامه وبعض كراماته وتأثيرها على أفاضل مصر وعلمائها.
أما الشخصية الثانية، فيمثلها مرة أخرى القطب محمد، فهو إلى جانب تبحره في علم الحديث يعتبر أيضا أحد أكبر أعلام التصوف خلال القرن السابع الهجري/ 13 م، وهو الذي نشأ في بيئة صوفية وترعرع في كنف أبيه، أبو العباس أحمد المتقدم ذكره، وأمه "الولية الصالحة" زوجة الشيخ الصوفي أبو عبد الله القرشي سابقا. ومن المهم أن نشير إلى أن التراجم تجعل من القطب منقطعا على أهل الأهواء متّبعا للسنة، ملتزما تربية المريدين، وتقدم أمثلة عن أقواله ونصائحه الموجهة أساسا إلى العارفين بالتصوف وتستوجب منهم الكثير من التأويل والتفسير.
كما يبرز أبو حفص عمر السهروردي(تـ. سنة 639 ه) في كتب التراجم، كشيخ للقطب دون منازع، فهو الذي أسمعه كتابه "عوارف المعارف" ثم تلقى منه خرقة التصوّف. ويعتبر السهروردي هذا أحد أكبر أعلام الصوفية ببغداد، اشتهر خلال حياته بالمناظرة والرد على الفلاسفة، ومكافحة اعتقاداتهم التي خرجت عن الحدود المعروفة لدى فقهاء أهل السنة. ونحن نعتقد أن تأثير السهروردي على القطب كان كبيرا، بل نجد أن هناك توافقا كلّيا في الفكر بين الشخصيتين، ويبرز هذا التوافق في ما كان ينشره القطب في مؤلفاته من أفكار وما ظهر له من مواقف تعتبر تواصلا للنهج الذي سلكه السهروردي في تجربته الصوفية. كما يدل على ذلك كتاب: "ارتقاء الرتبة في اللّباس والصحبة"، المؤلف الذي أثنى فيه القطب على الإمام الغزالي، ثم الكتاب الثاني المسمى "الارتباط" الذي شدّد فيه انتقاداته لأصحاب التصوّف الفلسفي بدءا بالحلاج (تـ. سنة 309 ھ/ 921 م) وصولا إلى العفيف التلمساني(تـ. 690 ھ/ 1291 م)، وبيّن فيه حسب رأيه "فساد قاعدتهم وضلال طريقتهم"، وتجتمع الروايات لتؤكد أن القطب أصبح يعادي ابن سبعين عداوة كبيرة وينكر عليه بمكّة أكثر أحواله.
ونحن إن كنا نجهل في الواقع كل ما يحيط بطبيعة العلاقة التي ربطت بين ابن سبعين والقطب محمد، فإننا لا نشك أن سيرة هذا الأخير استجابت في مفاصلها الكبرى لنموذج المتصوّف السني، فقد مرّ بجميع التطورات والمحطّات التي يمرّ بها الصوفي في مسيرته الفكرية والعملية: بدءا بالحيرة والخلوة والسياحة والكشف مرورا باتخاذ شيخ وصولا إلى لبس الخرقة. ويعتبر تتلمذ القطب محمد على السهروردي كالعديد من أعلام الصوفية في تلك الفترة، امتدادا للتصوف السني المعتدل الذي يعكس الطابع العام للحياة الفكرية للقرن السابع الهجري/ 13 م.ويبدو أن الشخصية الثّالثة المتأخرة من عائلة القسطلاني لم تحد عن هذا الخط الذي يدعو إلى ربط التربية الروحية والمجاهدة النفسية بالشرع. فقد ولي شهاب الدين أحمدالمتوفّى سنة 923 ھ/ 1517 م. مشيخة مقام الشيخ أحمد الحرّار بالقرافة الصّغرى، وألّف كتابا في مناقبه سمّاه « نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العبّاس الحرّار»، ومؤلفات أخرى في التخصّص نفسهمثل: «نفائس الأنفاس في الصّحبة واللباس»، و«الرّوض الزّاهر في مناقب الشيخ عبد القادر». أمّا بقية الشخصيات المنسوبة إلى هذه العائلة، فقد اكتفت المصادر بالتأكيد على ما عرفوا به من زهد ومجاورة في المساجد وانحصر نشاط أغلبهم في العبادة والورع والدّعوة. ويبقى القّاسم المشترك بين كل هذه الشخصيات، هو اكتساب القدسيّة الدّينية بسلوك منهج التقوى والورع وتحقيق الكرامات. لذلك استطاع القسطلانيون، أن يكتسبوا تقدير كل الفئات الاجتماعيّة دون استثناء، بل نجد أن بعض أفراد هذه العائلة قد تحوّلوا إلى أولياء وأصبحت قبورهم مزارات مثل ما هو الأمر لأبي العباس أحمد بمكة ونور الدين علي بن محمد القسطلاني بمصر.
وتدعونا الأمثلة التي قدمتها كتب التراجم إلى التأكيد أن الأوضاع المادية لهذه العائلة كانت مريحة بفضل انشغالهم بالحديث وتولّيهم الخطط الدّينية. بالتالي فإن التقشف والزهد كانا على ما يبدو منهجا حياتيا لا غير ولم يكن يعني قلة الموارد، بل أصبحت المكانة الاجتماعية للقسطلانيين تعتمد أكثر فأكثر على التصوف والزهد إلى جانب التخصص في الرواية والحديث حتى بداية القرن العاشر الهجري تقريبا.
ومن ناحية الارتباط بالميادين العلمية الأخرى فنحن نجد ضمن هذه العائلة من كان أديبا شاعرا مثل أحمد بن عمر بن الزين المتوفى سنة 898ھ/ 1492 م، أو طبيبا مثل محمَّد نجم الدّين الذي توفي قبل 890ھ/ 1485م.ويبقى الميدان الأهم الذي توجه له آل القسطلاني بعد الحديث والتصوف، هو الفقه على المذهب المالكي. لكن ما نلاحظه من خلال الإحصائيات التي قمنا بها، هو تزايد لعدد المغادرين للمذهب المالكي جيلا بعد جيل، فعدد العلماء غير المالكيين من أفراد هذه العائلة كان 2 من أصل 10 بين أواخر القرن السادس ومنتصف القرن الثامن الهجري، ثم أصبح 10 من أصل 15 بين منتصف القرن الثامن وبداية القرن العاشر الهجري. لذلك فإن الأفراد الذي برزوا في مختلف المذاهب السنية عاشوا في فترة متقدمة زمنيا كما هو الحال بالنسبة إلى أبي المكارم بن عبد الله بن أَحْمد الحنبلي المتوفى سنة 833ھ/ 1429 م، أو العلامة شهاب الدّين أحمد بن عبد الملك (تـ. 923 ھ/ 1517 م) الذي تميّز في الفقه على المذهب الشافعي. وقد أكّد Louis Pouzet من خلال مثال مدينة دمشق أن هذه المغادرة للمذهب المالكي تتم عادة في الجيل الثاني، ولاحظ أن المغاربة من الناحية الدينية يندمجون بأكثر سهولة في الممارسات الغالبة للمحليين، وينطبق ذلك على معظم العائلات المغربية المهاجرة. وهو أمر طبيعي إذا ما حاولنا تفسيره بالعوامل الاجتماعية، فهي تعكس دون شك وجود اندماج في الوضع السائد في المجتمعات المشرقية مع الرغبة في بلوغ أكبر المراكز العلمية والإدارية. وربما تعود أيضا إلى قناعة شخصية ورغبة طوعيّة لا يراد منها مكاسب مادية، مثلما حدث بإفريقية خلال النصف الأول من القرن الرابع الهجري/ 10 م، عند تحوّل الكثير من الحنفية إلى المذهب المالكي، أو التحوّل الذي كان قد حدث بالأندلس من المذهب الأوزاعي إلى مذهب الإمام مالك خلال العقدين الأخيرين من القرن الثاني الهجري/ 8 م وبعدها بقليل.
- المحدّدات الماديةلمكانة العائلة في المشرق حسب ما توفره كتب التراجم والطبقات:
إذا كانإشعاع هذه العائلة اجتماعيا قد استمد بالأساس من مكانتها الدينية وكفاءاتها العلمية، فلا يمكن التغاضي بأي شكل من الأشكال عن الخاصية المادية والاقتصادية للتراتبيةالاجتماعيةوما ينتج عنها تأويلات وتمثّلات ودلالات.ويمكننا الجدول التّالي من الوقوف على نوعية المناصب والأشغال التي تولاها أفراد هذه العائلة اعتمادا على ما تمدنا به كتب التراجم والطبقات.
الوثيقة رقم 3: والوظائف والمهن المتعلقة بأفراد عائلة القسطلاني
|
الاسم |
الولادة والوفاة |
المهنة |
المكان |
المصدر |
1 |
أبو العباس أحمد |
559 - 636 |
- مدرس بالمدرسة المالكية بمصر - مفتي |
مصر |
الذهبي، ت. 46/ 280 |
2 |
محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبد الله بن أحمد أبو عبد الله القسطلاني |
598 - 663 |
إمام حطيم المالكية بمكة |
مكة |
الذهبي، ت. 49/ 156 |
3 |
تاج الدين أبو الحسن علي بن أحمد |
588 - 665 |
- مدرس بالمدرسة المالكية المجاورة للجامع العتيق - مشيخة دار الحديث بالقاهرة بعد الرشيد العطّار - ولي النظر في ديوان الأحباس - الإفتاء |
القاهرة |
الذهبي، ت. 49/ 200 |
4 |
شرَف الدّين عبد المولى بن تاج الدّين علِيّ بن القسطلانيّ. |
685 |
مشيخة دار الحديث بعد أبِيهِ التاج |
القاهرة |
الذهبي، ت. 51 /225 |
5 |
قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد القسطلاني |
614 - 686 |
- درّس بالحرم بحضرة والده. - أفتى في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة فما بعدها كثيرا - عين لقضاء مكة في سنة خمس وستين - ولي على مشيخة دار الحديث بالقاهرة |
مكة القاهرة |
الصفدي، الوافي 2/94 الذهبي، العبر3/362 |
6 |
أَبو معالي أَحمد بن تاج الدّين عليّ بن القسطلانيّ |
القرن السابع |
خطيب مصر |
مصر |
الذهبي، ت. 46/286 |
7 |
تقي الدين محمَّد بن مجد الدِّين الْحسَن بن الشّيْخ التاج علي بن أَحمَد القسطلاني |
695 عاش 52 سنة |
خطيب جامع عُمَرو بْن العاص |
مصر |
الحسيني،السلوك،2/451 |
8 |
أمين الدين محمد بن الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد القسطلاني |
635 - 704 |
- حدث بالمنصورية بمكة - قضاء المالكية بمكة |
مكة |
الحسني ،ذيل 1/214 |
9 |
شرف الدّين أَبُو الْهدى أَحْمد بن قطب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقُسْطَلَانِيّ |
648 – 714 |
ترسل عَن أَمِير مَكَّة إِلَى سُلْطَان مصر |
مكة |
العسقلاني،الدرر.1/289 |
10 |
نور الدّين أبو الحسن علىّ بن محمد بن الحسن بن علىّ القسطلانيّ |
724 |
خطيب جامع عُمَرو بْن العاص |
مصر |
ابن تغري بردي، النجوم، 9/262 |
11 |
جمال الدين محمد بن تقىّ الدين محمد بن الحسن بن علىّ بن أحمد بن علىّ ابن محمد القسطلانيّ |
673-725 |
- إمام جامع مصر وخطيب القلعة - يخطب بجامع القلعة ويصلّى بالسلطان الجمعة - مشيخة سعيد السُّعَدَاء |
مصر |
الحسيني،السلوك، 2/451-3/365 |
12 |
إمام الدين محمد بن زين الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ابن على بن محمد بن الحسن القيسىالقسطلانيّ. |
671 - 754 |
يسافر الى التجارة الى اليمن وكان ذا مال وافر |
مكة |
الحسني ،ذيل. 1 /260 |
13 |
خليل بن عبد الرحمن بن الضياء محمد بن عمر بن الحسن بن عبد الله المكي التوزري القسطلاني الشيخ ضياء الدين أبو الفضل |
688 - 760 |
- شيخ الحديث بمكة - إمام المالكية بالمسجد الحرام |
مكة |
السخاوي، التحفة، 1 /321 |
14 |
أحمدبنإمامالدينمحمدبنزينالدينمحمدبنأمينالدينمحمدبنقطبالدينمحمدرالقسطلاني |
708 - 776 |
كان خيرا متمولا |
مكة |
العسقلاني، أنباء الغمر، 1/81 |
15 |
أحمدبنالحسنبنالزينمحمدبنمحمدبنالقطبالقسطلانيثمالمكيشهابالدين |
720 - 797 |
تكسببكتبالوثائق |
مكة |
العسقلاني، أنباء الغمر1/496 |
16 |
محمَّد بن أَحمد بن حسن بن الزين محَمَد بن الْأمين محمَّد بن القطب محمَّد بن أَحمد ابن عليّ الْجمال أَبو عبد الله الْقَيسِي الْقُسطَلَانيّ |
801 عن أربعين سنة |
كتب بِخَطِّهِ كتبا مَعَ كِتَابَته الوثائق |
مكة |
السخاوي، الضوء، 6 /305 |
17 |
الشهاب أَبو الْعبَّاس أَحمد بن أبي الْخيْر محَمد بن الزين مُحَمَّد الْقسطَلَانِيّ |
803 |
- يكْتب الوثائق ويسجل على الْحُكَّام - تأديبه الْأَبْنَاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تَحت مَنَارَة بَاب عَليّ |
مكة |
السخاوي، الضوء، 2/109 |
18 |
جمال الدّين عبد الله بن الْخطيب شهاب الدّين أَحمد الْقسْطلَانيّ |
807 |
- خطيب جَامع عَمْرو بِمصْر |
مصر |
الحسيني، السلوك،6 /94 |
19 |
حسن بن أبي عبد الله محمَّد بن حسين بن الزين محَمّد بن القطب محَمَد بن أَحمد بن عَليّ الْقسطَلانيّ |
762 - 809 |
- ولي مُبَاشرَة فِي الْحرم الْمَكِّيّ وَفِي الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة بِالْقَاهِرَةِ - نظر أوقاف الْحَرَمَيْنِ بالإسكندرية |
مكة |
السخاوي، الضوء،3 / 124 |
20 |
عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ |
770 - 827 |
- تعاني الشَّهَادَة والوثائق والسجلات - ناب فِي الْقَضَاء بمرسوم الدولة المظفرية أَحْمد بن الْمُؤَيد. |
مكة |
السخاوي، الضوء،5 / 5 |
21 |
أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَيعرف بالحرضي |
796 - حيا سنة 842 |
وتكسب بِالشَّهَادَةِ وسجّل على الْحُكَّام |
مكة |
السخاوي، الضوء،1/ 355 |
22 |
الْكَمَال أَبُو البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ |
801 - 864 |
- دخل الشَّام وناب فِي الْقَضَاء بهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وثمان مائة - نَاب بِالْقَاهِرَةِ فِي الصالحية النجمية وَغَيرهَا عَن الْبِسَاطِيّ فِي سنة ثَلَاثِينَ - أذن لَهُ السُّلْطَان فِي الْقَضَاء بِمَكَّة قبل ذَلِك فِي آخر سنة سِتّ وَعشْرين بعناية السراج الحسباني |
الشام القاهرة مكة |
السخاوي، الضوء، 9 /4 |
23 |
الْكَمَال أَبُو البركات مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد ابْن القطب الْقُسْطَلَانِيّ |
801 - 865 |
- صَارَ عين أهل الْبَلدة فِي المكاتيب مَعَ اشتهاره بِالْعَدَالَةِ - نَاب فِي الْعُقُود عَن أبي الْيمن النويري ثمَّ ولي الْقَضَاء عَنهُ |
مكة |
السخاوي، الضوء،7 / 61 |
24 |
أَبُو الْحسن عَليّ الْأَصْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن النُّور |
798 - 866 |
- نَشَأ فَقِيرا فسافر فِي التِّجَارَة فأثرى وَكثر مَاله - ولي التَّكَلُّم فِي الجشيشة الجمالية بِمَكَّة فِي أثْنَاء سنة أَربع وَخمسين. |
مكة |
السخاوي، الضوء،5 / 281 |
25 |
أَحمد بن أبي بكر بن عبد الْملك بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسَيْن بن التَّاج عليّ الْقسطَلَانِيّ |
830 - 894 |
وتكسببالقبان |
مكة |
السخاوي، الضوء، 1 /256 |
26 |
فَخر الدّين أَبو بكر بن أبي الْفضل بن أبي البركات الْقُسْطَلَانِيّ بن كَمَال الدّين بن كَمَال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن حُسَيْن بن الزين |
895 |
يتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب السَّلَام وبالنساخ وَهُوَ فَقير قَانِع |
مكة |
السخاوي، الضوء، 11 /66 |
27 |
أحْمد بن محمَّد بن أبي بكر بن عبد الْملك بن الزين أَحمد بن الْجمال محَمَّد بن الصفي محَمَّد بن الْمجد حسَين بن التَّاج عليّ الْقسطَلَانيّ |
851 - 923 |
جلسَ للوعظ بالجامع الْعُمْرَى |
مصر |
ابن عماد، شذرات، 10/169 |
لا بد من التأكيد في البداية أن التمكّن من المعارف الدينية قد فتح الباب أمام العديد من الوظائف الشرعية والقضائية التي ضمنت بدورها أن توفّر للقسطلانيين مكانة ووجاهة في المجتمع. وقدتمثّلت الخطط الدّينية من خلال هذا الجدول في الإمامة بفرعيها إمامة الصلاة والخطبة. وقد مكننا التجريد من الحصول على 6 شخصيات تولوا هذه المناصب في كل من مصر ومكة وفي عدد من المساجد المهمّة كجامع عمرو بن العاص والمسجد الحرام. ويعتبر الشّيخ جمال الدين محمد بن محمد بن الحسن (رقم 11) من أهم الشخصيات التي جمعت في الوقت نفسهبين الإمامة بالجامع الكبير بمصر والخطابة بجامع القلعة لسنوات طويلة بلغت حسب مترجميه الخمسين سنة. في حين اشتغل الكثير منهم بالتدريس وقد تباينت مراتبهم في ذلك، حيث قدّمت لنا كتب الطبقات بعض الألقاب التي تبيّن شيئا من هذا التنوع مثل الشيخ والواعظ والمدرّس والمؤدب.
أمّا بالنسبة إلى الوظائف المتعلقة بالدولة، شرعية كانت أو إدارية، فإن أهمّ ما توصل إليه القسطلانيون هو منصب القضاء على المذهبين المالكي والشافعي(رقم5 و8 و22)، إلى جانب مناصب أخرى مثل النيابة والكتابة والعدالة والإشهاد. وهي وظائف لم تكن قليلة الأهمية، حيث تعتبر العدالة مقياسا لعلوّ شأن صاحبها وسببا في تدرّجه في السلّم الوظيفي، مثلما هو الأمر للكمال أَبو البركات محمّد (رقم 29) الذي بدأ أمره كاتبا ثم عدلا، ليتولى فيما بعد القضاء عوضا عن أبي اليمن النويري. أما فيما يخص الوظائف الإدارية فقد تراوحت عموما بين النظر في الدواوين والأوقاف والترسّل لدى السلاطين (الحالة رقم 9).
كما ارتبطت المكانة الاجتماعيّة لبعض القسطلانيين بالاشتغال بأنشطة اقتصاديّة متنوعة. فقد عمل أمين الدين محمد (رقم 12) على تنمية ثروة كانت مصادرها تجاريّة بالأساس، فذكر مترجموه بأنه كان "خيّرا متموّلا". في حين بدأ أبو الحسن علي (رقم 24) حياته فقيرا فكانت التجارة سببا في اثرائه. ونجد أن هناك من اختص بمهن حرفية (رقم 25)، واعتمدت البقية على نفوذها الديني ولم تتولّ أي نوع من الوظائف. ونفهم من خلال الجدول أعلاه أن هذا الزّخم كان يعكس الوضعيّة الاجتماعيّة للعائلة خلال مختلف فترات تطوّرها، خاصة عندما نعلم أن هذه الخطط لم تكن وراثيّة في أصلها وإنما أصبحت من تقاليد بعض العائلات ومن دعائم جاهها.
وهو ما يطرح في أذهاننا بعض التساؤلات حول الكيفية التي حافظت بها هذه العائلة على مكانتها الاجتماعية وتواصل حصولها على مناصب مرموقة ودوام هيبتها الدينيّة والاجتماعيّة على فترة تجاوزت الأربعة قرون؟
5 استراتيجيات المحافظة على المكانة الاجتماعية:
قد ثبت من خلال التحليلات السابقة أن الدور الاجتماعي والتمرتب المرموق لبيتالقسطلاني استمد أساسا من معارفها الدينية والشرعية ومن عراقة استقرارها في المشرق. لكن للاحتفاظ بهذه المكانة كانتالعائلة مدعوة إلى المواكبة والتجديد لتدافع عن مصالحها ونفوذها واستمراريتها،وتوريث الرأسمال الثقافي والاجتماعي عبر أجيال متتالية. وهذه الاستراتيجيات اعتمدت أساسا على تكوين علاقات متينة مع مجموعات من المحيط الاجتماعي نفسه، وكذلك من خلال أنماط التضامن والولاءات مع مختلف الشرائح المكونة للمجتمعات المشرقية: ويمكن تلخيص أبرز ملامح هذه الاستراتيجيات في النقاط التالية:
أولا: الحرص على تعليم الأبناء منذ مرحلة الطفولة المبكرة لتكوين جيل أو أجيال جديدة تستطيع الحفاظ على ما تحصّلت عليه العائلة من رأسمال ثقافي. ولم يكن السعي إلى الحصول على الإجازات من كبار شيوخ العصر، إلا نوعا من أنواع هذه الأولويات التي أبداها العديد من أفراد عائلة القسطلاني.
فتخبرنا المصادر مثلا أن القطب محمد كان يطالب أثناء رحلته لقاء أصحاب الأسانيد العالية في الحديث سنة 649ھ/ 1251 م، بالإجازة لأولاده السّبعة في العديد من الأقطار الإسلامية التي زارها. كما حرص البعض الآخر على الحصول على الاجازة لأطفال لم يتجاوز سنّهم العامين، كما هو الحال بالنسبة إلى أبي المكارم محمّد بن أحمد بن أبي الخير (تـ. سنة 837 ھ/ 1433م) الذي أجازه عدد كبير من العلماء وهو لا يزال في المهد.
وبغض النظر – بطبيعة الحال - عن كون الإجازة كانت تسند ضمن الشروط العلمية المتعارف عليها أم لا، فهي تدخل ولا شك في إطار تحالفات معينة تريد العائلة أن ترتبط بها، وأيضا في إطار استقطاب النفوذ بين العلماء وخاصة بين البيوتات العلمية، وهي استراتيجية هامة غايتها الحفاظ على الإرث المعرفي لعائلة وتوريثه الأجيال المتعاقبة.
ثانيا :الرّهان على مصاهرة عائلات تنتمي إلى المحيط الاجتماعي نفسه. حيث ترشدنا المصادر إلى أن هذه العائلة تميّزت بانفتاحها الزواجي على مختلف البيوتات الحضريّة والعلميّة. فقد تحصلنا من خلال التجريد على5 حالات فقط من الزواج الداخلي من جملة 22 حالة مكّنتنا كتب الطّبقات من استخراجها. ونلاحظ أن البيوتات التي ارتبط بها القسطلانيون كانت مشهورة في ميدان العلوم مثل عائلة الطبري والمرشدي والفاكهي وعائلة ابن فهد، ويظهر من خلال الأمثلة التي وردت في الجدول أنها راهنت على مصاهرة العائلات الشّريفة المكّية،(مثال الحّالة رقم 8). وهي استراتيجية هامة، غايتها زيادة تمتين مكانتها واكتساب الشرف الاجتماعي بالجمع بين النفوذ الديني والهيبة الاجتماعية.
لذلكما يمكن استنتاجه من خلال هذه الأمثلة أن الزّواج كان يعتبر الركيزة الأساسية للتصدر الاجتماعي، ونحسب أن ابن خلدون كان أمينا حين اعتبر أن نظام المصاهرة إلى جانب القرابة محددان رئيسيان في ثقافة وبنية المجتمع. فإلى جانب ما تمثّله أواصر القرابة من دور في رسم معالم المكانة الاجتماعية باللّحمة والعصبيّة، فإن المصاهرة أيضا تلعب دورا متينا في تعزيز المنزلة لدى المجموعات المؤثرة، خاصة بالنسبة إلى الذين يريدون أن يقوى جانبهم بالنّسب مثلما هو الأمر لعائلة القسطلاني الوافدة على المشرق. بالتّالي فالمنطق الذي يحكم نظام المصاهرة هو الحرص على توريث ما يسمى بـ"الرأسمال الثقافي والاجتماعي"،وتكوين شبكة علاقات تمكن هذه الأسر من الحفاظ على وجودها واستمراريتها، فيقوى بالتالي جانبها بـ«الوصلة والالتحام» حسب تعبير ابن خلدون.
لكن الذي شد انتباهنا أن الأمثلة التي مدّتنا بها كتب الطّبقات تكاد تكون محصورة لدى الفرع المكي من أبناء القطب أبي بكر محمد، والمثال المصري الوحيد تمثل في مجد الدين أبي علي حسن بن علي القسطلاني (مثال رقم.1) الذي صاهر مجد الدين الإخميمي خطيب مصر.
وقد نجد تفسيرا لذلك في عاملين رئيسين: الأول يتعلق بالمصادر، ففي حين اهتم ابن فهد بالفرع المكّي واعتبر المصدر الأساسي في تأريخه للعائلة من خلال كتابه "غاية الأماني في تراجم أولاد القسطلاني"، فنقل عنه ابن حجر في درره والسخاوي في الضّوء، فإن الفرع المصري لم يحض بنفس الاهتمام على ما يبدو مما يفسر عدم التوازن في توفير المعلومات. أما النقطة الثانية، فتتمثل في تركيبة المجتمع المكّي، المتكوّن من عدد من البيوتات العلمية الوافدة على مكة منذ الأيوبيين، مما سهل على أبناء القطب تثبيت مكانتهم ضمنها، وهو أمر لم يكن متوفرا على ما يبدو لأبناء التاج المستقرّين بمصر.
الوثيقة رقم 4 :مبادلات الزواج عند آل القسطلاني
الاسم |
الوفاة |
الزوج أو الزوجة |
المصاهرة |
المكان |
المصدر |
|
1 |
مجد الدين أبو علي حسن بن علي بن أحمد القسطلاني |
685 |
ابنة الخطيب مجد الدين الإخميمي |
- |
مصر |
العسقلاني، الدرر، 5 /463 |
2 |
أمة الرحيم فاطمة ابنة القطب القسطلاني |
721 |
تزوجت بالجمال محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الزين أبو الطاهر بن الجمال بن الحافظ المحب الطبري ثم المكي الشافعي |
الطبري |
مكة |
السخاوي، التحفة، 1/ 133 |
3 |
الْجمال أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ |
789 |
عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عَليّ العجمي |
- |
مكة |
السخاوي، الضوء، 7 / 79 |
4 |
أبو العباس أحمد بن الحسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد القسطلاني |
797 |
أم الْحُسَيْن سِتّ الْكل ابْنة أَحْمد بن إمام الدّين مُحَمَّد بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ القسطلانية |
القسطلاني |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 / 58 |
5 |
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن أمين الدين محمد بن القطب محمد القسطلاني |
801 |
خَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر المرشديأخت الجمال المرشدي |
المرشدي |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 / 100 |
6 |
العفيف عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني |
827 |
- خَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمدالمرشدي - خَدِيجَة ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد ابْن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أم أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ المكية. |
- المرشدي - القسطلاني |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 /140 |
7 |
عَائِشَة ابْنة أَحْمد بن حسن ابْن الزين الْقُسْطَلَانِيّ |
827 |
أبو السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيمُ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمُ بن أبي بكر الطبري |
الطبري |
مكة |
السخاوي، الضوء، 9/ 191 |
8 |
أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بنالامين مُحَمَّد بن قطب الْقُسْطَلَانِيّ |
829 |
- الشريف عميد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمى الْحَسَنَة - الشريف مقبل بن مُحَمَّد بن عاطف |
شرفاء مكة |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12/ 140 |
9 |
أم الأمان فاطمة بنت الجمال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد |
832 |
عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الفاكهي الْمَكِّيّ |
الفاكهي |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12/ 101 |
10 |
خَدِيجَة ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد ابْن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ |
846 |
- تَزَوَّجت ابْن عَمها مُحَمَّد بن احْمَد بن حسن فَولدت لَهُ ثمَّ طَلقهَا - فَتزوّجت قريبها ايضا احْمَد بن ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن الزين فَولدت لَهُ - تزوجت بأخى زَوجهَا الاول الْعَفِيف عبد الله بن احْمَد |
القسطلاني |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12/ 30 |
11 |
الجمال أبو الخير محمد بن العفيف عبد الله بن أحمد بن الحسن بن الزين محمد القسطلاني. |
848 |
خَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن عِيسَى الْحلَبِي |
- |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 / 142 |
12 |
أم الامان فَاطِمَة ابْنة أبي البركات مُحَمَّد بن احْمَد بن ابي الْخَيْر مُحَمَّد بن حسن بن الزين أمحمد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد الْقُسْطَلَانِيّ |
بعد 854 |
مُحَمَّد بن احْمَد الفاكهي |
الفاكهي |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 /101 |
13 |
نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد القسطلاني |
866 |
هَدِيَّة ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن أَحْمد بن حسن أم الْهدى ابْنة ابْن الزين الْقُسْطَلَانِيّ |
القسطلاني |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12/ 132 |
14 |
زَيْنَب ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن احْمَد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ |
862 |
- الْجمال مُحَمَّد بن مَسْعُود الزواوي ثمَّ بعد طَلَاقه -عبد الْقَادِر بن يحيى بن فَهد |
- الزواوي - ابن فهد |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 /44 |
15 |
الْكَمَال أَبُو البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني. |
864 |
أم كَمَال ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ |
القسطلاني |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 /160 |
16 |
الكمال محمد بن أحمد بن أبو الخير محمد بن الحسين بن الزين محمد القسطلاني |
865 |
- سِتّ الْكل سعيدة ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الفاكهي وهي ابنت أخت الجمال المرشدي - حَبِيبَة ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عمرالفاكهي |
- المرشدي - الفاكهي |
مكة |
السخاوي، الضوء، 9 /38 - 39 |
17 |
فاطمة بنت النور أبو الحسن علي الأصغر بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني. |
871 |
أبو بكربن عبد الْغَنِيّالمرشدي |
المرشدي |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12/95 - 96 |
18 |
الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن الضياء مُحَمَّد بن التقي عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن الْقُسْطَلَانِيّ |
القرن 9 |
سعدى المغربية مُسْتَوْلدَة الشهَاب بن ظهيرة أم وَلَده أبي عبد الله |
ابن ظهيرة |
مكة |
السخاوي، الضوء، 9 / 3 |
19 |
النَّجْم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي العباس أحمد بن أبو الخير محمد بن الزين القسطلاني. |
889 |
- ذابل الحبشية عتيقة القَاضِي عَليّ بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ وموطوءته - أم الْحُسَيْن ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد القطب الْقُسْطَلَانِيّ |
القسطلاني |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 / 33 نفسه، 12 /142 |
20 |
فَاطِمَة ابْنة أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الامين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ |
بعد 890 |
عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة اليبناوي |
- |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 / 102 |
21 |
سَعَادَة ابْنة أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد ابْن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ المكية |
892 |
- أَبُو الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الفاكهي - أَبُو البركات بن مُحَمَّد بن عَليّ الفاكهي - عبد الْقَادِر بن النويري |
الفاكهي |
مكة |
السخاوي، الضوء، 12 / 65 |
22 |
مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْملك بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الصفي مُحَمَّد بن الْمجد حُسَيْن بن التَّاج عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ |
- |
حليمة ابْنة الشَّيْخ أبي بكر بن أَحْمد بن حميدة النّحاس |
- |
مكة |
السخاوي، الضوء،2/103 |
ثالثا: أنماطالتضامن وما تعكسه من درجة اندماج في المجتمعات المشرقية، وقد تأكد ذلك من خلال ما تنسبه المصادر إلى بعض أفراد هذه العائلة نزيلة مكة ومصر من تشييد وترميم المساجد والميضات، وكل ما يتعلق بالأعمال المعمارية التقليدية التي يقوم بها أصحاب السلطة أو أصحاب الثروة والمحسنين. وكنا قد وقفنا على الثروة التي اكتسبها بعض القسطلانيين، بما مكّنهم من لعب أدوار مهمة في تجديد المرافق العامة وتحسينها. فقد وصفت المصادر أحمد بن محمد بن القطب محمد، بأنه "ذا مال وبرّ ومعروف وديانة"، وأحمد بن محمد بن زين الدين بأنه "كان خيّرا متمولا"، في حين تمكّن علي بن محمد لوحده من ترميم رباط السدرة ورباط كلالة بمكة سنة 843 ه.
هذه الأعمال الخيريّة لا تقتصر فقط على أصحاب الثّروات بل على أفرد كانت مواردهم متواضعة، وهو ما نراه جليا في مثال القطب محمد الذي ذكر في شأنه صاحب المقفى الكبير أنه كان مكرما للوارد عليه من الفقراء بالقاهرة، "يعمل لهم سماطا يأكلون عليه عنده ويبرهم ويعين أكثرهم على الحج، وكان كثير السعي في حوائج الناس". في حين اشتهر الضياء أبو عبد الله خليل بن عبد الرحمن القسطلاني إمام المالكية في مكة بالبرّ وتقديمه الصدقات ومواساة الفقراء وتحمّل الدّين العظيم لأجلهم، حتى انتهي دينه حسب ما يذكره صاحب التحفة اللطيفة إلى ما يقارب مائة ألف درهم، أو أنه "كان له من الدين فوق ما يصفه الواصفون". نتبين من خلال هذه الروايات مدى أهميّة ما يسمّى بأنماط التضامن الاجتماعي خاصة المتّصلة بشؤون الحياة المادية من أمور المعيشة وتوفير الضروريات اليومية للعديد من الشرائح، وما يتعلق بها من سعي لاكتساب مشروعية اجتماعية وتعزيز مكانة الفرد داخل المجموعة التي يعيش فيها.
خاتمة :
ما يمكن استخلاصه من خلال ما تقدم أن عائلة القسطلانيتمتعتبجملة من الصفات الرمزية والمعنوية التي اكتسبتها عبر التاريخ ونحتت لها مكانة وجيهة ضمن فئات المجتمع المشرقي. وذلك باعتبارها تنتمي إلى البيوتات العلمية التي تعود جذورها إلى بداية القرن السادس الهجري/ 12 م، حيث انضافت إلى العناصر القادمة من المغرب ومن باقي المدن المشرقية وكونت أسرا وبيوتات اكتسبت عراقة وشهرة بالتقادم. حتى أن التلاقح والتثاقف والتعايش بين جميع هذه البيوتات داخل مكة ومصر خلق لحمة اجتماعية وانصهارا ونمطا من العيش المتميز له تقاليده وعراقته.
من ناحية أخرىأثبتت كتب الطبقات قيمتها، وساعدت على التعرف على احدى أهم العائلات الافريقية المهاجرة إلى المشرق وتتبع أثارها واسهاماتها العلمية. فلطالما اهتمت الأبحاث بنماذج من الرحلات العلمية بين المغرب والمشرق لكنها تغاضت بشكل أو بآخر على ذكر هذه العائلات، التي كونت شرفا اجتماعيا وأصبحت من الأسر البيوتات المشهورة التي توارثت العلم والمناصب الشرعية عبر أجيال متتالية، وأسهمت - دون شك - في إثراء المشهد الثقافي والاجتماعي للمشرق الإسلامي. ولعل العمل على التعريف بعائلة القسطلاني قد يفتح الطريق للحديث عن عائلات أخرى مهاجرة مستقرة في العديد من المدن المشرقية لاسيما منها أسرة البوصيري أصيلة المنستير.
المصادر والمراجع
ذنون طه (عبد الواحد)، الرحلات المتبادلة بين الغرب الإسلامي والمشرق، المدار الإسلامي، الط 1، طرابلس 2005.
أحمد (علي)، الأندلسيون والمغاربة في بلاد الشام من نهاية القرن السادس إلى نهاية القرن التاسع الهجري، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، ط 1 دمشق 1985.
البكري، المسالك والممالك، دار الغرب الإسلامي، ط 2 .ج 2.بيروت. 1992.
المراكشي، الاستبصار في عجائب الأمصار، دار الشؤون الثقافية، ط1 .بغداد. 1986.
ياقوت الحموي، معجم البلدان، دار صادر، ط 1 .ج 4. بيروت. 1977.
السخاوي، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، دار الكتب العلمية، ط 2 .ج 1.بيروت. 1993.
ابن فرحون، الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب، دراسة وتحقيق مأمون بن محيي الدين الجنان، دار الكتب العلمية، ط 2 .بيروت . 1996.
التنبكتي، نيل الديباج بتطريز الديباج، اشراف وتقديم عبد الحميد عبد الله الهرامة، وضع هوامشه وفهارسه طلاب من كلية الدعوة الإسلامية، منشورات كلية الدعوة الإسلامية، ط 1.ج 1.طرابلس. 1989.
الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق عمر عبد السلام التدمري، دار الكتاب العربي، ط 2، ج 42.بيروت. 1993.
المنذري، التكملة لوفيات النقلة، تحقيق بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، ط .1 ج 1.بيروت. 1984.
الصفدي، الوافي بالوفيات، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، ط2 .ج4.بيروت 2000.
اليونيني، ذيل مرآة الزمان، بعناية وزارة التحقيقات الحكمية والأمور الثقافية للحكومة الهندية، دار الكتاب الإسلامي، ط 2 ، ج 2.القاهرة.1992.
بن حمادي (عمر)، "كتب الطبقات ومشاكل استغلالها في أبحاث الديمغرافية التاريخية"، ندوة الديمغرافية التاريخية في تونس والعالم العربي، دار سراس للنشر، تونس. 1993.
روجي إدريس (الهادي)، الدولة الصنهاجية : تاريخ إفريقية في عهد بني زيري من القرن 10 م إلى القرن 12 م، نقله إلى العربية حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي،.ط.1ج 1 .بيروت. 1992.
ابن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ج. س. كولان ول. بروفنسال، دار الثقافة، ط3. ج1. بيروت. 1983.
حسن (محمد)، المدينة والبادية بإفريقية في العهد الحفصي، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،ج1.تونس 1999.
عبد الوهاب (حسن حسني)، كتاب العمر في مصنفات المؤلفين التونسيين، مراجعة وإكمال محمد العروسي المطوي والبشير البكوش، الدار العربية للكتاب، ج 1. تونس 2001.
القادري بتوتشيش (إبراهيم)، تاريخ الغرب لإسلامي: قراءات جديدة في بعض قضايا المجتمع والحضارة، دار الطليعة، ط1 .بيروت. 1994.
صمايري (هشام)، العلماء المغاربة بالمشرق خلال الفترة الموحدية، رسالة ماجستير، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس 2009.
السيوطي، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، ط 1. ج 1.مصر. 1967.
اليونيني، ذيل مرآة الزمان، بعناية وزارة التحقيقات الحكمية والأمور الثقافية للحكومة الهندية، دار الكتاب الإسلامي، ج 2. القاهرة. 1992.
الذهبي، العبر في خبر من غبر، تحقيق أبو المهاجر محمد سعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، ج 3.بيروت. د. ت.
محمد أمين بن فضل الله، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، دار صادر، ج1 .بيروت د. ت.
ابن خلدون، المقدمة، تحقيق خليل شحادة، دار الفكر،ط2.بيروت. 1988.
بورديو (بيار)، الرمز والسلطة، تعريب عبد السلام بنعبد العالي، دار توبقال للنشر، ط2، المغرب. 2007.
الصفدي، أعيان العصر وأعوان النصر، تحقيق علي أبو زيد، نبيل أبو عشمة، محمد موعد، الدكتور محمود سالم محمد، قدم له، مازن عبد القادر المبارك، دار الفكر المعاصر، ج 5.بيروت. 1998.
ابن فهد، لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ، دار الكتب العلمية، بيروت. 1998.
الإدريسي (محمد العدلوني)، أبو الحسن الششتري وفلسفته الصوفية، دار الثقافة، المملكة المغربية. 2005.
ابن عماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق محمود أرناؤوط، دار ابن كثير، ط1.ج7.دمشق 1986.
البختي (جمال علال)، الحضور الصوفي في الأندلس والمغرب إلى حدود القرن السابع الهجري، مطبعة الخليج العربي، تطوان. 2003.
الشوكاني، البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع، دار المعرفة، ج1،بيروت، د. ت.
العيدروس، النور السافر عن أخبار القرن العاشر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ھ.
العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تحقيق ومراقبة محمد عبد المعيد ضان، مجلس دائرة المعارف العثمانية -صيد أباد، ، ج 5.الهند. 1972
السخاوي، الضوء اللامع، ج 8، ص 78؛ الغزي، الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة، تحقيق خليل منصور، دار الكتب العلمية، ج 1.بيروت. 1997.
أنظر نجم الدين الهنتاتي، المذهب المالكي في الغرب الإسلامي إلى منتصف القرن 5 ھ/ 11 م، تبر الزمان، تونس. 2004.
العسقلاني، أنباء الغمر بأبناء العمر، تحقيق حسن حبشي، لجنة إحياء التراث الإسلامي، ج 1.مصر. 1969.
ابن خلدون، المقدمة، تحقيق خليل شحادة ومراجعة سهيل زكار، دار الفكر، بيروت. 2000.
المقريزي، المقفى الكبير، تحقيق محمد اليعلاوي، دار الغرب الإسلامي، ج 5. بيروت. 1991.
السخاوي، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، ج 1.
Pouzet (Louis), « Maghrébins à Damas au VII/XIIIe siècle » Bulletin des études Orientales, TXXVIII, année 1975.
Garcin (J. C.), Un centre musulman de la Haute-Egypte Médiévale, QUS, Thèse pour le Doctorat d’Etat ès-Lettres et science humaine présentée à l’Université de Paris I (Panthéon - Sorbonne), Paris 1974.
Chamoux(A.), «La reconstitution des familles: espoirs et réalité», Annales Economies, Sociétés, Civilisation, 27e année, n° 4-5, 1972.
Schofield (R. S.) et Chamoux(A.), «La reconstitution de la famille par ordinateur», Annales. Economies, Sociétés, Civilisations, 27e année, N° 4 – 5, 1972.
Blayo(Ch.), « de l’application des principes d’analyse démographique à l’étude de l’évolution des familles », Population, 45e année, n° 1, 1990.
Pouzet (L.), Damas au VIIe/ XIIIe siècle vie et structures religieuses d’une métropole islamique, Dar El-Machreq Sarl éditeurs, Beyrouth 1988.
Pouzet (L.), « Maghrébins à Damas au XIIe / XIIIe siècle», B. E. O. T. XXVII, année 1975, volume 13.
Bourdieu (P.), La distinction : Critique sociale du jugement, Cérès édition, Tunis 1959.
Touati (H), Entre Dieu et les hommes. Lettrés, saints et sorciers au Maghreb (17e siècle), paris 1994 .
Van Renterghem (V.), « Autoritéreligieuseetautoritésociale dans le groupe hanbalite bagdadien d'après le «Journal» d'Ibn al-Bannâ' (Ve/XIe siècle) », Les autorités religieuses entre charisme et hiérarchie: approches comparatives, sous la direction de Denis Aigle, BREPOLS, Belgium 2011.
Berkey (J.), The transmission of knowledge in medieval Cairo. A social History of Islamic Education, Princeton, 1992.
Touati(H.), « les Héritiers : Anthropologie des maisons de sciences maghrébines au XIe / XVIIe et XIIe / XVIIIe siècle », Modes de transmission de la culture religieuse en islam, travaux publiés sou la direction Hassan Elboudrari et édité avec le concours de l’université de Princeton, le Caire 1993.
Bourdieu (P.), La distinction : Critique sociale du jugement, Chamberlain (M.), Knowledge and social practice in medievalDamascus, 1190 – 1350, Cambridge UniversityPress, 1995.