الأهمية الاجتماعية لأدب الأطفال

 

د. رفيقة يخلف

جامعة حسيبة بن بوعلي – الشلف

 

الملخص:

تهتم كثير من الدراسات الاجتماعية و النفسية و التربوية بمرحلة الطفولة و تحليل متطلباتها و خصائصها، و أثبتت معظم الدراسات أن الخبرات التي يكتسبها الطفل في مرحلة الطفولة لها اثر في بناء شخصيته في جميع المجالات، و من اهتمامات الدراسات الحديثة في مجال الطفولة "أدب الطفل" و مدى تأثيره على سلوكه الاجتماعي و التربوي بالإضافة إلى أهمية اكتساب الطفل لتقنيات  و مقومات الأدبية من خلال  ممارسة النشاطات الأدبية في المجتمع و على ذاته و هذا ما نريد تناوله قفي هذه الدراسة.هو معرفة الأهمية الاجتماعية لأدب الأطفال.

 

تمهيد:

يعتبر أدب الطفل هو نوع من الفن الأدبي يشمل أساليب مختلفة من النثر و الشعر، و تنبع أهمية أدب الأطفال من كونه يشكل أداة أساسية في التأثير على الطفل من اجل اتساع افقه و خياله و ترقي حسه و مشاعره، ولدراسة الأهمية الاجتماعية لأدب الأطفال يجب الرجوع إلى الخلفية الاجتماعية التي أدت إلى اهتمام بأدب الطفل،  و الذي يعبر عن طريقه رؤيته للعالم الاجتماعي سواء بطريقة شعورية آو لا شعورية،من خلال إظهار الحس التعبيري و الجمالي للمجتمع،و ما دور أدب الطفل في التكيف الاجتماعي و التنشئة الاجتماعية ،هذه التنشئة التي تبدأ مع الأسرة وتستمر مع بقية المؤسسات الاجتماعية الأخرى، و ما الهدف الاجتماعي من وجود أدب الأطفال و ما تأثيره على المجتمع؟

1-تحديد مفاهيم الدراسة:

-أدب الأطفال:

أدب الأطفال هو مجموعة النشاطات الأدبية المقدمة للأطفال التي تراعي خصائصهم، وحاجاتهم ومستويات نموهم، أي انه في معناه العام يشمل كل ما يقدم للأطفال في طفولتهم من مواد تجسيد المعاني والأفكار والمشاعر.

-الأهمية الاجتماعية:

نقصد بها توضيح تأثيرات الاجتماعية والسلوكات و الأفعال و القيم الاجتماعية من خلال النشاطات الأدبية التي يقدمها الطفل منخلال تأثير هذه النشاطات الممارسة في محيطه الاجتماعي.

 

المنهجية المتبعة في الدراسة:

من اجل الوصول إلى أهداف الدراسة اعتمدنا في معالجة الظاهرة على المنهج الوصفي، وذلك  للوقوف على أهمية الاجتماعية لأدب الأطفال، و اعتمدنا في ذلك على مرجعيات و مصادر نظرية ذات صلة بالموضوع من اجل إثرائه و تحليله.

 

1-الأهمية الاجتماعية لأدب الأطفال :

تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته ، ففيها تشتد قابليته للتأثر بالعوامل المحيطة  وتتفتح ميوله و اتجاهاته و يكتسب ألوانا من المعرفة و المفاهيم و القيم و أساليب التفكير و مبادئ السلوك.

و يجعل الاهتمام بالطفولة من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمعات لأن تربية الأطفال و إعداد المواجهة والتحديات الحضارية التي توضحها حتمية التطور و بعد اهتمامها بواقع الأمة و مستقبلها.

ولقد بدأ  الاهتمام عالميا  بالطفولة و بتحديد حقول الأطفال  التي تكفل لكم الحماية و الرعاية . حيث أصدرت " عصبة الأمم"  نصا صريحا يتضمن حقوق الأطفال في إعلان " جنيف " عام 1924 . وتطور هذا الاهتمام المتزايد بالطفل عامة و قضية الطفولة خاصة حين أصدرت " الأمم المتحدة " الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و تتضمن المادة رقم 25 منه النص صراحة على حماية الطفولة.

ويعتبر تحديد مرحلة الطفولة من القضايا الأساسية التي اهتم بها عدد كبير من الباحثين. حيث أنها تمتد المرحلة الأولى من حياة الإنسان.

تبدأ التنشئة الاجتماعية للطفل منذ لحظة الميلاد وهي عملية تعليمية اجتماعية تبدأ من الأسرة وتنتهي بالمجتمع وهي التأثير الذي يقع على الطفل من بيئة اجتماعية لتحويله إلى كائن اجتماعي ولأعداده لثقافة التي يعيش فيها.وهي تلك الأساليب التي يتعلمها الفرد ليشبع لا حاجه بمطلق يرضى عندها المجتمع وقوانينه ويشارك في الاتجاهات والقيم السائدة في المجتمع.

كما أصبح الاهتمام بالطفولة من أهم المعايير التي يقاس بها تحضر الأمم وخاصة الاعتراف بقيمة الطفل والاهتمام به وبأدوات تثقيفه وتسليته وتنمية تفكيره وإعدادهللمستقبل ومن هنا ظهر الاهتمام بأدب الأطفال حيث أنه يمثل مجالا حيويا من مجالات العناية بالأطفال والنهوض بهم و أن أدب الأدب جزء من الأدب بصفة عامة لكن له من الخصائص و السمات ما يميزه عن أدب الكبار. من حيث مستويات التعبير و طريقة معالجة القضايا للفنون الأدبية المختلفة كالقصة و المسرحية و النثر و الشعر و غيرها.

ومن الواضح أن الاستفادة من نماذج الدراسات النفسية للأطفال سوى فما يتعلق بالنمو أو السلوك هو شيء جدير بالاهتمام للأخذ به عند تقديم أدب الأطفال حتى يتحقق التلازم السوي بين أدب الطفل و المراحل العمرية التي يقدم له .

فلقصة التي يقوم على فكرة واحدة و عقدة واحدة و عدد شخصيات قليلة ملائمة كمرحلة الطفولة المبكرة.

و يثير مصطلح أدب الأطفال كثيرا من التساؤلات و بخاصة بالنسبة للباحثين في هذا المجال نظرا لأن مصطلح أدب الأطفال ذو دلالة مستحدثة حيث لم يتبلور في أدبنا العربي الحديث إلا في العقود الأربعة الأخيرة من القرن 20 و نظرا لان أدب الأطفال عمل إبداعي بطبيعته و هو في الوقت نفسه اختزال للثقافات و المفاهيم و القيم والطموحات المستقبلية فقد اختلف المهتمون بأدب الأطفال في تحديد ماهيته ووصف طبيعته فتصدرت توقيفاته وتنوعت مفهوماته.

و يعتبر أدب الأطفال وسيطا تربويا يتيح الفرصة أمام الأطفال لتحقيق الثقة بالنفس و روح المخاطرة في مواصلة البحث و الكشف و حب الاكتشاف و التحرير من الأساليب المعتادة للتفكير و الاكتشاف من أجل مزيد من الوقت كما أنه ينمي سمات الإبداع من خلال التفاعل و المثل و الاختصاص و استثارة المواهب.

و بالتالي فإن كان الأدب للأطفال هو يتجه للتفاعلات الموضوعية في المجتمع ، و منه نتساءل :أين تظهر الأهمية الاجتماعية لأدب الأطفال ؟

 

2-العمل الأدبي ظاهرة اجتماعية:

   إن العمل الأدبي كظاهرة اجتماعية تنطلق وجود في بيئة اجتماعية في  ظل الأوضاع سياسية معينه و مناخ اجتماعي و سياسي معبأ بأحداث تاريخية محددة ، بل و لا يؤثر العمل الأدبي إلا في هذا المناخ السياسي و تلك البيئة الاجتماعية و الثقافية و لذا فالعمل الأدبي له ملامح معينة و أبعاد متنوعة إذن إن الأدب هو شكل خاص من أشكال الكتابة الإبداعية أو الخيالية و التي لها سمات خاصة  يصدر عن الواقع الاجتماعي و يعبر عنه بكيفيات محددة يتضح ذلك في كل أنواع العمل الأدبي و كل هذه الأنواع الأدبية لها جذور اجتماعية و تعبر عن ظاهرة اجتماعية .

إن المؤسسة الأدبية مثل أي مؤسسة أخرى في المجتمع تخدم أغراضا خاصة في النظام الاجتماعي بصفة عامة وهي تضع قانونا جماليا يحول دون ممارسة أي أنشطة أدبية تختلف عنها. والمؤسسة الأدبية تحدد مع الأدب في أي عصر من العصور.وهذه المؤسسة الأدبية تحدد أنماط السلوك لدى المنتجوالمستهلك جميعا.ب

التوزيع الأدبي مثل المسارح ودور النشروقاعات القراءة. والسؤال  المطروح ما وظيفة الأدب؟

إن رسالة الأدب  كما يقول "جوامشي" هي الإصلاح ، إصلاح المجتمع في جميع جوانبه ، الإصلاح الاجتماعي و الإصلاح السياسي و الإصلاح الاقتصادي و الأخلاقي و الإصلاح الثقافي من أجل تقدم المجتمع و رفاهيته تبقى لرؤية العالم التي تحملها طائفة اجتماعية صاعدة.

الكاتب العبقري عند "جولدمان" هو من يحتاج فقط إلى التعبير عن حدسه و أحاسيسه كي يعلن ماهو أساس بالنسبة لعصره و ما يحدث من تحولات ، ومن ثم فالكاتب أو الأدب العبري هو من يتميز أحاسيسه بأنها أكثر اتساعا و اثراء وانسانية.

إن الدراسة السوسيولوجية " لجمهور القراء " من خلال ميدان علم اجتماع الأدب سوف تقتضي على قاضية العلاقة بين الأدب و المجتمع عمقا هاما حيث أن وقع و استيعاب " الجمهور " الذي يخاطبه الكاتب أو الأديب للمادة الأدبية يؤثر في تطور حضور و إثراء العمل الأدبي ذاته.

لقد اهتم" دوركايم" بدراسة الفنون و الآداب على ضوء تاريخ الحضارة محاولة وضع اطار  يعبر ظواهر المجتمع الفنية  وتطورها خلال التاريخ و هذا الإطار النظري يدرس الفن و الادب من الوجهة محاولة تحديد وظائفه الاجتماعية  و الدور الذي يلعبه في الحياة الاجتماعية عند الشعوب و الجماعات  المختلفة و لاشك أن تين TAINقد طور هذه  النظرية و اهتم بدراسة التاريخ الفنون و الآداب و ونشاتها و خصائص الابداع الأدبي

 (أسلوب التعبير الأدبي و نطاق هذه الخصائص باعتبارها مسبقة من المجتمع لاو إن الفن لا يمكن أن يقوم بمعزل عن المجتمع . و يتفق" تين" مع دور كايم في أن المجتمع وحده هو مصدر القيمة الفنية و الأدبية و الذي يعنينا هنا أن دوركايم قد ربط الظاهرة الأدبية بالظاهرة الدينية وأشار إلى الاختلافات الفنية و الأدبية بين الشعوب  البدائية راجعة في الأصل إلى الاختلافات الدينية من حيث مظاهر الاعتقاد و الطقوس و الشعائر.

أدب الأطفال بأنه الأدب المكتوب و الشفهي (رقص ، مسرح ، غناء ، و إذاعة و تلفزيون ) ،الموجه للأطفال  في مراحل نموذج حتى نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة.

 

3-خصائص أدب الأطفال :

الهدفية ( الغاية ) : يعتقد البعض و منهم "لانسون" أن هدف الكتاب الأدبي أي كتاب أدبي هو التسلية الرفيعة التي تغذي النفس و تثير بفضل الخصائص صياغتها ، صورا خيالية أو انفعالات شعورية أو إحساسات فنية.

ولا يمكن ذكر أن أهمية الصياغة ، كما لا يمكن استبعاد مهمة إثارة الخيال و الشعور و الفن كما يهدف الأدب لا إليه ، لكن الأمر لا يقتصر على هذا وحده ، فالأدب  فلأدب كلام و" الكلام عمل " كما يقول جون بول سارتر ، عمل يكشف عن موقف قاصدا كل القصد إلى تغييره حيث لا يستطيع الكشف عن شيء إلا حين يقصد تغيره.

وهذا يعني أن أدب الأطفال يمكن له أن يكون ناجحا إذا ما استطاع أن أدب الأطفال يمكن له أن يكون ناجحا إذا ما استطاع أن يجمع بين الوصول إلى الفن الراقي و بناء الفرد و المجتمع معا.

وفي إطار الغاية يمكن الإشارة إلى الأهداف المشتركة ما بين التربية و الأدب و والتي تكمن في تنمية والتي تكمن في تنمية القدرة على التعبير ، تحدثا و كتابة و القدرة و القدرة على الفهم و القدرة على قنص الأفكار الدقيقة هامة و "التلخيص " و واستخراج عبر أو فكرة   و هذا يعني تنمية الثروة اللغوية مفردات و تركيب و تنمية الأسلوب بلاغة و جمالا و تنمية القدرة على التفكير تحليلا و كتابة و استدعاء و استنتاج و استدلالا و القدرة على نقل الخبرات إلى مواقف مشابهة كذل  تنمية مهارات الاتحاد الحسن و وسادة و حكاية و تمثيلا و إنشاء

أن يلم الأدب بعناصره المكونة له :

يضم أربعة مع صفات يحبها الطفل من :

أ ـــ عاطفة ( سامية ، صادقة ، اجابية ) .

ب ــ معنى ( واضح ، مقتصد في المفهوميات ، المجردة ) .

ج ــ خيال مصور ( موحي ) .

د ــ أسلوب ( نقي غير خاطئ ، قصير الجمل).

ــ أن يحتوي على عناصر خاصة به :

أ ــ كالعناصر الحسية،والتي  هيالصورة،اللون،اللحن، الحكة (منالحركة، رسم ...)

ب ـــ أن يجد الطفل فيه نفسه أو بعض اهتمامه و ميوله و عالمه ، الذي يحبه .

ـــ أن يراعي سن الصغار فتصبح لهم أدبا قصير النصوص

يجب تمييز أدب الأطفال عن أدب الراشدين من خلال :

أ ــ ما يملكه الأول من سمات تربوية و فنية تتعلق بمستوى نمو الطفل و حاجاته .

ب ــ احتواءه على الانفعال القادر على عنصر المفاجئة التي تجذب الطفل و تؤثر فيه .

ج ـــ أدب الأطفال ليس أقل قدرا من أدب الكبار .

بل هو أدب ينتمي بجدارة إلى علم الأدب و يجب أن يكون أدباء الأطفال من ضمن تصنيف الأدباء .

 

4-أهداف أدب الأطفال و الكتاب :

أ ــ ثقافية : حيث يقدم أدب الأطفال المعلومات و الحقائق و ويعرف الأطفال بجذور الثقافية و وتراثهم  مجيد ويرفد في المادة التعليمية و يحقق النمو اللغوي والثقافية والقومية .

الخلقية : يبصر الأطفال بالقيم الخلقية و ينتمي إعجابهم و تقديرهم و جدهم للصفات الصائبة .

الروحية : حيث يحقق التوازن بين الاتجاهات المادية السائدة و بين القيم الدينية الروحية و بين العلم و الإيمان .

الاجتماعية : حيث يعرف الطفل بمجتمعه و مقوماته و انعدامه و مؤسساته و يساعده كل الاندماج و التجاوب القومية : يعرفه بوطنه.

العقلية : حيث يتيح فرصا طيبة لنشاط عقلي مستثمر في مجالات التخيل و التذكر و تركيب و الانتباه و الربط بين الحوادث .

الجمالية : يقدم الخيال و الجميل و الواقع الجميل و المعلومات الفنية و مختلف الألوان  الجمالية المصاحبة للإنتاج الأدبي .

الترويحية : حيث يكون وسيلة لتشغل أوقات الفراغ .

ط ــ بناء شخصيات الأطفال : بعيدا عن المواجهة و النصائح المباشرة . بل من خلال القدوة الحسنة والنموذجالطايب و المحاكاة و المشاركة الوجدانية ــ كذلك من خلال

"تكوين معايير و قيم و العادات الصحيحة و تقوية الإرادة و يقوم و تعديل ما اكتسبه في فترة ما قبل المدرسة

 

5-تحقيق أهداف أدب الأطفال :

أسلوب تحقيق الأهداف يكون من طابق التركيز على أربع جوانب. الشكل – المضمون – الوسيلة –الانطباعات.

-الشكل و ويحقق شرطين:

أ ـــ من الناحية الفنية : أن يتخذ الموضوع الشكل الفني المناسب.

من الناحية المادية ،بأن يخرج الإنتاج الأبي يتيح الأدبي في صورة مادية مناسبة .

2-المضمون الهادف : يجب أن يكون المضمون صحيحا من الناحية العلمية مناسبا لمرحلة نمو الطفل

3-الوسيلة :يجب أن تكون غير مباشرة لتكون أقرب إلى الأطفال و أعمق أثرا في نفوسهم

4-الانطباعات السليمة: يعرف نجاح العمل الأدبي من الانطباع العام (الميل إلى الأدب عامة و حب الأدب) أو الانطباع الخاص.(الإعجاب بموقف أو فكرة أو نموذج) الذي يتركه العمل ويكون بذلك قد أدى دوره المطلوب منه

 

أدب الأطفال:

  • يميل الأطفال إلى الأدب الخيالي.
  • قراءة: سطحية وقراءة عميقة.
  • يبين الأدب الحسي والأدب الإبداعي يميل لأطفال إلى قراءة الأدب الحسي الذي يتعلق بالحواس لا يكنون أبعد ما يكونون عن عالم التعليم والصور الأدبية.
  • من البيئة المحددة إلى العالم الأمثل: الطفل يكتفي بوزارة أدب بصور بيئته المحدودة وملموسة ومحسوساته ومعارفه.
  • من عالم المظاهرات إلى عالم المغامرات: من القضية القصيرة إلى الرواية طويلة.

-صفات أديب الأطفال:

  1. أن يكون عارفا بمراحل النمو العقلي والجدي واللغوي الخاص بكل مرحلة من مراحل الطفولة.
  2. أن يكون على أصلاح واسع بأدب الأطفال العالي.

ب ـ أن يقدم ما يناسب الأطفال عمريا من مسرحيات وتمثيليات واتخاذ وأناشيد وقصص وروايات.

  1. أن يكون أدبه بسيط وليس ساذجا.
  2. أن يرى العالم الذي يحيط به من خلال عيون الأطفال.
  3. أن يعرف في كتابه بين الكتابة لكتاب والكتابة لمسرح.
  4. يجب أن يكون خلوقا لأن سمة الأدب الأطفال هي سمة أخلاقية تربوية.
  5. أن يكون موهوبا ذا أحس مرهق مخلصا.
  6. يجب لا نطاق الأديب إلى الموضوعات المحظورة الدين، الجنس، العنف.

أدب الأطفال هو الأدب الشفهي والمقروء والمسموع والمرئي الذي يقدمه الكبار للأطفال في مراحل نموهم المختلفة شرط أن يتبناه الصغار، ويجب أن يحقق مضمونه بطريقة فنية غير مباشرة ليترك انطباعات سليمة تتوافق والطفولة وتحقق الأهداف المرسومة لها في شكل مناسب جذاب.

 

6-الأهمية الاجتماعية لأدب الأطفال:

إذا كان الأدب الأطفال جزءا من ثقافة الأطفال، فإن الاهتمام بثقافة الطفل أمر واجب على جميع المؤسسات المجتمعية، ومن أهميتها الأسرة والمدرسة، وذلك بتهيئة الأطفال وإعدادهم الإعداد السليم والعمل على  معالجة مشكلاتهم وانحرافاتهم أي تكون علاقة وثيقة بين الطفل والراشد في المجتمع الواحد ونطاق إلى الواقع المعاش، تبين لنا أننا أمام إشكالية لذا ينبغي النظر إلى الطفل على انه عضو فاعل في المجتمع، و انه اللبنة الأساسية التي سيشيد عليها المجتمع ،و الركيزة الأساسية التي ينطلق منها ، و عليها اي تحرك نحو البناء و التطوير و التقدم، مما ينبغي النظر إلى الراشد على انه الوسط بين الطفل و الكتاب، و لدلك تظل علاقة الراشد بالأطفال عامل أساسي في علاقة الأطفال بالنص الأدبي، هده العلاقة هي جزء من التركيبة الاجتماعية، فالمكانة الاجتماعية للأطفال من حيث موقعهم في سلم التدرج الاجتماعي و تصنيف إمكانياتهم و قدراتهم، و من ثمأدوارهم في المجتمع تنعكس في كيفية تعامل الكاتب مع الأطفال من خلال النص الأدبي، و تحتوي كتب الأطفال عموما على تصورات الراشدين لما يفهمه الأطفال، كما أن الوسيط الراشد له دور في نقل النص الأدبي للأطفال و بذلك يعتبر هدا النقل احد المتغيرات التي تؤثر في تفاعل الأطفال مع الكتاب ليصبح مناسبا أو غير مناسبا.

و مما ينبغي أن يكون عليه أدب الأطفال أن يفهم طبيعة الطفل و خصائص نموه و مطالب الحياة الاجتماعية، وفيما يلي شروط للمادة الأدبية التي تسهم في بناء شخصية الطفل و في إدماجها في الحياة الاجتماعية:

-مراعاة المادة الأدبية لطبيعة الطفل و خصوصياتها.

-مراعاة متطلبات الحياة و أهداف المجتمع فلا قيمة لأدب من دون رسالة و أن يحققالتوازن المناسب بين الفرد و البيئة.

-أن تمتلك المادة الأدبية عناصر الجذب المناسبة التي تستدعي استجابات من المتلقي و مقومات تجعله قادرا على تحريك دوافع الطفل و توجيهها توجيها سليما ايجابيا.

-مراعاة المادة الأدبية بالاهتمام بوعي الطفل بذاته و علاقته بالآخرين، لان ما نكتبه للطفل يجب أن يساعده على فهم نفسه بصورة أفضل و فهم الآخرين و إنشاء علاقات ايجابية لان الطفل بحاجة إلى الرؤية الواضحة لتطلعاته و إلى تهدئة انفعالاته و إلى وعي بمشكلاته.

و تتعدد وسائل تنمية أدب الأطفال منها:

-التأكيد على تقديم نوعية متميزة في الشكل و المضمون.

-إيجاد أدوات إيصال ثقافية جديدة تجذب الأطفال إليها.

-ربط الثقافة العربية المعاصرة بأدب الأطفال.

-أن يتهيأ أدباء الأطفال التهيؤ المناسب- فكريا-نفسيا-علميا- و أن يتصلوا بتجارب الآخرين في هذا المجال محليا و عالميا و أن يوثقوا اتصالهم بعالم الطفل و بيئته ليدركوا ما يهمه و ما يمكن ان يشبع هده الاهتمامات.

-العناية الخاصة بإعداد الخبرات في مختلف مجالات ثقافة و أدب الطفل.

-التفات المؤسسات الثقافية لأدب الأطفال تدعمه و ترصد لكتابة الجوائز و تشجيعهم.

-اهتمام الصحافة ووسائل الإعلام بكتاب أدب الأطفال و إلقاء الضوء عليهم.

-الاهتمام بوجود نقاد يتناولون أدب الطفل بالنقد و التقويم ووضع معايير لعملية التقويم.

-الاهتمام بالتخطيط الشامل القائم على الدراسات العلمية و يتناول جميع جوانب حياة الطفل و تنسيق جهود المختصين في مختلف وسائط الطفل الثقافية.

و في الوقت تؤكد أهمية أن توجه الأسرة أدب الأطفال الوجهة التي يمكن معها توظيف هذا الأدب في تكوين الشخصية المتكاملة حيث تشجعهم على القراءة و الكتابة و اقتناء الكتب و القصص و الحكايات و الإشعار التي تحثهم على مكارم الأخلاق و دلك عن طريق اصطحاب الأطفال إلى المكتبات العامة، و توجيههم إلى معرفة الكتب و القصص التي تضمها هذه المكتبة و تشجيعهم على القراءة المستمرة.

و يتلخص دور المدرسة في توجيه أدب الأطفال و تشجيعه من خلال ما تقدمه للتلاميذ من مواد أدبية و علمية و فنية و ثقافية تسهم في تكوين الشخصية المتكاملة و السوية و تقوية الصفات الجيدة و العمل على اكتساب الطفل صفات اجتماعية و مبادئ أخلاقية و عادات جديدة و سليمة.

أما بالنسبة لوسائل الإعلام المقروءة و المسموعة يمكن أن تشجع أدب الأطفال و توجهه الوجهة الصحيحة التي يمكن معها تحقيق الهدف الأساسي من تنشئة الطفل و دلك على النحو التالي:

وسائل الإعلام المقروءة:

المتمثلة في القصص و التمثيليات و المسرحيات و الشعر و الكتب و المجلات المطبوعة التي كتبت خصيصا الأطفال و تشجيع أدب الأطفال من خلال تحري الدقة في اختيار الأعمال الأدبية و العلمية و الفنية التي تقدم للأطفال و تقديمها لهم في شكل جذاب، أما بالنسبة لوسائل الإعلام المسموعة و دلك عن طريق النص الجيد و حسن استغلال الإمكانيات الإذاعية أن تصل إلى استثارة خيال الطفل، أما بالنسبة لوسائل الإعلام المرئية.

وذلك عن طريق أن المعلم يمكنه أن يوجه تلاميذه الاستماع إلى الواد المقدمة عبر الإذاعة أو التلفاز و أن يزودهم بعادات و مهارات الاستماع الجيد و المشاهدة الجيدة.

ومن  مميزات التي يتميز بها أدب الأطفال:

-أن أدب الأطفال يجب أن يحتوي الأساسيات – القصة، الأناشيد، الشعر-.

-أن يكون الوسيط في النقل لأدب الطفل وسيطا جيدا-كتاب الطفل، المجلة، الإذاعة،التلفزيون، سينما، المسرح.

-إن أدب الطفل الناجح هو الذي يحتوي على أدب يتناسب مع مستويات السن ومراحل الطفولة.

-إن يخاطب أدب الأطفال خيال الأطفال و عاطفتهم.

-فوائد الخبرات الموسيقية:

تستطيع الخبرات الموسيقية أن تبني الإبداع لدى الأطفال عندما يحفزون على التجريب و الاستكشاف و التعبير عن أنفسهم و كذلك يمكن للموسيقى أن تعزز لديهم التعبير عن أفكارهم و مشاعرهم، و تساعدهم أيضا على باء الوعي لمشاعر الآخرين و بالنسبة إلى الأطفال الصغار، يمكن ان تكون الموسيقى شكلا طبيعيا من أشكال التعبير.

و كذلك فان المهارات اللغوية تنمو لدى الأطفال عند مشاركتهم في النشاطات الموسيقية فعندما يصغون و يشاركون في الغناء فأنهم يتعلمون كلمات و اصواتا جديدة و يطورون مفاهيم جديدة.و النشاطات الموسيقية تساعد الأطفال أيضا في التطور معرفيا فهم يحفظون عن ظهر قلب كلمات الأغانيو يتعلمون إجراء مقارنة بين المفاهيم الموسيقية.

و يبدو أن الموسيقى تقوي الوصلات العصبية في الدماغ، فقد وجد الباحثون صلة بينها و بين تطور الذكاء المكاني وهذا  النمط من القدوة العقلية يساعد الأطفال على تشكيل مفاهيم الرياضيات و العلوم.

-القصة و دورها الاجتماعي:

نجد أن القصة تنسجم مع نفسية الطفل الخيالية إذ يعتبر الخيال جزءا هاما من حياته التي تقوم على أساس من الإبهام من سنواته الأولى و عندما يصل إلى مرحلة الطفولة الوسطى يتحول إلى التخيل الإبداعي او ما يطلق عليه بالتخيل التركيبي مما يمكن معه توجيه قدرة الطفل الخيالية في ميدان القصص العلمية لتحمل إليه معاني و صورا جديدة من الحياة و الحوادث يجدها في بيئته فهي ادن مصدر من مصادر إشباع رغبته في المعرفة و دافع ألغريزته في حب الاطلاع للكشف عن أشياء لم يكن يعرفها.

 

المراجع والمصادر:

أمل خلف ،قصص الأطفال و فن روايتها ،عالم الكتب نشر ، توزيع ، طباعة ، ط1  2006  القاهرة ،مصر.

سمير عبد الوهاب أحمد ،أدب الأطفال ، قراءات نظرية و نماذج تطبيقية، دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ط 1  2006 ، عمان ، الأردن .

علي ليلة ، الطفل و المجتمع، التنشئة الاجتماعية  و أبعاد الانتماء الاجتماعي ، مكتبة المصرية للطباعة والنشر و التوزيع الاسكندرية ، مصر .

ايمان البقاعي ،المتقن في أدب الأطفال و الشباب ، لطلاب التربية و دور المعلمين ، دار الراتب الجامعية ، بيروت ، لبنان .

شبل بدران ،الاتجاهات الحديثة  في تربية طفل ماقبل المدرسة ، تقديم د. حامد عمار ، الدار المصرية اللبنانية  ط 1  2000  ، القاهرة مصر .

محمد علي البدوي، علم اجتماع الأدب، النظرية و المنهج و الموضوع، دار المعرفة الجامعية ـ 2009 الاسكندرية.

محمد سعيد فرج، مصطفى خلف عبد الجواد ،علم الاجتماع الادب ، دار المسيرة للنشر والتوزيع و الطباعة ، ط1 2009 عمان ، الأردن .

جودي هير، العمل مع الأطفال الصغار، ترجمة مركز إيمان للتعليم المبكر، الأهلية للنشر والتوزيع، الطبعة العربية الأولى، 2006، لبنان.

عبد الفتاح أبو معال، أدب الأطفال وأساليب تربيتهم وتعليمهم وتثقيفهم، دار الشروق للنشر والتوزيع، الطبعة العربية الأولى، 2005، عمان الأردن.

زين بدران ، د ، أيمن مزاهرة ، رعاية الأمم و الطفل ، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط1 ، 2008 ، عمان الأردن.