مرحبـــــــــــــــا     

يسرنا أن نتقدم للأساتذة والباحثين بصورة خاصة؛ والأسرة الجامعية بصورة عامة بهذا المولود العلمي الجديد الذي سمي بـ «مجلة هيرودوت للعلوم الإنسانية والاجتماعية»، وهي مجلة علمية فصلية محكمة، تعنى بالأبحاث والدراسات العلمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، يديرها فريق من الباحثين الجزائريين بالتعاون مع كوادر من النخب العربية برئاسة الأستاذ الدكتور: سلاطنية عبد المالك.

ترحّب المجلة بنشر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة ذات الصلة باللسانيات والأدب والنقد المقارن والدراسات الفكرية والفلسفية والاجتماع والتاريخ والجغرافيا والتربية والفنون والتراث الشعبي والأنثروبولوجيا والآثار.

تتصدى المجلة بالبحث الرصين والتحليل العلمي الموضوعي لأهم الظواهر التي تقع تحت مظلة العلوم الإنسانية والاجتماعية. كما أنها من علامات الانفتاح الفكري والعلمي. وقد أخذت المجلة على عاتقها مهمة تجاوز الحدود التقليدية لمشاغل العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهو ما راهنت عليه المجلة منذ صدور عددها الأول عام 2017.

 

fanter

أ.د. محمّد حسين فنطر

تقديم لمجلة هيرودوت للعلوم الإنسانية والاجتماعية

  يسعدني ويشرفني تقديم هذه المجلة التي أسسها الأستاذ الدكتور عبد المالك سلاطنية، المختص في الآثار والتاريخ القديم والأنثروبولوجيا. وقد أرادها مجلة علمية ثقافية مفتوحة تعنى بنشر كل ما قد يمت بالصلة إلى مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية، من تاريخ وآثار والنقائش القديمة، وتراث بمختلف فروعه وأفنانه، وأدب ولسانيات وفلسفة وعلوم تربوية.

 تستجيب المجلّة لشواغل القارئ في مختلف البلدان العربية وغير العربية، على اختلاف لغات البيئات. فهي علمية ثقافية تفيد الجميع وتتجاوب ورغبات الجميع، بعيدا كلّ البعد عن الدروب المطروقة وعن ضحالة المعتاد.

ولكن لماذا سمّاها مؤسّسها هيرودوت؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بدّ من الاعتراف بوجود مجلّة فرنسية تحمل نفس الاسم. هي مجلّة تعنى بنشر دراسات تتناول قضايا الجغرافيا والسياسة، فهي إذن لا تتقاطع مع المجلّة الجزائرية. ولئن سمّاها هيرودوت فذلك لأن لها مواصفات البحوث، التي تناولها أول مؤرّخ عرفته شعوب المتوسّط. فهو الذي وضع منهجية البحوث التاريخية التي عبّر عنها ابن خلدون أحسن تعبير حين قال إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار ولكن في باطنه نظر وتحقيق. فالإخباريون يختلفون عن المؤرّخين، ذلك ان المؤرّخ يستنطق المخبرين ويسألهم ويناقش رواياتهم ويقارن بينها وبين روايات الآخرين. وقد يبتعد عن البتّ ويترك باب الحوار مفتوحا أمام السامع والقارئ، بل قد يدخل في جدل مع مخبريه. أمّا الإخباري فيقتصر عادة على رصد الروايات ليمرّرها إلى من يريدها دون ما نقاش.

وبالإضافة إلى ما سبق، لا يغيب على أحد أنّ صاحب المجلة أراد من خلال اسمها التنويه بهيرودوت باعث العلوم التاريخية والأنثروبولوجيا.

أ.د. محمّد حسين فنطر
أستاذ متميّز بالجامعة التونسية
ومدير عام سابق بالمعهد الوطني للتراث
المشرف على كرسي حوار الحضارات والأديان

 

  قراءة نص المقال كاملا...