المساندة الاجتماعية وعلاقتها بالصلابة النفسية والأمن النفسي
لدى المرأة الفلسطينية المطلقة والأرملة " دراسة مقارنة "
د. نرمين محمد سليمان أبو سبيتان أ. د. عبد المجيد الناصر
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية دائرة الأبحاث لمعهد التعليم العليا
جامعة تونس جامعة تونس
ملخص الدراسة باللغة العربية
هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين المساندة الاجتماعية بالصلابة النفسية والأمن النفسي لدى المرأة الفلسطينية المطلقة والأرملة دراسة مقارنة، والتعرف عما إذا كان هناك فروق في مستوى المساندة الاجتماعية تعزى إلى المتغيرات التالية: (المحافظة- العمر- المستوى التعليمي- عدد سنوات الزواج– عدد الأبناء- نوع الأسرة).
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت العينة الاستطلاعية للدراسة من(60) مطلقة وأرملة ثم تم التحقق من صدق وثبات أدوات الدراسة، كما تكونت العينة الفعلية للدراسة من (456) مطلقة وأرملة من محافظات غزة، وقد استخدمت الباحثة أدوات وهما: استبانة المساندة الاجتماعية، واستبانة الصلابة النفسية، واستبانة الأمن النفسي، وبعد التحليل الإحصائي توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
- وجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين الدرجة الكلية للمساندة الاجتماعية وبين الدرجة الكلية للصلابة النفسية وأبعاده التالية (الالتزام، التحكم، التحدي) والدرجة الكلية للأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة.
- وجود فروق جوهرية ذات دلالة احصائية في الدرجة الكلية للمساندة الاجتماعية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع المحافظة (شمال غزة، غزة، الوسطى، خانيونس، رفح) لصالح مطلقات وأرامل محافظة الوسطى.
- وجود فروق جوهرية ذات دلالة احصائية في الدرجة الكلية للأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع المحافظة (شمال غزة، غزة، الوسطى، خانيونس، رفح) لصالح مطلقات وأرامل محافظة خانيونس.
- وجود فروق جوهرية ذات دلالة احصائية في الدرجة الكلية للصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لعدد الأبناء (أقل من ثلاث أبناء، ثلاث أبناء، ثلاثة أبناء فأكثر) لصالح النساء المطلقات والأرامل اللواتي لديهم ثلاث أبناء فأكثر.
- وجود فروق جوهرية ذات دلالة إحصائية في الدرجة الكلية لكل من المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى للمستوى التعليمي (أقل من ثانوية، ثانوي، جامعي فما فوق) لصالح جامعي فما فوق.
- وجود فروق جوهرية ذات دلالة إحصائية في الدرجة الكلية لكل من المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لمدة الزواج (أقل من سنة، ثلاث سنوات، ثلاث سنوات فأكثر) لصالح ثلاث سنوات فأكثر.
الكلمات المفتاحية: المساندة الاجتماعية، الصلابة النفسية، الأمن النفسي، المرأة المطلقة، المرأة الأرملة.
المقدمة:
إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، يعيش ويقضي معظم وقته في جماعة، يؤثر فيها ويتأثر بها، والفرد منذ طفولته تنمو لديه القدرة بالتدريج على إقامة العلاقات الاجتماعية الفعالة مع الآخرين، فهو يتفاعل مع أمه ثم باقي أفراد الأسرة والأهل ثم يمتد التفاعل ليشمل جماعات أخرى، بدءا من التحاقه بالمدرسة حتى يخرج إلى المجتمع الكبير.
ويؤكد كل من أن الحاجة إلى الجماعة والانتماء من أهم الحاجات الأساسية التي تلح في الإشباع وتدفع الشخص إلى الارتباط بجماعة أو أكثر يحبها وتحبه، ويجد عندها الأمن والتقدير والاطمئنان والمكانة الاجتماعية، وتشبع له حاجاته إلى الصحبة، وتؤثر في بناء شخصيته وفي تكوين قيمه واتجاهاته وميوله.
وكذلك العلاقات الاجتماعية باعتبارها من أهم مصادر الدعم الاجتماعي، والحماية من تأثير الضغوطات، بحيث تشكل للفرد درعا واقيا من الانحرافات والعزلة، مما تجعله يعيش مطمئنا، هادئ النفس، كما تساعده على أن يكون شخصا فعالا في المجتمع، لينال تقديره وإعجابه واحترامه، لأننا اليوم نعيش في عصر يتميز بتغيرات: ثقافية، اجتماعية، اقتصادية، وسياسية متباينة، أدت إلى تعقيب أساليب التوافق والرضا عن الحياة، وذلك لما يتميز به هذا العصر من سمات: كالضغوط، والتوتر، والتعصب، نتيجة لذلك أصبح الفرد فريسة لدروب شتى كالاضطرابات والانفعالات الشخصية.
كما وأن الصلابة النفسية "مصدر من المصادر الشخصية الذاتية لمقاومة الآثار السلبية لضغوط الحياة والتخفيف من آثارها على الصحة النفسية والجسمية، كما أنها تسهم في تسهيل وجود ذلك النوع من الإدراك والتقويم والمواجهة الذي يقود إلى التوصل إلى حل ناجح للموقف الذي خلقته الظروف الضاغطة"
الصلابة النفسية، وما تميز المرأة المطلقة والأرملة من سمات شخصية تجعلها أكثر قدرة على مواجهة ما تتعرض له من مثيرات الإحساس بالقلق، أو عند تعرضها للضغوط النفسية الشديدة أو المزمنة فإن اتجاهاتها نحو هذه العوامل تتخذ سمة الالتزام بالتعامل معها هذه المتغيرات قابلة للتعامل معها وحل ما يستعصي منها باختيار الفرد لسلوكه إزاءها، وأخيراﹰ خلال سمة التحدي لتلك المتغيرات والتعامل معها كفرص للنمو وليس كمهددات للأمن النفسي.
قال عز من قائل ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد:28)، كما قال عز وجل في موضع آخر ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ (الأنعام:82)، أيضا وفي الإشارة إلى أهمية الطمأنينة النفسية وربطها بالايمان بقضاء الله وقره، قال تعالى﴿َ فلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ { 3 } الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ (قريش:3-4).
إذن فالأمن نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل على عباده يطلبها الناس وسيحثون عنها بشتى الوسائل، وهو ضرورة من ضرورات الحياة، ولكن الناس يتفاتون ويتشتت سعيهم في طلبها، حيث أخطأها الكثير منهم، ووفق الله عز وجل القليل من عباده إلى سبيل تحصيلها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فالأمن طمأنينة قلبية تسلم إلى السكون النفسي والرخاء القلبي، والأمانة طمأنينة، والإيمان طمأنينة وتصديق وتسلم عن يقين، ويشعر الإنسان بالأمن متى كان مطمئنا على صحبته وعمله ومستقبله وأولاده وحقوقه ومركزه الاجتماعي، فإن حدث ما يهدد تلك الأمور، أو إن توقع الفرد هذا التهديد فقد شعوره بالأمن.
إن أي خلل أو مشكلات يمكن أن تعوق الفرد عن تحقيق تفاعله الاجتماعي الطبيعي، قد تقوده إلى الدخول في دائرة الاضطرابات النفسية والاجتماعية التي ربما يأتي في مقدمتها مشكلة الشعور بفقدان الأمن النفسي.
بات من المؤكد أن المساندة الاجتماعية مصدرا هاما من مصادر الأمن الذي تحتاجه المرأة المطلقة والأرملة في عالمها الذي تعيش فيه، بعد لجوئها إلى الله – سبحانه وتعالى- وعندما تشعر أن هناك ما يهددها وعندما تشعر أن طاقتها استنفدت أو لم يعد بوسعها أن تتحمل ما يقع عليها من إجهاد، وأنها تحتاج إلى مدد وعون من خارجي.
كان موضوع المرأة ولا يزال وسيظل من الموضوعات التي يكثر حولهن الحديث، ويدور حولها الحوار، كيف لا وهي تشكل نصف المجتمع، وهي مصنع الرجال، ومربية الأجيال، وموضوع المرأة يتأثر بالتغيرات الاجتماعية التي تمر بها المجتمعات، ولهذا فهو موضوع مستمر الطرح، وخاصة في القرنين الأخيرين، ولم تكن العلاقة بين الرجل والمرأة، ودور كل منهما في الحياة الأسرية، وفي المجتمع تثير التساؤل فالمرأة منذ القدم كانت مع الرجل زوجا وأخا وأبا وابنا تناضل وتكافح من أجل لقمة العيش، ومساعدة أسرتها التي تعتبر اللبنة الأساس في بناء المجتمع، وكانت الأسرة وحدة منسجمة، تعتمد على نفسها في توفير متطلبات الحياة الأساسية.
فإن الدراسة الحالية جاءت لتسلط الضوء على المساندة الاجتماعية وعلاقتها بالصلابة النفسية والأمن النفسي لدى المرأة الفلسطينية المطلقة والأرملة، وذلك لاعتبارات أهمها أن النساء الفلسطينيات اللواتي فقدن أزواجهن سواء بالطلاق أو بالترمل، ربما يكن عرضة أكثر غيرهن للاضطرابات النفسية، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فيتمثل في الإحساس بتبدد طاقات النساء المطلقات والأرامل خاصة إذا شعرن بعدم الأمن النفسي الناتج عن فقدان المساندة الاجتماعية.
ولهذا ترجع أهمية هذه الدراسة في كونها إضافة جديدة إلى رصيد الدراسات التي تبحث في موضوع المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي وذلك لأنها تحاول التعرف على مستوى كل مفهوم من هذه المفاهيم لدى المرأة (المطلقة والأرملة) في المجتمع الفلسطيني، خاصة أن هذه المفاهيم لم يسبق دراستها مجتمعة في غزة وعلى نفس العينة في حدود علم الباحثة وإطلاعها.
مصطلحات الدراسة
أولاً- المساندة الاجتماعية (social support):
تتبنى الباحثة تعريف للمساندة الاجتماعية بأنه:" ثقة المرأة المطلقة والأرملة بوجود الأسرة والأقارب والأصدقاء والمؤسسات الاجتماعية التي تقدم لها الدعم والرعاية والاهتمام حينما تشعر بحاجتها للدعم كما تعمل على تكيفها مع المجتمع حتى في أحلك الظروف"، وتقاس في هذه الدراسة بمجموع الدرجات التي تحصل عليها المطلقات والأرامل في استبانة المساندة الاجتماعية المستخدمة في هذه الدراسة.
ثانياً- الصلابة النفسية(psycholoical hardines) :
تتبنى الباحثة تعريف لصلابة النفسية بأنها:" إمتلاك المطلقة والأرملة لمجموعة سمات تجعلها قوية في نفسها أمام الصعاب والعوائق، متوازنة في الأزمات، حكيمة في المواقف، صابرة عند الشدائد وبلاء الدنيا، قادرة على تحمل الحزن، متقبلة وراضية مؤمنة بقضاء الله وقدره، مما يساعدها على مواجهة مصادر الضغوط، تقاوم القلق والاكتئاب، فتدير حياتها بفاعلية دون اضطراب، متحكمة فيما يواجهها من أحداث، متحملة المسؤولية لما يحدث لها، ملتزمة بقيم وأهداف معينة لمواجهة مستجدات الحياة "، وتقاس في هذه الدراسة بمجموع الدرجات التي تحصل عليها المطلقات والأرامل في استبانة الصلابة النفسية المستخدمة في هذه الدراسة.
ثالثاً الأمن النفسي (Psychological security) :
تتبنى الباحثة تعريف للأمن النفسي بأنه: " شعور المرأة المطلقة والأرملة بالسعادة والطمأنينة والراحة النفسية داخلياً وخارجياً، وذلك من خلال رضاها عن نفسها وتقبلها، والقناعة بما كتبه الله لها وقدرتها على إشباع حاجاتها الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية بنفسها، وقدرتها على التكيف والتوافق مع الحياة التي تعيشها وقدرتها على حل مشكلاتها، وعدم شعورها بالآلام والأحزان "، وتقاس في هذه الدراسة بمجموع الدرجات التي تحصل عليها المطلقات والأرامل في استبانة الأمن النفسي المستخدمة في هذه الدراسة.
رابعاً المرأة المطلقة Divorced woman)) :
تعرف الباحثة المرأة المطلقة إجرائياً بأنها:" المرأة التي إنفصلت عن زوجها وقضت مدة سنة أو أكثر من فترة الزواج وتم الدخول بها وتم هذا الانفصال بطريقة منبثقة من الدين، ويتبع ذلك إجراءات رسمية وقانونية وقد يتم بإتفاق الطرفين أو بإرادة أحدهما ".
خامساً- المرأة الأرملة Women's Widow)):
تعرف الباحثة المرأة الأرملة إجرائيا بأنها:" المرأة التي مات عنها زوجها ولم تتزوج بعده، لأن لفظ أرامل يطلق أيضا على المساكين من رجال ونساء، لكنه استخدم في النساء أكثر، لأن العرب تقول أرمل فلان إذا نفذ زاده وافتقر".
أهمية الدراسة:
تبرز أهمية الدراسة الحالية في النقاط التالية:
الأهمية النظرية للدراسة:
- دراسة شريحة مهمة من شرائح المجتمع، وهي شريحة المطلقات والأرامل، وهن بحاجة لرعاية واهتمام من الجوانب كافة.
- ندرة الأبحاث والدراسات -في حدود علم الباحثة- التي تناولت مفاهيم الدراسة في البيئة الفلسطينية .
الأهمية التطبيقية للدراسة:
- فتح المجال أمام البحوث والدراسات الأخرى التي تهتم بجوانب أخرى تدور حول مفاهيم الدراسة.
- توجيه أنظار المختصين والباحثين لإعداد واستحداث برامج إرشادية جديدة في ضوء نتائج الدراسة الحالية.
- ربما تكون هذه الدراسة بمثابة إضافة إلى التراث السيكولوجي الذي قد يسهم في إثراء المكتبات الفلسطينية، والعربية، والدراسات التربوية، التي من شأنها أن تفيد طلبة الدراسات العليا وجميع المهتمين بمجال البحث العلمي.
نتائج الدراسة وتفسيرها
فيما يلي عرضاً للنتائج التي تم الحصول عليها باستخدام أدوات الدراسة والمعالجات الإحصائية وفقا لأسئلة الدراسة وفرضياتها، وسيتم عرض النتائج الخاصة بتساؤلات الدراسة ثم عرض النتائج الخاصة بفرضيات الدراسة، ومن ثم عرض تحليل نتائج المجموعات البؤرية.
أولاً: نتائج تساؤلات الدراسة
- التساؤل الأول: ما مستوى المساندة الاجتماعية المقدم لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة؟
للتعرف على مستوى المساندة الاجتماعية المقدم لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة، قامت الباحثة بحساب المتوسطات والانحرافات المعيارية والوزن النسبي للمقاييس التالية المساندة الاجتماعية، ويتضح ذلك من خلال الجدول التالي:
جدول 1: المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لدرجات المساندة الاجتماعية المقدم لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظة غزة
العينة |
البعد |
عدد الفقرات |
الدرجة الكلية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوزن النسبي |
الترتيب |
النساء المطلقات |
الأسرة |
32 |
128 |
87.0 |
33.5 |
67.96 |
1 |
الأصدقاء |
32 |
128 |
44.0 |
32.8 |
34.39 |
3 |
|
الأقارب |
32 |
128 |
60.2 |
37.0 |
47.02 |
2 |
|
الدرجة الكلية لمقياس المساندة الاجتماعية |
96 |
384 |
191.2 |
79.4 |
49.79 |
||
النساء الأرامل |
الأسرة |
32 |
128 |
92.5 |
30.2 |
72.29 |
1 |
الأصدقاء |
32 |
128 |
58.5 |
32.2 |
45.71 |
3 |
|
الأقارب |
32 |
128 |
66.5 |
35.2 |
51.92 |
2 |
|
الدرجة الكلية لمقياس المساندة الاجتماعية |
96 |
384 |
217.5 |
74.5 |
56.64 |
يتم حساب الوزن النسبي بقسمة الوسط الحسابي لكل بعد على الدرجة الكلية لكل بعد ثم ضرب الناتج في 100.
يتضح من خلال النتائج في الجدول السابق:
بالنسبة لفئة النساء المطلقات: تبين من خلال الجدول السابق أن الوزن النسبي لمقياس المساندة الاجتماعية لدى النساء المطلقات في محافظات غزة بلغ 49.8% بمتوسط حسابي 191.2 درجة، وبانحراف معياري 79.4 درجة، أي أن النساء المطلقات في محافظات غزة يتلقين مساندة اجتماعية بدرجة متوسطة، أما بالنسبة لأبعاد مقياس المساندة الاجتماعية، فقد احتل بعد الأسرة المرتبة الأولى من حيث المساندة المقدم بوزن نسبي 69.3%، ويليه المساندة المقدم من الأقارب وبوزن نسبي 47.0%، في حين بلغ الوزن النسبي للمساندة المقدم من الأصدقاء 34.4%.
بالنسبة لفئة النساء الأرامل: تبين من خلال الجدول السابق أن الوزن النسبي لمقياس المساندة الاجتماعية لدى النساء الأرامل في محافظات غزة بلغ 56.6% بمتوسط حسابي 217.5 درجة، وبانحراف معياري 74.5 درجة، أي أن النساء الأرامل في محافظات غزة يتلقين مساندة اجتماعية بدرجة مرتفعة، أما بالنسبة لأبعاد مقياس المساندة الاجتماعية، فقد احتل بعد الأسرة المرتبة الأولى من حيث المساندة المقدم بوزن نسبي 72.3%، ويليه المساندة المقدم من الأقارب وبوزن نسبي 51.9%، في حين بلغ الوزن النسبي للمساندة المقدم من الأصدقاء 45.7%.
- التساؤل الثاني: ما مستوى الصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة؟
للتعرف على مستوى الصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة، قامت الباحثة بحساب المتوسطات والانحرافات المعيارية والوزن النسبي للمقاييس التالية المساندة الاجتماعية، ويتضح ذلك من خلال الجدول التالي:
جدول 2: المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لدرجات الصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظة غزة
العينة |
البعد |
عدد الفقرات |
الدرجة الكلية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوزن النسبي |
الترتيب |
النساء المطلقات |
الالتزام |
11 |
44 |
31.0 |
6.1 |
70.5 |
1 |
التحكم |
10 |
40 |
24.4 |
5.5 |
61.1 |
2 |
|
التحدي |
10 |
40 |
23.8 |
6.0 |
59.5 |
3 |
|
الدرجة الكلية للمقياس الصلابة النفسية |
31 |
124 |
79.2 |
14.8 |
63.9 |
||
النساء الأرامل |
الالتزام |
11 |
44 |
32.3 |
6.3 |
73.3 |
1 |
التحكم |
10 |
40 |
25.8 |
5.2 |
64.5 |
2 |
|
التحدي |
10 |
40 |
24.4 |
6.0 |
61.0 |
3 |
|
الدرجة الكلية للمقياس الصلابة النفسية |
31 |
124 |
82.4 |
15.2 |
66.5 |
يتم حساب الوزن النسبي بقسمة الوسط الحسابي لكل بعد على الدرجة الكلية لكل بعد ثم ضرب الناتج في 100.
يتضح من خلال النتائج في الجدول السابق:
بالنسبة لفئة النساء المطلقات: تبين من خلال الجدول السابق أن الوزن النسبي لمقياس الصلابة النفسية لدى النساء المطلقات في محافظات غزة بلغ 63.9% بمتوسط حسابي 79.2 درجة، وبانحراف معياري 14.8 درجة، أي أن النساء المطلقات في محافظات غزة لديهم درجة مرتفعة من الصلابة النفسية، أما بالنسبة لأبعاد مقياس الصلابة النفسية، فقد احتل بعد الالتزام المرتبة الأولى بوزن نسبي 70.5%، ويليه التحكم وبوزن نسبي 61.1%، في حين بلغ الوزن النسبي التحدي 59.5%.
بالنسبة لفئة النساء الأرامل: تبين من خلال الجدول السابق أن الوزن النسبي لمقياس الصلابة النفسية لدى النساء الأرامل في محافظات غزة بلغ 66.5% بمتوسط حسابي 82.4 درجة، وبانحراف معياري 15.2 درجة، أي أن النساء الأرامل في محافظات غزة لديهم درجة مرتفعة من الصلابة النفسية، أما بالنسبة لأبعاد مقياس الصلابة النفسية، فقد احتل بعد الالتزام المرتبة الأولى بوزن نسبي 73.3%، ويليه التحكم وبوزن نسبي 64.5%، في حين بلغ الوزن النسبي التحدي 61.0%.
- التساؤل الثالث: ما مستوى الأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة؟
للتعرف على مستوى الأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة، قامت الباحثة بحساب المتوسطات والانحرافات المعيارية والوزن النسبي للمقاييس التالية المساندة الاجتماعية، ويتضح ذلك من خلال الجدول التالي:
جدول 3: المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لدرجات الأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظة غزة
العينة |
البعد |
عدد الفقرات |
الدرجة الكلية |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوزن النسبي |
النساء المطلقات |
الدرجة الكلية للأمن النفسي |
39 |
156 |
78.0 |
23.0 |
50.0 |
النساء الأرامل |
الدرجة الكلية للأمن النفسي |
40 |
160 |
81.4 |
21.0 |
50.9 |
يتم حساب الوزن النسبي بقسمة الوسط الحسابي لكل بعد على الدرجة الكلية لكل بعد ثم ضرب الناتج في 100.
يتضح من خلال النتائج في الجدول السابق:
بالنسبة لفئة النساء المطلقات: تبين من خلال الجدول السابق أن الوزن النسبي لمقياس الأمن النفسي لدى النساء المطلقات في محافظات غزة بلغ 50.0% بمتوسط حسابي 78.0 درجة، وبانحراف معياري 23.0 درجة، أي أن النساء المطلقات في محافظات غزة يشعرن بدرجة متوسطة من الأمن النفسي.
بالنسبة لفئة النساء الأرامل: تبين من خلال الجدول السابق أن الوزن النسبي لمقياس الأمن النفسي لدى النساء الأرامل في محافظات غزة بلغ 50.9% بمتوسط حسابي 81.4 درجة، وبانحراف معياري 21.0 درجة، أي أن النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة يشعرن بدرجة متوسطة من الأمن النفسي.
مناقشة عامة لنتائج الدراسة:
تتجلى أهمية الدراسة الحلية في: المساندة الاجتماعية وعلاقتها بالصلابة النفسية والأمن النفسي لدى المرأة الفلسطينية المطلقة والأرملة " دراسة مقارنة "، وللتحقق من ذلك، اتبعت الباحثة أهم الخطوات الإجرائية العلمية للدراسة بأساليب منهجية وإحصائية دقيقة، خلص إلى النتائج التالية:
مناقشة تساؤلات الدراسة، وهي كالتالي:
التساؤل الأول: ما مستوى المساندة الاجتماعية المقدم لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة؟
يتضح أن الوزن النسبي لمقياس المساندة الاجتماعية لدى النساء المطلقات في محافظات غزة بلغ 49.8%، بينما الوزن النسبي لمقياس المساندة الاجتماعية لدى النساء الأرامل في محافظات غزة بلغ 56.6%.
وقد فسرت الباحثة نتيجة هذا التساؤل أن مستوى المساندة الاجتماعية المقدمة لسيدة المطلقة والأرملة متوسطة يعود لكون المساندة الاجتماعية مهمة جداً في رحلة حياتهن، والتي بدورها تؤدي إلى تحقيق مستوى مرتفع من الصلابة النفسية والأمن النفسي ككل، من خلال الدور النفسي الاجتماعي الذي تقدمه الأسرة والأقارب والأصدقاء.
وتفسر الباحثة ذلك أيضاً بأن العلاقة المتبادلة لها أهمية كبيرة كونها قائمة على مساعدتهن وتوفير المساندة الاجتماعية لها، مما ينعكس ذلك على صلابة المطلقة والأرملة، وبالتالي تكون أكثر إنتماءاً لمجتمعها وأكثر أمناً، وكذلك بحاجة ماسة إلى توفر المساندة الاجتماعية من خلال الأسرة والأقارب والأصدقاء من أجل نسيان الهموم وتخفيف الأثر النفسي الذي تخلفه ضغوط الحياة، وبالتالي فإن السيدة المطلقة والأرملة يبحثن عن وجود المساندة الاجتماعية في وقت الضيق، من أجل التنفيس والتفريغ من الضغوط، ومواجهة المشكلات خلال مراحل الحياة والوصول نحو تحقيق الصلابة النفسية، ومن ثم إذا شعرن بهذا الشعور الايجابي من خلال المساندة الاجتماعية التي يتلقينها عبر الأسرة والأقارب والأصدقاء، قد يكن وصلن إلى حالة من الشعور بالأمن الذي يساعدهن على التأقلم مع الحياة والتكيف معها.
وكذلك ترى الباحثة أن المساندة الاجتماعية المقدمة من الأسرة والأقارب والأصدقاء ليس بمثابة شفقة وإحسان، بل هو واجب اتجاهن والوقوف بجانبهن وتقديم المساندة اللازمة لهن، في ضوء الامكانات المتاحة.
التساؤل الثاني: ما مستوى الصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة؟
يتضح أن الوزن النسبي لمقياس الصلابة النفسية لدى النساء المطلقات في محافظات غزة بلغ 63.9%، بينما الوزن النسبي لمقياس الصلابة النفسية لدى النساء الأرامل في محافظات غزة بلغ 66.5%.
وتفسر الباحثة ذلك بأن مستوى الصلابة النفسية متوسط نتيجة تغلب النساء الفلسطينيات عموماً والمطلقة والأرملة خصوصاً على الكثير من التحديات والظروف المحيطة، وبالتالي أصبح لديها قدرة على الالتزام مع الذات، وقدرة على ضبطها والتحكم فيها، وبالتالي لديها مستوى تحد، الأمر الذي أكسبها صلابة نفسية بدرجة كبيرة، وأصبحت تنظر على أنها مصدر قوة وليس مصدر تهديد، وأن هذه الأحداث ما هي الإ حكمة إلهية وهذا في صميم الصلابة النفسية.
ويمكن تفسير ذلك في ضوء الصلابة التي تعمل كواق ضد ما يقابل الفرد من ضغوط، في ضوء مكوناتها الالتزام والتحكم والتحدي، حيث يصف بيرجر (Burger, 1992)الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من التحكم بأنهم يحاولون حل المشكلات الصعبة، والتي تشكل نوعاً من التحدي، بينما الأفراد الذين ليس لديهم رغبة في التحكم لا يميلون على تحدي أنفسهم في مواجهة المشكلات الصعبة (الشربيني، 2005).
وإذا اعتبرنا الطلاق والترمل من الصعوبات التي تعاني منها السيدة المطلقة والأرملة، فإن السيدة المطلقة والأرملة الأكثر صلابة هم أكثر مقاومة وقدرة على تحمل الظروف الصعبة على أثر الطلاق أو الترمل، وهذا ينطبق على الالتزام فالشخصية الملتزمة تقاوم ما يقابلها من مواقف الضغط بقوة وصرامة.
هذا وقد توصلت كوبازا (Kopasa, 1979) إلى أن الأشخاص الأكثر صلابة هم أكثر صموداً وضبطاً داخلياً ومبادأة ونشاط ضد كل مواقف الضغوط، وبما أن التكيف مع الضغوط هو من أهم المؤثرات، فإن السيدة الأكثر صلابة تقاوم هذه الضغوط بفاعلية، فالأشخاص الأكثر صلابة من وجهة نظر كوبازا يتعرضن للضغوط ولا يمرضن في حين أن الأشخاص الأقل صلابة أكثر مرضاً وعجزاً (العبدلي، 2012).
وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (كفا، 2012)، (دخان، الحجار، 2006) الذي توصل إلى وجود علاقة ارتباطية بين متوسط درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس الصلابة النفسية ومتوسط درجاتهم.
التساؤل الثالث: ما مستوى الأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة؟
يتضح أن الوزن النسبي لمقياس الأمن النفسي لدى النساء المطلقات في محافظات غزة بلغ 50.0%، بينما الوزن النسبي لمقياس الأمن النفسي لدى النساء الأرامل في محافظات غزة بلغ 50.9%.
وترى الباحثة أن هذا المستوى المتوسط يناسب الواقع على الرغم مما تتعرض له المرأة الفلسطينية المطلقة والأرملة في قطاع غزة من مصادر متعددة من الضغوط إلا أنهن يحتفظن بصحتهن الجسمية والنفسية، وذلك لوجود عوامل مخففة أو معدلة أو واقية لأثر الأحداث الضاغطة، وهذه العوامل تتمثل في المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية وتقدير الذات والفاعلية الذاتية والتي تجعل المرأة أكثر شعوراً بالقيمة والكفاية والفاعلية في مواجهة الضغوط، وأن البيئة الآمنة التي يسودها الحب والتعاون وحرية التعبير عن الرأي والمشاعر، والمساندة والتشجيع أثناء تعرض السيدة المطلقة والأرملة للضغوط، تعتبر في حد ذاتها عاملاً مخففاً، كما أنها تجعلها أكثر صلابة وثقة بالنفس، وأكثر طموحاً ودافعية للإنجاز، وأن المساندة الأسرية المتمثلة في إدراك المرأة أنها محبوبة ومقبولة، فهي تقوي الصحة النفسية لها، كما تقوي الخصائص النفسية (كالصلابة النفسية والشعور بالأمن النفسي والثقة بالنفس والطموح)، التي تقي المرأة المطلقة والأرملة من المرض النفسي، فالمساندة الاجتماعية تعتبر مصدراً هاماً من مصادر المساندة الاجتماعية الفاعل الذي تحتاجه المرأة المطلقة والأرملة، حيث يؤثر حجم ومستوى الرضا عنها في كيفية إدراك للضغوط المختلفة، كما أنها تلعب دوراً هاماً في إشباع الحاجة للأمن النفسي، وخفض مستوى المعاناة الناتجة عن شدة الأحداث الضاغطة وذات أثر في تخفيف حدة الأعراض النفسية، وبذلك فإن التقدير الاجتماعي والاستقرار الاجتماعي يعتبر بمثابة العامل الوسيط بين الأحداث التأثير الايجابي لمستوى الأمن النفسي في تعزيز الصحة النفسية للمطلقة والأرملة كون الأمن النفسي يعتبر من أهم مصادر الصحة النفسية لديهن، من ثم يمكن التنبؤ بإنه في ظل غياب الأمن النفسي، يمكن أن تنشط الآثار السلبية للأحداث والمواقف السيئة التي تتعرض لها المطلقة والأرملة، مما يؤدي إلى اختلال الصحة النفسية لديهن، فالمطلقة والأرملة يشعرن بالاستقرار الاجتماعي نتيجة لتفاعل الكبير مع أفراد المجتمع من ناحية، ونتيجة شعورهن بتحسين المستوى الاقتصادي، وتحسين مستوى الرفاهية خاصة لأبنائهن من ناحية أخرى، إضافة إلى شعورهن بالأمن والاستقرار لثقتهن بأن هناك من يدفع الخطر عنهن.
ويمكن تفسيره بأن الشعور بالأمن النفسي يرتبط بإشباع الحاجات العضوية والنفسية، وهذا ما أكد عليه (الصنيع،1995)، وكما أشار كل من فرويد وماسلو إلى أن تحقيق الأمن النفسي مرتبط بإشباع الحاجات الفسيولوجية والنفسية، وهذا ما ذكره على سبيل المثال كل من (مرسي،1999)، (الريحاني،1985)، (زهران،1989).
بعد مناقشة التساؤلات نمر بمناقشة فرضيات الدراسة، وهي كالتالي:
الفرضية الرئيسة الأولى: تتعلق بدرجات كل من المساندة الاجتماعية و الصلابة النفسية والأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة.
أظهرت النتائج وجود علاقة إرتباطية طردية بين المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي لدى السيدة المطلقة والأرملة، أي كلما زاد مستوى المساندة الاجتماعية زاد مستوى الصلابة النفسية والأمن النفسي لدى السيدة المطلقة والأرملة، وذلك لأن المساندة الاجتماعية لها أثر على مستوى الصلابة النفسية و الأمن النفسي السيدة المطلقة والأرملة، كما أن الذات الأسرية والاجتماعية لها الأثر على إرتفاع أو إنخفاض مستوى الصلابة النفسية و الأمن النفسي.
وترى الباحثة أنه قد يرجع ذلك إلى أن المطلقة والأرملة يتأثرون بشكل كبير بما يحيط بهن، فإذا كانت هناك رعاية واهتمام من قبل الآخرين، ينعكس ذلك على مستواهُن الذاتي فيتحسن شعورهٌن بنفسهن وثقتهٌن ترتفع، أما إذا كان عكس ذلك فيؤدي ذلك إلى إنخفاض تقديرهُن لذلك، وذلك قد يرجع إن المطلقة والأرملة يعانين من حساسية زائدة نظراً لظرفهن الخاص الذي يعانين منه.
يتبين إذن من خلال هذه النتائج أن الصلابة النفسية تعتبر من العوامل المهمة في الشخصية، وبين كل من (كوزي،1991)، (كريستوفر،1996) أن ذوي الصلابة النفسية المرتفعة لديهم أعراض نفسية وجسدية قليلة وغير منهكين ولديهم تمركز حول الذات ويتمتعو بالإنجاز الشخصي، ولديهم القدرة على التحمل الاجتماعي، ولديهم نزعة تفاؤلية وأكثر توجها نحو الحياة ويمكنهم التغلب على الاضطرابات النفس – جسمية، وتلاشي الإجهاد (أبو ندى،2007).
كما أن مستوى الأمن النفسي الخارجي يتأثر بمفهوم الشخصية لدى السيدة المطلقة والأرملة، حيث إرتباكهن وقلقهن وتوترهن وخوفهن من عدم قدرتهن على تحمل المسئولية والخوض في متطلبات الحياة، فنرى بإن أي نوع من الحرمان في الحقوق الأساسية أو حدوث أذى بدني أو نفسي أو مادي يؤدي إلى الحرمان من السعادة وعدم التوافق وفقدان الشعور بالراحة والطمأنينة، أكد على ذلك (عبد السلام،1999) وعلى دور التنشئة الاجتماعية حين يفسر حالة الأمن النفسي (الإحساس بالطمأنينة الانفعالية، وتمتع الفرد بها نتاجاً لعمليات التفاعل الاجتماعي بين الفرد والبيئة الاجتماعية التي عاش ويعيش فيها، كون الفرد أمناً من الوجهة النفسية ما هو إلا نتاجاً خبرات بيئية ومواقف مختلفة جعلته يشعر بالأمن النفسي حيال هذه البيئة، كما أن كون الفرد غير أمن نفسياً راجع أيضاً إلى ما خبره من البيئة التي يعيش فيها، التي أصبح يراها على أنها بيئة مهددة ومخيفة ولا تثير لديه إلا مشاعر عدم الأمن والقلق، كما إن الفرد الذي يشعر بالأمن في بيئة أسرية مشبعة لحاجاته، ويرى في الناس الخير والحب ويتعاون معهم ويخطى بتقديرهم فيتقبله الآخرون، وينعكس ذلك على تقبله لذاته لأن هناك علاقة إيجابية بين تقبل الذات وتقبل الآخرين).
وتفسر الباحثة هذه النتيجة أيضاً بأن حجم المساندة المقدم بأشكاله المختلفة يجعلهن أكثر التزاماً تجاه نفسها وأهدافها وقيمها والآخرين من حولها، وتستطيع أن تكون علاقات سوية مع من حولها، وتمتلك القدرة على التحكم في الأحداث والتحدي، فضلاً عن شعورها بالتقدير من الآخرين، كما ويشعرها بالحماية والرعاية منهم، فترى المستقبل بأمل واستبشار وكل هذا يجعلها أكثر ثباتاً انفعالياً ومن ثم أكثر رضاً عن الحياة والعكس صحيح.
وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (عثمان، 2001) الذي توصل إلى وجود علاقة طردية بين المساندة الاجتماعية ومتغيرات دراسته.
الفرضية الرئيسية الثانية: تتعلق بدرجات كل من (المساندة الاجتماعية، الصلابة النفسية، الامن النفسي) لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لمتغير نوع العينة.
يتضح وجود فروق للمساندة الاجتماعية والصلابة النفسية المقدمة لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع العينة (مطلقات، أرامل)، والفروق كانت لصالح النساء الأرامل، بينما أظهرت النتائج عدم وجود فروق في درجات الأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع العينة (مطلقات، أرامل).
النتيجة في المساندة الاجتماعية و الصلابة النفسية لصالح السيدة الأرملة بعد وفاة زوجها فإنها تنال المزيد من الإهتمام في أي مكان مكان تعيش فيه سواء بقيت في بيتها أو انتقلت إلى بيت أهلها أو بيت مستقل، فعندما تجد المرأة الأرملة أن أسرة زوجها تهتم بها وبأولادها وتحاول التخفيف عنها وتوفير كل ما تحتاجه من جانب، وإهتمام أسرة أهلها وتقديم العون والرعاية بها يعتبر ذلك عاملاً هاماً، بالإضافة إلى وجود وازع ديني يزيد مستوى الصلابة النفسية ويعزز قيمة الصبر والتحمل، والمستوى التعليمي والذي يمدها بطاقة إضافية تعطيها قوة تعينها على التحمل، في حين أن السيدة المطلقة التي لا تجد الإهتمام من أسرة زوجها بل تجد الإهمال والعتب واللوم والطرد إلى بيت أهلها فإن ذلك يعتبر من أكثر العوامل التي تزيد من الشعور بفقدان الأمن وخصوصاً في مجال الرضا عن الحياة، مجال الطمأنينة النفسية، مجال التقدير الاجتماعي.
وتعتقد الباحثة أن بقاء المرأة الأرملة في بيت زوجها أو أهله بعد وفاته يصاحبه نوع من المحبة والاهتمام بها وبأبنائها، فمن أهم ما يميز الأسر الفلسطينية اعتبارها زوجة الأبن بمجرد دخولها البيت إبنتهم ولا يزيدها وفاة زوجها إلا معزة وقدراً بين أهله، فهي أم أبنائهم التي ينبغي عليهم رعايتها وحمايتها سواء بقيت في بيتهم أم إنتقلت إلى بيت أهلها، فهي تظل أولاً وأخيراً أم أحفادهم الذين لم يبقى لهم من رائحة إبنهم سواهم.
بينما تفسر الباحثة النتيجة عدم وجود فروق في درجات الأمن النفسي يعود إلى كون الأسرة الفلسطينية بطبيعتها متدينة، ويحكمها الوازع الديني والثقافة والعادات والتقاليد، بالإضافة للأقارب، والأصدقاء، وبالتالي نجد أن المساندة المقدمة ضرورية، وهي بحاجة لها، و تلعب دوراً مهما في حياة السيدة المطلقة والأرملة، وهذا الأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل بنفس المستوى في مختلف محافظات غزة يدل على الترابط وقوة شبكة العلاقات الاجتماعية.
الفرضية الرئيسية الثالثة: بدرجات كل من (المساندة الاجتماعية، الصلابة النفسية، الامن النفسي) لدى النساء في محافظات غزة تعزى لمتغير المحافظة.
يتضح وجود فروق للمساندة الاجتماعية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع المحافظة لصالح مطلقات وأرامل محافظة الوسطى.
وتفسر الباحثة إلى أن ما تقدمه الأسرة والأقارب والأصدقاء من مساندة اجتماعية في محافظة الوسطى للمطلقة والأرملة من حب ودعم وتقدير، والتكيف مع الحياة فإن لذلك لأثراً إيجابياً وفعالاً في حياة المطلقة والأرملة، ذلك أن هذا المتغير يحمل أثر في تقدير المساندة الاجتماعية، فمن حق المطلقة والأرملة تلقي المساندة الاجتماعية التي يحتاجنها، بغض النظر عن المستوى التعليمي، وعدد الأبناء، إلخ، لأن هذه المساندة تخفف عنهن الضغوط والاضطرابات والقلق تجاه أنفسهن وتجاه المستقبل، ومن ثم إذا شعرن بهذا الشعور الايجابي فسوف يؤدي إلى تقوية صلابتهن النفسية وشعورهن بالأمن النفسي.
وكذلك ترى الباحثة أن المساندة الاجتماعية المقدمة واجب تجاه أفرادها في الوقوف بجانبهن وتقديم المساندة اللازمة لهن، في ضوء الإمكانات المتاحة، وأن تكون المطلقة والأرملة على قناعة تامة أيضاً أن أفراد مجتمعها يقدم لهن المساندة بكل صدق بعيداً عن العطف والشفقة والإحسان، ولا يتخلين عنهن، فهم يتقبلون المحتاج ويقفون معه، وبالتالي هذا يؤدي بالمطلقة والأرملة إلى الشعور بالأمن النفسي.
يتضح عدم وجود فروق للصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع المحافظة.
وتعزو الباحثة عدم وجود فروق في الدرجة الكلية للصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع المحافظة وذلك لتعرضهن لنفس الظروف والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالتالي إدراك الفرد لدور المساندة يمنحه القوة والتحمل، وهذا يدل على أن مقومات الصلابة النفسية يمكن أن تساهم بشكل فعال في فهم مواقف الحياة الضاغطة ومواجهتها بفاعلية وإيجابية وصولاً لشعور بالأمن والاستمتاع بالحياة، وتتسق هذه النتيجة مع ما جاء في الاطار النظري حول أهمية وجود الشخصية الصلبة من أجل تطوير وتحسين نوعية الحياة لدى الفرد، بالإضافة إلى وجود وازع ديني يزيد مستوى الصلابة النفسية ويعزز قيمة الصبر والتحمل، والمستوى التعليمي للسيدة المطلقة والأرملة والذي يمدها بطاقة إضافية تعطيها قوة تعينها على التحمل.
وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (راضي، 2008) والتي توصلت إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الصلابة النفسية لدى أمهات شهداء انتفاضة الأقصى تعزى لمتغير السكن:(محافظة غزة، خانيونس، رفح).
ويتضح وجود فروق للأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع المحافظة لصالح مطلقات وأرامل محافظة خانيونس.
بما أن النتيجة الإحصائية لمستوى الأمن النفسي لدى المرأة المطلقة والأرملة أقل بمحافظة خانيونس فإننا نعزو ذلك على أن الطلاق والترمل له آثاره النفسية بصورة إجمالية على الصحة النفسية للمطلقة والأرملة، وعلى رفع درجة فقدان الشعور بالأمن النفسي بصفة خاصة، حيث تبين ذلك للباحثة أثناء مقابلة عدد ليس بقليل من النساء المطلقات والأرامل فكثير منهن يقابلن من المحيطين بهن وكأنهن السبب في حدوث الطلاق أو الترمل، ولعل من أهمها النظرة الدونية واللوم من الأسرة وإشعارها بأنها عبء على الأسرة، وعدم وجود الأبناء مع الأم يزيد من المعاناة النفسية، فلذلك تعمل الظروف الاجتماعية والاقتصادية ممثلة في الدعم الأسري والاجتماعي والظروف الاقتصادية للمطلقة والأرملة كعوامل وسيطة في التعرض للاضطرابات النفسية، لذلك المساندة الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي يمكن أن يخفف من حدة الاضطرابات النفسية.
الفرضية الرئيسية الرابعة: تتعلق بدرجات كل من (المساندة الاجتماعية، الصلابة النفسية، الامن النفسي) لدى النساء في محافظات غزة تعزى لمتغير عدد الأبناء.
يتضح عدم وجود فروق لكل من المساندة الاجتماعية والأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لعدد الأبناء، بينما أظهرت النتائج وجود فروق للصلابة النفسية لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لعدد الأبناء لصالح النساء المطلقات والأرامل اللواتي لديهم ثلاث أبناء فأكثر.
وتعزو الباحثة ذلك بإن شعور السيدة المطلقة والأرملة بنفس درجة المساندة الاجتماعية و الأمن النفسي بإختلاف عدد أبناءهم، بقوة العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية داخل الأسر الفلسطينية، حيث يغلب على المجتمع الفلسطيني طابع التماسك الأسري، وهذا الشعور لم يأت من فراغ وإنما لصبر السيدة المطلقة والأرملة وعزيمتها، وثباتها الانفعالي، وتفسيرها للحدث تفسيراً إيجابياً، ورضاها التام، ورضاها لقضاء الله وقدرة، جعلها تحصل على خبرات من الرضا عن الحياة، هذا من جانب، أما الجانب الآخر الذي جعل السيدة المطلقة والأرملة يشعرن بالأمن النفسي فيتمثل في المساندة الكبيرة من الأسرة والأقارب والأصدقاء الذي تقدمه بالإضافة إلى ما تقدمه المؤسسات المجتمعية كالمساعدات المادية، كل ذلك جعل السيدة المطلقة والأرملة تشعر بالرضا عن الحياة تعوضها جزء من فقدان الزوج، خاصة وأنها لم تحرم بعده من الحياة الكريمة سواء أكانت المادية أو المعنوية، إضافة إلى انعكاس سعادة الأبناء على الأم، فكلما كان الأبناء يشعرون بالرضا عن الحياة، والتقدير الاجتماعي وحقوقهم مصونة ومحفوظة، زاد شعور الأمن والرضا لدى السيدة المطلقة والأرملة أكثر وأكثر.
وتفسر الباحثة النتيجة وجود فروق في الدرجة الكلية للصلابة النفسية تعزى لعدد الأبناء وذلك لكون السيدة المطلقة والأرملة اللواتي عدد أبنائهن ثلاثة فأكثر يتمتعن بدرجة صلابة أكثر وذلك يعود إلى أن عدد الأبناء معزز لصلابة المرأة النفسية ومحفز من أجل تقوية ذواتهن و الاعتماد على الذات لتحقيق أهدافها في الحياة ومواجهة تحدياتها والقدرة على الضبط والتحكم بمجريات الأمور والاستقلال بالذات من أجل تحقيق مستوى معيشي تكون راضية عنه وتعزز لديها الثقة بالذات، كما و يعزز ويقوي لديها مستوى الصلابة النفسية أن لديهن أهداف يعملن على تحقيقها، هذا وأن ما حققته المرأة الفلسطينية في المرحلة الحالية من نجاحات في مجالات عدة يفسر لنا أيضاً مدى اعتقادها بقدرتها على التحدي والمثابرة في تجاوز كثير من الضغوط والعقبات.
وقد اختلفت هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (الشيراوي، 2012) التي توصلت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية على درجات مستوى الصلابة النفسية تعزى لعدد الأبناء.
الفرضية الرئيسية الخامسة: تتعلق بدرجات كل من (المساندة الاجتماعية، الصلابة النفسية، الأمن النفسي) لدى النساء في محافظات غزة تعزى لمتغير المستوى التعليمي.
يتضح وجود فروق لكل من المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى للمستوى التعليمي لصالح الثانوي وجامعي فما فوق.
وتفسر الباحثة ذلك بأن المستوى التعليمي الثانوي وجامعي فما فوق، يعزز ثقة السيدة المطلقة والأرملة بأنفسهن ويشعر كل مطلقة وأرملة بالفخر تجاه نفسها لشعورها بعدم التخلي عنها، وشعورها بالاستقلالية والاعتماد على النفس وشعورها بذاتها وتقبل نفسها، وإذا وصلت إلى هذا الإحساس فإنها تكون راضية عن حياتها، وبالتالي تجد المطلقة والأرملة من هم الأقرب هم خير سند لهن في أشد الأزمات وأغلب الأوقات من أجل الوقوف بجانبهن وإمدادهن بكل ما يلزمهن من أجل التغلب على هذه الأزمات وتخطي العقبات التي تواجهها، كما وأن المتعلمات أكثر إستيعاباً وأكثر قدرة على تحمل المسؤولية، والاعتماد على أنفسهن، بينما النساء المطلقات والأرامل الحاصلات على شهادة أقل من ثانوي، ليس لديهن قدرة كبيرة على إستيعاب ما يحدث حولهن وليس لديهن القدرة على الاعتماد على أنفسهن.
وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة(Roth, 2004) توصلت إلى أن المؤهل العلمي الأعلى له أثر جوهري على تلقي المساندة الاجتماعية.
وتفسر الباحثة ذلك بأن النساء المطلقات والأرامل الحاصلات على شهادة ثانوية وجامعي فما فوق لديهن صلابة نفسية وأمن نفسي أكثر من النساء الحاصلات على شهادات أقل من ثانوي، حيث أن الحاصلات على ثانوية عامة وجامعي فما فوق تكون درجة القلق النفسي والخوف من المجهول أقل بكثير من المطلقة والأرملة التي مستوى تعليمها أقل، وبالتالي ثقتها بنفسها نابعة من اعتمادها على شهادتها الجامعية باعتباره سلاحاﹰ في يدها، بالإضافة إلى المستوى الثقافة والوعي لديها الذي يجعل لديها قدرة على الاعتماد على النفس ومواجهة العقبات والظروف الصعبة وتحديها، فلا يكون هناك قلق على المستقبل الاقتصادي لها، وهذا يجعل الاطمئنان والصلابة أقوى وأعمق عكس من المطلقة والأرملة الغير متعلمة تكون هي عال على أي شخص في أسرتها سواء كان الأب أو الأخ ودائما في قلق نفسي لأنها لا تستطيع أن تعيل نفسها أو أبناءها أن كان لديها أبناء.
الفرضية الرئيسية السادسة: تتعلق بدرجات كل من (المساندة الاجتماعية، الصلابة النفسية، الأمن النفسي) لدى النساء في محافظات غزة تعزى لمتغير مدة الزواج.
يتضح وجود فروق لكل من المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لمدة الزواج لصالح ثلاث سنوات فأكثر.
وتفسر الباحثة النتيجة أن المساندة المقدمة للنساء المطلقات والأرامل سواء الأسرة ،الأقارب، الأصدقاء، اللواتي مدة زواجهن ثلاث سنوات فما فوق يتعاملون معهن على أنهن بناتهن، بالإضافة إلى احتضان المحيط نجدها خلال تلك المدة تقوم بتكوين مفهومها عن ذاتها بشكل إيجابي يجعل لديها القوة والقدرة في الاعتماد على الذات والاستقلالية، وكما وأنها تضع أهدافا لتحقيقها وهذا يعزز ثقتهن بأنفسهن ويشعرهن بفخر كبير لعدم تخليهم عنهن في ظروفهن الصعبة والمؤلمة.
وتعزو الباحثة وجود صلابة نفسية لدى النساء المطلقات والأرامل اللواتي مدة زواجهن أكثر من ثلاث سنوات إلى ما يتعرضن له من ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية صعبة ومؤلمة والتي تلعب بدورها دوراً كبيراً في تحديد نمط الشخصية والتي تستطيع من خلالها أن تقاوم أحداث الحياة الضاغطة بكفاءة وفاعلية ونفس راضية ومن هذه العوامل عامل أساسي هو الالتزام بالدين حيث يزيدهن قدرة على تحمل الألم والمحن والكروب، وأنهن متقبلات لهذه الأحداث تقبلاً نابعاً من صلابة نفسية، بإرادة القضاء و القدر لما يزيد من قدرتهن على تطوير أساليب المواجهة بقصد المعايشة والتكيف مع ما يرافق ذلك من الدعم والترابط والتكافل الاجتماعي، وهذا هو صلب الصلابة النفسية، ويعزز لديهن الشعور بالأمن النفسي.
كما وتعزو الباحثة صلابة السيدة المطلقة والأرملة وشعورها بالأمن النفسي يأتي في ظل ما تعايشه من أحداث ماهي الإ حلقة في سلسلة من التراكمات، فهذه الصلابة والشعور بالأمن النفسي ليست وليدة لحظة وليست مفاجئة، ولا أنها فترة قصيرة وتنتهي في زمن محدد بل هي نتيجة أشكال متعددة من الإبتلاءات والمعاناة خرجت بامرأة لديها من القوة والصلابة تجعلها راضية ومتقبلة ولديها من الشعور بالأمن ما يكفي لمقاومة المزيد من لتحديات وصعوبات الحياة.
الفرضية الرئيسية السابعة: تتعلق بكل من (المساندة الاجتماعية، الصلابة النفسية، الأمن النفسي) لدى النساء في محافظات غزة تعزى لمتغير نوع الأسرة.
يتضح عدم وجود فروق لكل من المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي المقدمة لدى النساء المطلقات والأرامل في محافظات غزة تعزى لنوع الأسرة (ممتدة، نووية).
تفسر الباحثة النتيجة أن نوع الأسرة ليس له أثر على المساندة الاجتماعية المقدمة من المحيط سواء الأسرة والأقارب والأصدقاء، وكذلك الصلابة النفسية والأمن النفسي لدى النساء المطلقات والأرامل اللواتي يقطن بالأسرة الممتدة أو النووية، وذلك يعود إلى أن النساء المطلقات والأرامل تحتاج إلى دعم أكثر من غيرها من الفئات الأخرى، و نتيجة للظروف العامة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وأن المجتمع الفلسطيني بجميع قطاعاته يواجه ظروف متشابهه وخاصة منذ عقود طويلة، نتيجة الظروف القاهرة التي مرت به والأحداث المتلاحقة التي عاصرته، مما خلق ظروف متشابهة في النواحي النفسية والاجتماعية، والعادات والتقاليد والقيم والأزمات التي تواجههم، وأن تقارب هذه العادات والتقاليد في المجتمع الفلسطيني، والنظرة الإنسانية لسيدة المطلقة والأرملة لما تعانية من صعوبات، والتضامن والتعاون بين أفراد الشعب الفلسطيني.
بالإضافة لصغر البقعة الجغرافية التي يعيش عليها الشعب الفلسطيني والتي تقارب الحياة من حيث الخبرات والتجارب والمعارف بغض النظر عن نوع الأسرة وهذه العوامل ساهمت في عدم ظهور فروق في درجة المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية والأمن النفسي لدى السيدات المطلقات والأرامل.
وترى الباحثة أيضاً أن طبيعة المجتمع الفلسطيني وأكثر تخصيصاً الغزي يعيشون في نسق ومحيط اجتماعي متقارب جداً، فترى أن الأسرة الفلسطينية تجمع بين الأسرة النووية والأسرة الممتدة، الذين يعيشون في أسرة نووية (الأب، الأم، والأطفال)، لديهم بعض خصائص الأسرة الممتدة بمعنى أن كل أفراد المجتمع يتلقون مساندة من محيط الأسرة والأقارب والأصدقاء سواء كانوا يعيشون في أسر نووية أو ممتدة، وقد تكون المساندة بالكلمة الطيبة أو بالمشورة، أو بالنصح أو تقديم المعلومات المفيدة، أو تلبية بعض الحاجات أو المساعدات، وهذه النتيجة تتفق مع دراسة (عثمان،2001)،(علي،2001)، (العرجا،2015) عدم وجود فروق في المساندة الاجتماعية تعزى لنوع الأسرة.
المراجع
القرآن الكريم.
أولاﹰ: اللغة العربية:
- إبراهيم، إبراهيم، عثمان، إبراهيم(2005). المسئولية الأمنية ودور المؤسسات التعليمية في تحقيقها، ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن بكلية الملك فهد الأمنية، من الفترة 21-2 حتى 24-2-2005 الرياض.
- أحمد، عبد (2001). التقدير الذاتي للصحة النفسية دراسة لأهم منبئاته. مجلة دراسات نفسية، 4،(11)، 623 -635.
- أبريعم، سامية(2001). أساليب معاملة الأب كما يدركها الأبناء وعلاقتها بالشعور بالأمن النفسي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية في مدينة بتسة. مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية)،(7)،25.
- أبي الدنيا،عبد الله(1986). اصلاح المال.الكتب الثقافية: بيروت.
- ابن منظور(د،ت). قاموس لسان العرب. دار المعارف القاهرة.
- أبو بكر، خولة(2012). أثر الفقدان على الصحة النفسية للأرامل والثكالى الفلسطينيات. مجلة شبكة العلوم النفسية العربية،(12).
- أبو جادو، صالح (2000). علم النفس التربوي. دار المسيرة :عمان.
- أبو جادوا، صالح (2012). سيكولوجية التنشئة الاجتماعية. دار المسيرة: عمان.
- أبو حسين، سناء (2012). الصلابة النفسية والأمل وعلاقتهما بالأعراض السيكوسوماتية لدى الأمهات المدمرة منازلهن في محافظة شمال غزة. رسالة ماجستير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر، غزة.
- أبو حطب، صادق، فؤاد، أمال(2010).الإحصائي: في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية. مكتبة الانجلة المصرية: القاهرة.
- أبودف، محمود(2011). منهاج الدعم النفسي في القرآن الكريم وكيفية الاستفادة منه في الواقع الفلسطيني المعاصر. مجلة الجامعة الإسلامية، 47(10)، 9-90.
- أبو غالي، عطاف(2012). فاعلية الذات وعلاقتها بضغوط الحياة فاعلية الذات وعلاقتها بضغوط الحياة لدى الطالبات المتزوجات في جامعة الأقصى.مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية(1)20، 619-654.
- أبو ندى، عبد الرحمن (2007). الصلابة النفسية وعلاقتها بضغوط الحياة لدى طلبة جامعة الأزهر. مجلة تقارير تربوية(1)، 15-24.
- أرجايل، مايكل(1993). سيكولوجية السعادة. علم المعرفة: الكويت.
- الأسمر، أحمد(2008). مكارم الأخلاق في الإسلام نظرية وتطبيقا. دار الفرقان: عمان.
- الأشعر، أسامة(2005). مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطلاق. دار النقاش. عمان: الأردن.
- الأصفهاني، أبي القاسم الحسين (1980). الذريعة إلى مكارم الشريعة. دار الكتب العربية: بيروت.
- اقرع، إياد(2005). الشعور بالأمن النفسي وتأثره ببعض المتغيرات لدى طلبة جامعة النجاح الوطنية. رسالة ماجستير منشورة، كلية التربية، جامعة النجاح الوطنية، نابلس.
- إمام، محمد(1996). الزواج والطلاق في الفقه الإسلامي. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر: بيروت.
- أنجلر، باربرا(1990). مدخل إلى نظريات الشخصية: ترجمة فهد الدليم، الطائف، النادي الأدبي.
- البحري، نسرين(2009).أثر الدعم الاجتماعي في تخفيف الضغوط لدى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية في إقليم الجنوب.حوليات آداب عين شمس، 37، 109-160.
- البخاري، محمد إسماعيل(1422). الجنائز. دار طوق النجاة: القاهرة.
- بدر، فائقة(2007). علاقة الخبرات الانفعالية المرتبطة بمواقف الغضب بالصلابة النفسية لدى معلمات المرحلة المتوسطة. مجلة مستقبل التربية، 13(48)، 122-157.
- بدوي، أحمد(1982). معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية. مكتبة لبنان: بيروت.
- البلادي، يحي(2007). الإيمان والأمن النفسي. مجلة الأمن،(26) الرياض.
- بن حنبل،أحمد(1995). مسند الإمام أحمد بن حنبل. دار الحديث: القاهرة.
- الترمذي، محمد(1962). سنن الترمذي حكم على أحاديث محمد ناصر الدين الألباني، واعتز به أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان الطبعه الأولى، مكتبة المعارف: الرياض.
- تونسي، عديلة(2002). القلق والاكتئاب لدى عينة من المطلقات وغير المطلقات في مدينة مكة المكرمة. رسالة ماجستير، كلية التربية، السعودية.
- الثاقب، فهد(1999). المرأة والطلاق في المجتمع الكويتي- الأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية. مجلس النشر العلمي، الكويت.
- جوهري، محمد (2006). أخلاقنا. دار الفجر الإسلامية: المدينة المنورة.
- جبل، محمد(2000). الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية. المكتبة العربية.
- الجابر، أمينة(1996). ظاهرة الطلاق في المجتمع القطري وعلاجها في ضوء التشريع الإسلامي. دراسات الخليج والجزيرة العربية، 72- 175.
- دخان، نبيل، الحجار، بشير(2005).الضغوط النفسية لدى طلبة الجامعة الإسلامية وعلاقتها بالصلابة النفسية لديهم. رسالة ماجستير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، غزة.
- دخان، نبيل (2006). الضغوط النفسية لدى طلبة الجامعة الإسلامية وعلاقتها بالصلابة النفسية لديهم. مجلة الجامعة الاسلامية للبحوث الانسانية،2(14)، 370- 398.
- حجازي، سوسن (2007). الرضا عن الحياة وعلاقته بالأداء الاجتماعي لأسر الأطفال التوحديين. دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية، 22(1)، 263-320.
- حسن، عبد الحميد (2010). الصلابة النفسية والشعور بالأمل والضغوط النفسية كمنبأ للنجاح الأكاديمي لطلاب جامعة السلطان قابوس.مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية(173)السنة36، 51-103.
- حسين، طه (2010). الصحة النفسية ومشكلاتها لدى الأطفال. دار الجامعة الجديدة: الأزاريطة.
- حسين، محمود (1987). مفهوم ال>ات وعلاقته بمستويات الطأنينة الانفعالية. مجلة العلوم الاجتماعية،3(15)، 103- 128.
- حمادة، عبد اللطيف، لولوة، حسن(2002).الرفض للوالدين وعلاقتها بالصلابة النفسية.دراسات نفسية1(4)، 229-272.
- حنفي، هويدة (2007). المساندة الاجتماعية كما يدركها المكفوفون والمبصرون من طلاب جامعة الإسكندرية وتأثيرها على الوعي بالذات لديهم. المجلة المصرية للدراسات النفسية، 17 (55)، 365-418.
ثانياﹰ: اللغة الانجليزية:
Barrera, m.(1981).social support in the adjustment of pregnant adolcscents.assessment Issues,in B.H gottliab(EDS) social networks and social support, Beverly, (A:sage,pp,69-96)
- Breham, s.(1984).social support processes,boundry,areasing social and developmental psychology.new york: academic press, 107-129.
- Buunk, B. Hoorens,v.(1992). social support and stress: the role of social comparison and social exchange processes.british journal of clinical psychology,(31), 445-457.
- Coyne, coyne.&Downey,G.(1991) social factors and psychology:stress, social support and coping processes. Annual review of psychology, vol.(35),139-212.
- Golan Naomi(1986).Wif to woman, in turne, francis, differential diagnosiss, and treatment in social work,N.Y.the free press.
- Henley, Nansy (1994). The decision- making process Ieading to marrige dissertation abstracts, intr national, vol.(55),NO.(10)p.p.3331-3341.
- Hill,l,c& Hilton,j.m.(1999). Changes in roles following divorce: comparison of factors contributing to depression.
- Rubin, kenneth, caplan, robert, chen,xinyin,and mckinnon,joann(1994) .peer relationship and influences in childhood,in ramachan-dran,v. encyclopedia of horman behavior, san diego:academic press inc, vol.3.pp.431-439.
- Roth, Carol (2004). A Survey of Perceived Social Support Among Pregnant Women In The Intermountain Region. Unpublished MA Thesis, University Unpublished MA Thesis, University of MONTANA STATE.
- Sarason, I.G.& Sarason ,M.L.(1983).assessment social support: the social support questionair.journal of personailty and social psychology, vol.(1).p.p.127-139.
- Scall, Jacqueline, And others (2012). Measuring Resilience in Adult Women Using the 10 Items Connor-Davidson Resilience Scale-(CD-RISC). Role of Trauma Exposure and Anxiety Disorders. plos one,7(6),1-7.
- Wiebe, dj,(1991).hardiness and stress moderation A test proposed mechanisms.Journal of personality and social psychology, vol.60,NO5.98-99.