الترجمة الأدبية، القصة القصيرة، سبيل للتواصل الاجتماعي

 

ﺃ. منيــرة حميدش

باحثة - معهد الترجمة- جامعة الجزائر 2

 

ملخص:

نحاول من خلال هذه الدراسة، لما نتحدث عن الترجمة كعلم وفن يقوم على أساس عملية النقل المعرفي بمختلف مجالاته، من لغة وبيئة وحضارة معينة الى أخرى. لتمكين الشعوب من الاحتكاك بعضها ببعض. كما هو شـأن وسائل الاعلامالتي تنقل وتنشر الاخبار فتساهم هي الأخرى في التواصل الاجتماعي، ابراز الدور الجوهري للترجمة.لذلك عمدنا في هذا البحث تناول العملية الترجمية، فانتقينا كمثال عنها النص الادبي، منه القصة القصيرة. والهدف من هذه الورقة هو التوضيح ان القصة القصيرة ليست وقائع واحداث تسرد وفقط، بل تحمل في طياتها رسائل يمررها الكاتب للقارئ عبرها، فيسقط فيها كل ذاتيته. لذا سنقوم بعد التعريف بعملية وموضوع النقل المعرفي وأهدافه في التواصل الاجتماعي، بالتطرق أيضا الى ما يعيق تأدية هذه الأمانة بأمانة.

الكلمات الدالة: النص الادبي، القصة القصيرة،الترجمة الأدبية والتواصل، الأمانة في الترجمة.

ABSTRACT:

The present study attempts, when we talk about translationas a science and an art that is based on cognitive transfer, in different fields, from a language, environment to another. So facilitate the contact of people. As well as what is doing bythe

mass media, which imparts and transmits informations. Thus, redounding the social communication.

To feature the effective role of translation, hence we will deal with translation’s process, literary text, short story as an example. That is why, the target of this study is explaining that short story is not just narrating actions, but it holds messages sent by the author to the lector. Who will project in it, all his subjectivity. Then, will deal,after clarifying translation’s process and his aims, with all what can prevents transferring this message with fidelity.

KEYWORDS:Literary text, short story, literary translation and communication, fidelity in Translation.

 

توطئة:

إن الترجمة ليست فقط كل عمل وعملية تتلخص في نقل المعلومات، والمعارف، والتجارب وغيرها من الأمور الخاصة بأمة وشعب، في لغة محددة إلى لغة مغايرة. إنما هي علم يشكل نقطة إيصال وتواصل بين الأشخاص وإن تعدد وتباينت ثقافاتهم ولغاتهم.فالترجمة تصبو لمساعدة المتلقي للتعرف على غيره في كل أمر يجهله عنه. وبالتالي تُوسِّعُ دائرة معارفه فيصبح كل أمر مكنون قد كُشِف الستارعنه.

لقد ساعدت حركات الترجمة إلى الى جانب وسائل الاعلام الى حد مهم في تيسير العمل بما وصل إليه العلم اليوم. فالأولى تقوم بالنقل المعرفي بين اللغات، اما الثانية فتشر الاخبار والمستجدات سواء مكتوبة او مرئية او مسموعة مرئية. بالتالي انتشرت ظاهرة التثقف والانفتاح على العالم الخارجي. إذن هدف الترجمة هو نفس هدف وسائل الاعلام الا وهو إزاحة كل ما من شأنه إبعاد الأفراد والشعوب عن بعضهم البعض لصعوبة التواصل التي تكمن في اختلاف اللغة والثقافة.

ومن هذا المنطلق يكثر الحديث والجدل أيضا حول موضوع الاثار المترجمة الى اللغة العربية بالخصوص الأدبية منها، لذا فضلنا تناول ترجمة القصة القصيرة كمثال بسيط نوضح من خلاله دور المترجم في ذلك كما سنسلط الضوء على الأهمية العلمية والتواصلية للترجمة من جهة، وكذا نشير ونحلل على ضوء اراء منظري المجال واللسانيين العقبات التي تعيق سير العملية بنجاح وامانة. لذا تتمحور الإشكالية الرئيسة للبحث كما يلي:

 

إشكالية البحث الاساسية:

ما أهمية ودور ترجمة النصوص القصصية في الاتصال والتواصل؟

كما ندرج تساؤلات فرعية أخرى نحو:

  • ما مدى تأثير الاثار القصصية المترجمة على ثقافة المتلقي؟
  • وما هي جملة العوامل التي تعيق عملية النقل المعرفي للرسالة المصدر LS الى الهدف LC؟

ولنتمكن من الإجابة عن هذه التساؤلات نصيغ الفرضيات الاتية:

  • يكون للنص القصصي وقع بالغ على نفسية متلقي الرسالة، لما قد يحويه من أفكار ورؤى جديدة.
  • قد لا يجد المتلقي لذة في قراءة وتناول الأثار المترجمة باللهفة ذاتها التي تشهدها الاثار الاصلية.
  • يمكن للمرسل من التحكم في سلوكيات وتفكير متلقي رسالته، لما يقحمه في جوها ويستوجب له مكان بين شخصياتها.

وبناء عليه نهدف من خلال هذه الدراسة الى:

  • توضيح ماهية النص القصصي، بالخصوص كل ما يتعلق بشأن القصة القصيرة كمثال عنه.
  • التعريف بالعملية الترجمية للآثار الأدبية واستراتيجيتها.
  • توضيح العوائق التي تسد او تحول دون بلوغ المترجم لغايته، في ضمان النقل الأمين للرسالة الى مستقبلها. ويكون كل ذلك ضمن إطار أكاديمي بحث، يبنى على أساس اراء المنظرين في ميدان اللغة والترجمة والتواصل.
  • كما سيكون لنا كباحثين نصيبا في التحليل والوصول الى مقترحات بخصوص موضوع ترجمة الفن القصصي، بغية تسهيل عملية النقل المعرفي له بصورة موثوقة. وبالتالي المحافظة التامة على مضمون الرسالة من أي شبهة او غموض يلحقه.

وعليه تتحقق الغاية من هذا النقل، وتصبح نتيجة حتمية تكمن تمكين هؤلاء الأفراد من الاحتكاك، والتواصل وبالتالي تتكاثف وتتضافر جهودهم للتطلع لغد أفضل. الأمر الذي يحرك بداخلهم روح البحث والدراسة.ومنه سيتمخض عن هذا الاتصال القائم بينهم نور جديد يسود سماء هاته الأمم. والذي تسهم الترجمة والاعلام في انبعاثه بشكل كبير.

 

منهجية الدراسة:

ولان هذه الدراسة تتناول موضوع دور ترجمة الادب في التواصل الاجتماعي، ستكون المنهجية المبتغاة في ذلك هي الوصف والتحليل للعملية الترجمية واستراتيجيتها، ثم ابراز العقبات التي تعيق سيرها الحسن ومن ثمة اقتراح الحلول لذلك، مع مراعاة لغة وثقافة وبيئة المتلقي.

وحتى تكون النقاط المتناولة في هذه الدراسة متسلسلة ومترابطة، سنستهلها بتقديم تعريفات للمفاهيم الرئيسة، ثم نمر الى الشرح والتحليل لمضمونها.

 

I- شرح المفاهيم:

يرى علماء النفس ويشاطرهم في ذلك الادبيين، وجوب استهلال الدراسات العلمية بتقديم شرح او تعريف بمختلف المصطلحات والنقاط الجوهرية، التي سيبنى عليها البحث.

ذلك حتى نفهم الموضوع المعالج من جهة ونحصر البحث حول الجوانب التي سيسلط عليها الضوء لاحقا. كما ان الطبيعة البشرية بحاجة الى التعرف عن كثب عن ماهية المشكلة المعالجة، حتى تتمكن من طرح التساؤلات حولها ثم إيجاد او اقتراح ما يناسبها من حلول. ضف الى ذلك ان عقل الانسان يستلزم لتنظيم المعلومات والربط بينها، تعريفها وتوضيحها أولا وبدقة، بإبعاد جميع الشبهات او التردد، حتى يمكننا من تذكرها وقتما دعت الحاجة الى ذلك. ومنه سيقوم بتوسيعها لتشمل أفكار اخرى ذات صلة والموضوع الذي سيتم تناوله لاحقا وفي مقامات اخرى.

 

أولا- ماهية النـص الأدبي والتواصل الاجتماعي:

إن النص الأدبي هو ذلك السرد الناجم عن وحي من الخيال الواسع او نتيجة تجارب في الحياة او واقعي، مسقط في كتابات اقل ما توصف به هو جمال الأسلوب وبلاغة اللغة ورقه الفن، للوقائع والاحداث. فهذا النوع من الكتابات يشمل سلسلة من الخصائص والميزات التي تجعله يتعارض مع باقي النصوص على اختلاف أنواعها. فنجذ الكتابة الأدبية تتراوح بين السرد القصصي والتحرير الصحفي والتأليف الروائي والإبداع الشعري وإعادة خط الأساطير وما إلى ذلك.

يقول الدكتور عزت علي أن الأدب لا يستخدم اللغة بهدف الاتصال وكفى، بل يعتبرها وسيلة فنية. ذلك ان اللغة الادبية هي نتاج صياغة دقيقة متأنية قمة في بعث المشاعر وتحريك الأحاسيس. فتكون مثل الدمية بين يدي الأديب البارع، الذي سَيُخرِج بفضلها نصا يصور فيه عالما جديدا، يبسطه للمتلقي ليعيش مغامراته فيه. منتهِجا في سبيل هذا التصوير أسلوبا فريدا ولغة بليغة فصيحة، قد يصعب فهمها على من أَلِفَ التعامل مع النصوص العلمية البعيدة عن أي تنميق، وإسقاطات شخصية في الكتابة.

أو على من يهتم بالتدوين التاريخي، الذي يتقاسم وسابقه صفة روح الموضوعية والجدية.

نفهم اذن ان اللغة هي أسمى وسيلة للتعبير والتواصل والتفاهم من بين جميع وسائل الحوار والإعراب عما يخالجنا. يقول رولان بارتRoland Barthesفي هذا الصدد أن اللغة تشمل كل إبداع أدبي يتسم بالأسلوب الراقي، يرسم الكاتب من خلالها موطنا غير الذي عليه في الواقع.

"La langue ne se réduit pas à un lieu de communication entre interlocuteurs, c’est une médiation dynamique entre les pôles de la connaissance."

بمعنى لا تقتصر اللغة على مكان معين للتواصل بين المتحدثين، بل هي وسيطة حيوية تجمع بين اقطاب المعرفة.

اذ ان الأسلوب الأدبي هو جملة مكتسبات لغوية وحدق فكري وملكة تحريرية، تصور مهارة الكاتب او الاديب من عدمها. ففي هذا الشأن يرى الدكتور محمد الديداوي أنه إذ اجتمعت صفة تنويع الجمل والتراكيب، أي التمكن من اللغة وإتباع طريقة التأخير والتقديم في سرد الأحداث، بمعنى البراعة في الربط بين الأفكار، سواء أكان ذلكباستعمال حروف جر أو غيرها. 

يكون المؤلف أو الأديب قد احترم معايير الكتابة الأدبية في مؤلفه، ونال بذلك جملة من القراء.

نعلل هذه الفكرة كون الأسلوب الأدبي يرحل إلى ما وراء الكلمات، فيكسبها معنا غير التي كانت تحمله. حيث يظهر الاديب قرائحه الفنية في التنميق ويتصرف في خلق تراكيب لغوية باهرة. فتزداد بذلك شدة التأثير في نفس المتلقي، كما تتباين من أديب لآخر على اختلاف أساليبهم.

اذن الاسلوب:" يخاطب العاطفة...تميل اللغة فيه إلى التصوير الخيالي بغية التأثير، وتفخيم العبارة في إطار دافئ... يثري الوجدان ويبعث في النفوس النشاط والحركة".

ولان الاثار الأدبية تترك انطباعا معينا في جنان وتفكير القارئ، لن يتوقف الامر عند هذا الحد وفقط، بل سيظهر دور الاعلام جليا في الترويج والتعريف الواسع بهذه الاثار، التي انتشر الحديث حولها بين المتلقين.

لذلك نجد قاعات السنيما والحصص والبرامج التلفزيونية تتبناها وتعرضها على شاشاتها. ومنه يذيع صيت المؤلِف والمؤَلف. فيكون بذلك الاعلام قد أدى دوره في توصيل المعلومة ببثها حية بعيدا عن الكتابة الجامدة. بالتالي تسفر هذه الأدوار بل وتساعد بفاعلية عالية في اتصال الافراد بين بعضهم.

ويكون ذلك بالحديث عن هذا الموضوع او ذاك من زوايا عدة. سواء تقديم نصيحة او حث عن قراءة المؤَلف، او حتى التذكير بذلك الموعد الحي لبثه سواء على شاشة التليفزيون او قاعة السنيما او على مواقع الانترنيت.وعليه يتطور ويزدهر الأدب بفعل الترجمة والاعلام. وما يقومان به من دور جليل في تقريب المسافات بين الشعوب، وتفعيل سبل الحوار والتواصل، وتوسيع دوائر الفكر والمعارف بمزج الثقافات المختلفة.  

"La littérature est, l’épreuve de la traduction, la traduction est un prolongement inévitable de la littérature."

ثانيا- الفــــن القصصي وخــــصائصـه:

يعتبر الفن القصصي جزءمن الأدب، يتطرق إلى مواضيع مختلفة ويتناول مشاكل بالتحليل واقتراح البدائل لحلها. إلى جانب تقديم العبر الأخلاقية. من تصرف الشخصيات القصصية والمعارف المتنوعة. التي تسهم بشكل أو بآخر في تطوير لغة القارئ وتفتيح فكره على العالم الخارجي وصقل مواهبه. يقول روبرت شولزShoalsRobert:"القص، قبل كل شيء، نوع من السلوك البشري. وهو، بخاصة، سلوك محاكاتي أو تمثيلي توصِل من خلاله الكائنات البشرية ضُروبًا معينة من الرسائل".

فهو ذلك السرد والوصف المدون الأكثر تداولا وقراءة بين الأشخاص. يقوم على تحويل مظاهر وصور بسيطة إلى قصص ذات مضمون، تحمل مغزى لمتلقيها.

يعتبر مصطلح السرد أو كما يطلق عليه بالإنجليزيةNarration، ذلك الخطاب الذي يتناول بالوصف والتحليل وضم التعليقات، مع الإلمام بجل جوانب الحدث المراد تقديمه للمتلقي.

ويكون السرد في مجال الأدب، لما يظهر في تأليف النوادر والقصص الخرافية دون إهمال الواقعية والقصيرة منها والطويلة. إلى جانب قص الأساطير المختلفة ورواية المُثُل والروايات إلى غير ذلك. كما قد يخرج عن هذا الإطار إلى مجالات أخرى مختلفة.

ومنه يكون القص بمثابة إسقاط لكينونات متجددة، فهو يخرج عن السائد والمألوف ليتحول نحو سبل البحث عن نماذج جديدة للرسم يستوعبها وعي القارئ. فيقدم القاص من خلالها للمتلقي سواء كان سامعا او قارئ عظات عديدة. لأنه من أهم عوامل نجاح الفن القصصي تناسق الأفكار وتسلسلها مع استخدام أسلوب بليغ. ذلك بتبني الصور البيانية، وانتقاء المصطلحات اللغوية الموحية من جانب المؤلِف. فَيُبْرِزُ بذلك ذاتيته وشخصيته فيما يكتبه أو يلقيه على سامعيه.

ا- القــصـة القــصيـرة:

تعتبر القصة القصيرة نوع من المؤلفات الأدبية، يعتمد القاص فيها على سرد تجاربه الشخصية في الحياة وثقافته كما يتناول سجايا وتاريخ ومعتقدات بيئته وغيرها من الأمور

الذاتية. يقول الأستاذ محمد صابر عبيد: " إن فن القصة القصيرة من أكثر الفنون الكتابية استجابة للنزعة الذاتية وتعاطيا مع التجارب الشخصية للقاص."

كما ان القصة القصيرة تستلزم قص موجزا لوقائع معينة من وجهة نظر محددة، فهي لا تصورها لا بدقة ولا بتفاصيل معمقة.اذ انها ذات مضمون قصير، نُسِج حسب خطة بسيطة وضعها القاص بتفان، حيث يحمل هذا المضمون حدثا محوريا معينا، قد يكون واقعيا كما قد يخرج عن ذلك. وهي تقدم في جل الأحيان مغزى يستقصيه القارئ أو السامع منها بعد فهم دقيق لها.

لذا نستخلص ماهيتها فيما جاء على لسان الدكتور رشاد رشدي: "كاتب القصة القصيرة ينظر إلى الحدث من زاوية معينة لا من عدة زوايا، ويلقي عليه ضوءً معينا لا عدة أضواء، وهو يهتم بتصويرموقف معين في حياة فرد أو أكثرلايصور الحياة بأكملها. فالذي يعنيه أن يجلو هذا الموقف، أي أن يستشف منه معنى معينا يريد إبرازه للقارئ." وعليه سينتج القاص قصة تخضع لمعايير الفن القصصي، فتحقق بذلك القصة هدفها النبيل. لأنه من أهم عوامل نجاح الفن القصصي تناسق الأفكار والأسلوب البديع، واللغة البليغة.دون اهمال عنصر التشويق والتحفيز للقراءة والاطلاع أكثر فأكثر على أحداث القصة. فمهمة القاص في كل هذا تكمن في جعل القارئ يخلق لنفسه مكانة وحياة أخرى، يعيشها جنبا الى جنب وشخصيات القصة بمهارة. فالقصة إنتاج وأثر أدبي لا يلتزم فيه الراوي بالواقعية والموضوعية في ذكر الاحداث والمسائل المختلفة. كما هو حالكتب التاريخ والتأريخ أو العلوم وغيرها.لذلك يتطلب نجاح هذا النوع من التأليف مستوى لغوي حصيف وأسلوب حكيم. ولهذا النوع الادبي على غرار غيره، عناصر يتفرد بها، نتناولها متتالية فيما يلي.

ا.1- عـــناصر القــصـة القـــصيـرة:

القصة القصيرة كما أسلفنا نوع من السرد النثري الأدبي. الذي يبعث في نفسية القارئ الهدوء الذي تسكناليه روحه، فيكتشف مواهبه، ويُخْلَق لديه ذلك الحس المرهف. فيتذوق هذا النوع ويدخل عالم الخيال والجمال من بابه الواسع.يرى الاستاذ مسلم حسب حسين أن الفن الأدبي: "شكل من أشكال الفكر الإنساني وموقف إزاء الإنسان والعالم وشأنه في ذلك شأن الفلسفة والدين". والفن القصصي بدوره يتشعب الى عدة أنواع وإن تشابهت فلابد أن تتنافر في بعض الخصوصيات. ومع ذلك فكل نوع يكمل الاخر.  كما يفعل أفراد الاسرة الواحدة ثم الأسر في المجتمع الواحد. حيث تتضافر جهودهم من أجل راحة وهناء الجميع فيهم دون استثناء.

فالغاية من القصة القصيرة معروف عنها بإمتاع المتلقي أينا كان. ثم تقديم الموعظة وتمرير رسائل عبر جو رهيف بلغة وأسلوب نابع من مكنون الراوي، يفيض طيبة وخير.وبهذا تصل القصة القصيرة الى النقطة المرجوة منها.ويكون السرد فيها قد حقق كل هذا.

فكما للرواية والحكاية عناصر لابد من توفرها حتى يستقيم أسلوب الكتابة فيها، وينسجم نسيج نصها. هو الحال ذاته لما نتحدث عن القصة القصيرة. فهي كذلك تستلزم توفر جملة من العناصر المكونة لها. وما إن فُرِّطَ في أحدهاإلا واختل الهدف من القصة وباءت تعب المؤلِف بالفشل.

اولا -  الحـــبكـة: 

حتى يستقيم أسلوب كتابة القصة، على القاص الإلمام بجوانب الحكي والخضوع لمعايير وخصائص الكتابة القصصية. التي سَتُبنَى عليها قصته وبالتالي يعتدل مؤلَفه.

ومن بين هذه الخصائص الحبكة، وهي تمثل جملة الدوافع والأحداث والمواقف، التي تتلخص في النزاعات والخصومات بين الشخصيات في القصة. كما يطلق عليها أيضا الصراع. وهي بذلك تعبر عن المشكلة المعالجة أي موضوع القصة أو الحدث. بحيث سيفضي هذا الى أثر ومعنى يكون له بداية ونهاية.

يشير القاص، إلى جانب الأسلوب المتبنى في الكتابة، إلى أمور سيأتي الحديث عنها لاحقا. في حين أن الفكرة الحاضرة لم تنتهي بعد. فتتداخل وتتسلسل بذلك الأفكارنمضفية جوا من التشويق والترقب الحثيث لما ستسفر عنه الوقائع. دونما إهمال للعبارات اللغوية الموحية الممزوجة بالمجاز والبديع على السواء.

والأحداث في القصة تتبع مسارا واحدا متناسقا. فمن المنطلق إلى العقدة التي تعرف أوجها عند تطور الأحداث وتشعبها. وكذا تدخل الشخصيات الثانوية كل بدوره، إلى النهاية التي تفسح المجال إما لحل للمشكلة المطروحة، أو تركها على ما هي. وللقارئ نصيب في كل هذا فله أن يتخيل ويصور النهاية كما يراها أو يريدها هو بعد أن تَتَبَعَ القصة وفهم مغزاها.

كما تضم في هذه النقطة في السرد وتداخل الوصف، مستوى الإيقاع والوزن الذي يقتصر على مدى تسارع الأحداث أو بطئها، مما ينشط الحركة في القصة، كما قد يسبغ عليها جو من الركود.

وهناك أحداث تفرض على القاص بعضا من القوة في تصويرها، يتجلى ذلك في اختيار الألفاظ والتراكيب الملائمة والمقام. وله أن يعتمد على سرعة بديهيته وفطنته حتى يتمكن من سرد الوقائع في زمن دقيق ورسم جو ملائم.

ثانيا - الشــــخصيـات:

تعتبر الشخصيات في القصة جماعة أناس مختلطين بين الشرير والطيب، يقوم القاص باختراعها، فيجعل لكل واحد منها دور لتحريك الحوادث. يقوم ببعض التغيرات والتعديلات الطفيفة عليها حتى تتماشى والمقام وتسلسل الوقائع.

"تقدم الشخصيات...على أنها مجموعة أفراد معقدين، قابلين للتصديق ومكتملي الثقافة."

كما انه غالبا ما تنقسم الشخصيات إلى رئيسة وأخرى ثانوية. أما الأولى فيمثلها البطل أو الأبطال محركين بذلك حوادث القصة، التي ستظهر شخصيات أخرى ليس لها من الدور الفعال كسابقتها وهي الثانوية.

ولكل شخصية مهمة في سيرورة القصة تنجزها اعتمادا على بواعث، تقودها إلى القيام بذلك الفعل تحديدا وفي ذاك المقام، لا غيره.

 

ثالثا -الحــــوار:

وهو عبارة عن سلسلة الجمل التي تستخدمها الشخصيات للتحدث والتحاور فيما بينها، ناهيك عن الإشارات والإيماءات التي تترجم ما لم تتفوه به الشخصيات في المواقف المختلفة.                                                                                                                             

فقد تدل هذه العلامات على الحيرة أو الدهشة من موقف معين أو الإعجاب بتصرف ما أو الذم إلى غيرها من التعابير.

"El diálogo es un coloquio fingidoentre dos o más personas, que discuten acercade cuestiones determinadas e instructiva".

بمعنى: يجري الحوار عادة بين شخصين أو أكثر، حيث يتحدثون في مواضيع ومسائل محددة تعليمية. أي أن الهدف من حوار الشخصيات هو الإحاطة بالموضوع أو المشكلة المُعَالَجة، وتبسيطها للمتلقي ومنه تعليمه وتثقيفه.سواء فكريا أو لغويا.

من جهة أخرى نشير أن الحوار هذا يخضع لبعض السمات والسجايا الثقافية للبيئة، التي تجري فيها أحداث القصة. فلا يعقل أن تُروى قصة حول موضوع كتأثير الحروب على البشرية قديما، لَمَّا تخلّف الخسائر والانتهاكات، بينما يدور حوار الشخصيات حول طرق القضاء على فتيلات الحروب وبوادر الشرور،بعبارت علمية تكنولوجية. لا يفقها المتلقي العادي لمثل هذا النوع الأدبي. اذن الحوار مرتبط بزمن ومكان وقوع الحادثة.

 

رابعا -  البــيئـــة الــزمـنيـة والمــــكـانـية:

يمثل هذا العنصر الزمان والمكان، أي حيث وأين جرت وقائع القصة. فلما نتحدث عن الزمن في القصة لا يمكن لنا تحديده بدقة، كونه شديد التماسك والأحداث التي تجري في هذه المدة الزمنية. كما نلاحظ أن بعض من وقائع القصة تحصل في أماكن ونقاط لا يمكن حصرها في زمن معين.

كقولنا مثلا:

تُكَلَّفُ شخصية ما، بمهمة إلقاء القبض على سارق مجوهرات سيدة طاعنة خلال زمن قدره يوم. قد تتمكن الشخصية هذه من اتمام المهمة، ولكن قد يتعدى الوقت المستغل إلى يومين أو أكثر.

لذا نفهم من هذا أن الزمن في القصة ليس بالوقت المحدد تماما. وإنما هو إشارة فقط لفترة أو حقبة زمنية معينة.

"El orden de lostiempos, de las circunstancias y de los objetos, que va presentando dispuestos con claridad yhace advertir como y porque se mueve de un lado para el otro".

أي تنظيم الزمن والمجريات والأفعال، يكون ممثلا باستعدادات واضحة، يتم الكشف عن طريقها عن كيفية وسبب الانتقال من موضع الى آخر.

خامسا - العقدة والحل:

هي المرحلة الأخيرة من القصة التي عرفت بداية تلاها عرض للأحداث أو الحادثة وستنتهي بالتأكيد الى مطاف أخير. هذا المطاف هو ذلك الحل للمشكلة التي عالجتها القصة. يطلق على هذا العنصر باللغة الفرنسيةDénouement.

ترى الاكاديمية الفرنسية للغة أن هذا العنصر عبارة أيضا عن تلك الخاتمة التي تعقب الوقائع:

"Se dit principalement en parlant d'une pièce ...dont le nœud, dont l'intrigue vient à se démêler vers la fin. "

ويشهد هذا العنصر تأزم الأوضاع ، وتشعب الاختلافات بين الشخصيات، وضيق في الوقت والمكان. مما يجعل الاستمرار في ذلك الموقف مستحيلا. فتفضي هذه الحالة كنتيجة حتمية لهذا التأزم، الى ابتغاء النهاية وحل الصراع.

 II - استراتيجية الترجمة الأدبية والأمانة:

يتعلق إنتاج أي نص أدبي على اختلاف الموضوع المعالج فيه بجملة من الخصوصيات اللغوية والثقافية. والمتعلقة الأولى منها بأسلوب الكتابة من جانب المؤلف، الذي سيكون بالضرورة من رواد أحد التيارات الأدبية القديمة منها أو المعاصرة. والمؤثرة بطبيعة الحال على لغته أولا وعلى أسلوب تناوله المسائل ومعالجته للمواضيع ثانيا.

كما تتعلق الثانية منها بجميع ما يميز البيئة التي سيتم تناولها في الأثر، من عادات وتقاليد وأخلاق وتعاملات وأفكار وما الى ذلك.ولأن الكاتب وليد منطقة وطبيعة معينة من العالم، فهو متأثر بها ويأثر فيها. وهذا الامر الذي سيدفع به الى تدوين ما لامس إحساسه وما ولج فكره، في نصوص تخص رقعة وجزء من عالم يزخر بألوان من الاختلافات.

وعليه فترجمة الأعمال الأدبية والفكرية، من لغات إلى أخرى، تسهم في إزاحة الستار عن الحقائق وبالتالي تساعد في نضج فكر الفرد وتفجير مواهبه.

لذا فالترجمة الأدبية تعنى بقيم وجماليات النص الأدبي المراد ترجمته، وذلك في سبيل المحافظة على شكل ومضمون النص الأصلي، يقول كلود تاتييونClaudeTatillonفي هذه النقطة تماما:

"La traduction littéraire, par exemple, surtout préoccupée de traduire l’esthétique des œuvre à traduire."

ومنه فالترجمة تعيد الحياة للغة لما تستخدمها، وتساعد اللغة الترجمة على بلوغ هدفها. فمهمتها هي الإنتاج الأدبي وهدفها تحقيق الرغبة في الاطلاع وإثراء لغة وفكر القارئ.

يقول نعوم تشومسكي: "أعتقد بأن وجه مهم جدا للغة يتعلق بتوطيد العلاقات الاجتماعية والتفاعل ويوصف ذلك كثيرا بالتواصل."

ولان العملية الترجمية تقوم أولا وابدا على الصدق والدقة في النقل، يعوز للمترجم قبل الخوض في أي نص، التيقن من مقدرته على إتمام الواجب كما يجب. على هذا الأساس ركز بل وشدد أيضا منظري المجال على أهمية المحافظة على مفاد المادة المراد ترجمتها. فاعتبرت هذه الخطوة بالجوهرية، يقاس وفقها وزن الترجمة ومكانتها وامانتها من عدمه.

III-دور المترجم في التواصل:

ان عملية الترجمة بشكل عام تفرض سلسلة من الكفاءات والوسائل الاستراتيجية، والأكثر من اللغوية الوجوب توفرها في المترجم الكفء. وحتى تنجح الترجمة الأدبية في مسعاها، وتحقق هدف النص الأصلي بإيصال المعنى فحوى الرسالة بأمانة إلى المتلقي، في لغته التي يفهمها. على المترجم أن يتميز بالحذق ويملك الثقافة الواسعة. ولا يكون ذلك إلا بالبحث عن المكنونات الثقافية واللغوية المنطلق منها إلى جانب الاستعانة بتجارب غيره للاستفادة منها.

"La traducción exige tambiénuna serie de competencias instrumentales, estratégicas, extra lingüísticas, indispensables en untraductor profesional"

 

أي إن القدرة في البحث عن مواد الترجمة لها دور فعال في تحسين مهارات المترجم، التي تتجلى لما يتمكن منالنص الموضوع، ومحيطه والمعايير التي نسج وفقها. ان الترجمة الاكاديمية تخضع لمعايير كما يرى أنطوان بيرمانAntoineBermanوقوانين سنها المنظرون، بغية تذليل الصعوبات المختلفة التي يمكن للمترجم التعرض لها اثناء تأدية مهمته. وهي بهذا المعنى تختلف تماما عن تلك الترجمة التي يمكن لأي شخص القيام بها، دون مراعاة ولا دراية منه بما يستلزمه نقل هذه الرسالة.

"La capacidad para documentarse ocupa un lugar central en el conjunto de competencias, ya que permite al traductor adquirir conocimientos sobre el campo temático, sobre la terminología y sobre las normas de funcionamiento textual del genero en cuestión."

نستنتج مما سبق ان دور المترجم في التواصل يكمن أولا في تمكنه من النص المصدر وبيئته ثم من اللغة الهدف ووسطها. لأنه كلما التزم بالشأنين نقل رسالة امينة الى متلقيها. ومنه يظهر تأثر المرسل اليه بفحوى رسالة المرسل. من هنا سيكون للمترجم يد في نشر المعارف بين الافراد، ومنه احتكاكهم الفكري وبتالي ستفعل نهجات التحاور والنقاش والتعامل والاتصال بينهم.

IV- عوائق النقل الادبي :

ان النقل المعرفي بين اللغات وان كان له من الشأن والإيجابية الكثير، حتى انه لا يوجد منا من يفند مكانة الترجمة بين العلوم، فلولاها لما انتشر العلم ولا فتحت الأبواب عن المكنونات ولا حتى تفطنا للبحث في اغوار أمور عدة. الا ان هذا النقل يستلزم الكثير من

الجهد الفكري، حيث سيسلك المترجم فيه طريق يتذكر في كل موقف يصادفه عنصر الأمانة، والصدق في نقل المعلومة او الفكرة.

مع ذلك فهنالك جملة من العقبات التي كانت ومازالت ولو بشكل أخف تعيق سيرة هذه العملية على الوجه المرغوب. يمكن ان نستنتج المحوية منها مما سبق الإشارة اليه وتحليها في نقاط التالية:

  • تناول من هم من غير أصحاب المجال، نصوص معينة بالنقل المتواضع، دونما ان يفقهوا شيئا من أسس نجاح هذه العملية. وبالتالي بدل ان تروج وتذاع اعمالهم، يطغى عليها الكساد فتموت قبل ان ترى النور.
  • كما يلاحظ ايضا عن المترجم، اثناء أدائه لمهمته، تغاضيه عن بعض المواقف في ترجمتها وقد يعلل ذلك كونه ليس لها من الدور الذي يستوجب المحافظة عليها، فلا نجده الا واختزلها. مع ان الكاتب لميصغها عرضيا، انما وكما أسلفنا لكل محطة خطاب يوجه للمتلقي. له ان يفسره وطبيعة تفكيره.
  • نجد أيضا انه في أحيان أخرى ضيق معارف المترجم عن الموضوع محل الترجمة، وان كان يلم بجميع جوانب اللغة الهدف، الا ان هذا النقص ينجر عنه ترجمة ركيكة او حتى بعيدة عن المعنى.
  • كما نشيرا وناكد على العوائق البارزة في النقل لما يتعلق الامر بالخصوصيات الثقافية منها الدينية، التي تختلف من بيئة الى أخرى.

فما قد يعرف عند المسيحيين مثلا من طقوس دينية كأسبوع الالام La Semana Santaالتي تقام يوم الجمعة صباحا، يلقي فيها القس موعظة، ثم يناول الحضور القربان المقدس وما الى ذلك. سيشكل هذا الموقف الديني نقطة عجز في نقله الى الثقافة الإسلامية، التي لا تعرف لهذه الطقوس وجها. منه يظهر عجز المترجم في نقل الامين، لأنه لا يتمكن من ثقافة النص الأصلي. وما ان حدث العكس سيجذ مسلكا ذكيا ينقل

عبره الخاصية هاته ببراعة الى متلقي اخر. يدخلها في ثقافته، فيتقبلها عقله ولا تنفر منها نفسيته.

وعليه، نستخلص انه حتى تبلغ الترجمة أهدافها، وينوط المترجم بدوره كما يجب، عليه أولا الا يهمل الأمانة في النقل. التي لن يعرف لها سبيل ما ان لم يتمكن مما سيقوم بنقله لغيره. لذا، نرى ان البحث والتنقيب حتى الاعماق عن كل ماله علاقة بالنص المراد ترجمته امر مفروض لضمان نجاح الترجمة، وبالتالي بلوغ اسمى مستوى لإيصال الرسالة وتنشيط التواصل.

 

خــــــــــــاتمة:

إن الكتابة هي أصدق وسيلة للتعبير عما يخالجنا من أفكار ومشاعر ورؤى، تُسْقَط على شكل قص وروايات ومسرحيات قد تدوم كمؤلفات أو تتبناها قاعات السينما والمسرح. وهكذا تتوسع بؤر الإنتاج الأدبي.فيظهر جليا دور الترجمة والاعلام في هذا الشأن، إذ بفضل الأعمال المترجمة يتم مزج الثقافات وتجديد الأفكار وإحياء التراث وتعلم اللغات، وتحسن اساليب العيش وما إلى ما ذلك.

وهو الامر ذاته لما نحصر الحديث في الفن القصصي، موضوع بحثنا هذا. كون هذا النوع الادبي الذي أصبح من أكثر الفنون الأدبية قراءة. يتوغل عميقا في غابة السرد والإبداع، ذلك للطاقات الفنية المتبناة.

فنجد الكتابة القصصية تتراوح بين البديع والبيان، تكسب بذلك الأسلوب رونقا وجمالا. يجعل من موضوع القصة مغامرة تثير حساسية المتلقي، فيعيش هذه المواقف موضوع القصة ويتقاسم وشخصياتها هذا الجو.

ولأنه يتميز بكل هذه الخصوصيات، فهو اذن يستدعي، من المترجم الكثير من الجهد والتركيز اثناء محاولة نقل مضمونه الى لغات مغايرة والى بيئات غير التي عرف فيها من قبل.

وبناء على اراء اللغويين كالفرنسي جاك ديريدا والروسي تشومسكي اللذين يقولان ان اللغة الأدبية هي اصدق وسيلة للاحتكاك بالشعوب، بل ذلك المفتاح السحري الذي تفتح به باب العالم الخارجي، فتنير شمس العلوم على الأمم.

وما سبق من تحليل نصل الى القول ان للترجمة الأدبية عوائق جمة في سبيلها. كاللغوية وأخرى ثقافية وغيرها كثير.

ولكن ومع ذلك، نرى انه كلما التزم المترجم بفحوى النص وتطلع بشكل واسع على خلفيات انتاجه، اكتسب المهارة والخبرة والحدق الواجب توفرهم فيه حتى يؤدي الأمانة بأمانة. فلا يخون ولا يُعاب جهده قط.

وبالتالي تكون الترجمة الأدبية قد حافظت على غاياتها النبيلة في النقل الأمين، لفحوى الرسالة للمتلقين. مع مراعاة ثقافتهم وبيئتهم في كل هذا.

وبناء عليه تكسب الترجمات قراء جدد يتهافتون على تناول هذه الاثار المترجمة الى لغاتهم، بحثا عن التثقف وتوسيع المعارف وتلقيح الفكر. ومن ثمة تقريب المسافات وجعل العالم كاسرة واحدة، وان اختلفت اللغات والثقافات بين افرادها.

وما إذ مالت عن هذا المعيار فلا المعنى سَيؤدَى، ولا جمهور يُكْتسب وبالتالي تبوء بالفشل، ولن تكون بذلك لا فنا ولا علما.نفهم من هذه الاقوال أنهبفضل اللغة تتواصل اﻷمم مع بعضها البعض، ممن يتقنون ويفهمون لغة بعضهم. وبفضل الترجمة والاعلام تتواصل جميع الشعوب فيما بينها، دون استثناء. فاللغة تتطلب الترجمة للتتوسع والترجمة تتطلب اللغة لتقوم بدورها في النقل والتعريف بالغير.

المصادر والمراجع:

الديداوي، محمد. (2005). منهاج المترجم بين الكتابة والاصطلاح والهوية والاحتراف. ط1. المركز الثقافي العربي. الدار البيضاء. المغرب.

الشايب، احمد. (1991). الاسلوب: دراسة بلاغية تحليلية لأصول الأساليب الأدبية. ط8. مكتبة النهضة المصرية للنشر والطبع.

الشنيطي، محمد صالح. (2001) . فن التحرير العربي وضوابطه وانماطه. ط5. دار الاندلس للنشر والتوزيع. المملكة العربية السعودية.

بارت، رولان.(2002).الكتابة في درجة الصفر.(محمد نديم خشفة، ترجم). ط1.مركز النماء الحضاري.

ايغلتون،تيري.(2013).كيف نقرا الادب.(محمد درويش، مترجم).ط1.الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت لبنان.

برنس، جيرالد.(2003).قاموس السرديات.(السيد امام، مترجم).ط1.ميريت للنشر والمعلومات. القاهرة.

بن عائشة، حسين ﺃحمد. (2012). مستويات تلقي النص الأدبي: رحلة السند باد الأولى ﺃنموذجا، ط1، دار جرير للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.

ترودوروف، تزفيتان.(د.ت). مفهوم الأدب ودراسات أخرى. (عبود كاسوحة، مترجم). منشورات وزارة الثقافة. دمشق.سورية.

تشومسكي، نعوم. (2010). أشياء لن تسمع بها أبدا: لقاءات ومقالات. (أسعد الحسين، مترجم). دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع. دمشق. سورية.

رشدي، رشاد. (1959).فن القصة القصيرة. ط1. مكتبة الانجلو المصرية للطبع والنشر. مصر.

صابر عبيد، محمد.(2010).المغامرة الجمالية للنص القصصي. ط1. عالم الكتب الجديد للنشر والتوزيع. اربد. الأردن.

شولز، روبرت. (1994). السيمياء والتأويل. (سعيد الغانمي،مترجم). ط1. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت. لبنان.

عزت، علي.(1996). الاتجاهات الحديثة في علم الأساليب وتحليل الخطاب.ط1.شركة أبو الهلال للنشر.القاهرة. مصر.

فتحي، إبراهيم. (1986). معجم المصطلحات الأدبية. المؤسسة العربية للناشرين المتحدين.التعاضدية العمالية للطباعة والنشر. صفاقس.الجمهورية التونسية.

فيدوح، عبد الفتاح. شعرية القص. من موقع www.ibtesama.com.pdf.

مسلم حسب، حسين.( 2007). جماليات النص الأدبي دراسات في البنية والدلالة.ط.1. دار السياب للطباعة والنشر والتوزيع. لندن.

مكي، أحمد الطاهر.(1987). القصة القصيرة (دراسة ومختارات). ط2. دار المعارف. القاهرة. مصر.

Dictionnaire de l’Académie Française).1798.( 5eme Éd.ImprimerieNationaleFayard. Paris.

Faber Benitez, Paula).2006(.La traducción del discurso científico y de su terminología. Editorial Universidad de Granada. Universidad de Granada.

Frumento, Luis.)1900.(Nociones de Estética Retórica y Poética.Ed. Potosí. Buenos Aires.

Hurtado Albir, Amparo.)2008.(Traducción y traductología, Introducción a la traductología.4ª ed .Ed. Cátedra. Madrid.

Meschonnic, Henri.)1999.(Poétique du traduire.Éd. Verdier.France.

Steiner,George.)1978).Après Babel: Une poétique du dire et de la traduction.Albin Michel. Paris.

Tatillon, Claude. (1986) .Traduire : Pour une pédagogie de la traduction:Collection Traduire, Écrire,Lire. Éd. GREF.