ظروف الحملة المغربية السعدية على مملكة سنغاي 1591م

 

 

الدكتور: الحواس غربي

قسم التاريخ  - جامعة 8ماي 1945م - قالمة

 

 

ملخص:

    تمثلت ظروف الحملة المغربية السعدية على بلاد السودان مملكة سنغاي، في تلك الاوضاع التي كانت سائدة في بلاد السودان الغربي حيث ظهرت مملكة سنغاي منذ سنة1492م وعرفت تطورا واضحا في شتى المجالات الا انها تدهورت اوضاعها خلال القرن السادس عشر  ميلادي وهي الميزة التي ميزت العالم الاسلامي، ويرجع ذلك لضعف حكامها وصراعهم حول الزعامة، اضافة الى ان خيراتها من الذهب والملح الذي كان يدور حوله التنافس بين المغرب ومملكة سنغاي، فقد كان هذين المصدرين عاملا القوة لمن يمتلكهما خاصة الملح الذي له اهمية بارزة لدى مجتمع المملكة، في هذا الوقت كانت الاطماع الاوربية في اوجها للتطلع نحو بلاد السودان.

 

مقدمة:

   تأسست مملكة سنغاي منذ القرن 07م، حيث حكمتها عائلة ضياء الطرابلسية حتى سنة1335م، ثمّ انتقل الحكم إلى آل سني، التي تنحدر من عائلة ضياء السابقة، ونعتبر آخر حكامها سني علي بير، الذي حكم البلاد ما بين(1464-1492م) المعروف بـ: سني علي الكبير ([1])، هو المؤسس الحقيقي لإمبراطورية سنغاي، حيث توسعت وبلغت ذروتها في عهده، وتمكّن من تأسيس إمبراطورية محورها نهر النيجر ([2]).

    وننتقل هنا إلى آخر مرحلة من حكم سنغاي، حيث اغتصب قائد الجيش محمد توري الحكم من آل سني، وعرف باسم الأسكيا محمد الكبير، وبذلك بدأ حكم الأساكي ، وقد واصل الأسكيا محمد الكبير ما أنجزه سني علي الكبير، في توسيع مملكته في كلّ الاتجاهات، وفرض سلطانه على الصحراء حتى مناجم تغاز، ونقل العاصمة من كوكيا إلى غاو(كاغ)، كما ظهرت مدينة تنبكت كمدينة ثقافية برز دورها في نشر الثقافة العربية الإسلامية بالسودان، وتعتبر إمبراطورية سنغاي أوسع الإمبراطوريات  التي قامت بالسودان الغربي عامة والسودان النيجيري خاصة. هكذا نجد أن الأسكيين بعد الأسكيا الحاج محمد -اشتهر كذلك برحلته إلى الحج([3]) سنة1496م- كانت إمبراطورية سنغاي أكبر منهم بكثير، وبدأ ظهور الصراع منذ النهاية المأساوية للأسكيا الحاج محمد الكبير، حيث عزله ابنه الأسكيا موسى سنة1528م ونفاه إلى مستنقعات بالجنوب([4]) فضيّعوا الإمبراطورية، وراحوا يتصارعون حول الاعتلاء على العرش، وظهرت مشاكلها مع الدولة السعدية بالمغرب الأقصى، واستمرّ هذا الضعف ينخر في جسم الإمبراطورية ويسير بها نحو الهاوية، حتى نهاية القرن16م، حيث انتهى وجودها بالحملة المغربية السعدية سنة1591م.

   هذه الحملة السعدية، التي قيل عنها الكثير، وبقيت من أحلك خبايا تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء. ـ فما هي ظروفها؟    

     

1 ـ أوضاع إمبراطورية سنغاي قبيل الحملة:

    يتفق مؤرخو الدراسات الإفريقية على الحالة السيئة، التي كانت تعيشها بلاد السودان النيجيري أواخـر القرن 16م، الذي تمثله إمبراطورية سنغاي ([5]) (1493/1591م) وهـذا انطلاقا من المصادر الإفريـقية المتوفرة لديهم خاصة منها: تاريخ الفـتاش لـ: محمود كعت، وتاريخ السودان لـ: عبد الرحمان السعدي.

أ ـ الأوضاع السياسية:  

    توالى على كرسي إمبراطورية سنغاي في هذه الفترة (1493/1591م) تسعة ملوك خلفا لأبيهم الأسكيا([6]) الحاج محمد الكبير(1492/1528م)، حتى عام 1583م وهم: موسى (1528/1531م)، محمد الثاني (1531/1537م)، إسماعيل (1537/1539م) إسـحاق الأول (1539/1549م)، داود (1549/1583م). ثم انتقلت الخلافة إلى أبناء داود وهم: الحاج محمد الثالث (1583/1586م)، محمد الرابع(1586/1588م)، إسحاق الثـاني (1588/1591م)، وأخيرا محمد كاغ 1592م([7]) لم يقم هؤلاء الخلفاء بفتوحات حقيقية ولكنهم كانوا يغيرون على الـبلدان المجاورة للمملكة ، أمـا في الداخل فقد كانت أزمة الخلافة عـلى الحكم مثار صراعات خضـبت دماؤها أكثر من مرة هذا الجزء من ثنية النيجر([8]).

     إن جهود محمد الكبير لم تجد من يتابعها، وكان تاريخ الحكم بعده عبارة عن سلسلة من الصراعات، وثورات فـي القصر، وحتى انقلابات. مـن بينهم الأسكيا داود الـذي طالت مدة حكمه بحوالي 34 سنة، ويستحق الذكر والقول أنه حقق نجاحا ([9])

    فبعد الأسكيا داود تولى العرش ابنه الأسكيا محمد الثالث، الذي دخل في نـزاع مسلح مع أخيه " الهادي " من أجل ولاية العرش، انتهى بقتل " الهادي" على يد قائد أسـطول الأسكيا محمد الثالث. والسمة المميزة لعهده الضعف والانحلال، الذي أخذ يدب في المملكة واتضح سيرها نحو الهاوية ([10]) .

    خلفه على العرش الأسكيا محمد باني، الذي مات في حملة عسكرية قام بها لقمع ثورة ضده. ثم جاء بعده آخر ملوك سنغاي قبل الحملة -موضوع البحث والدراسة -  إسحاق الثاني، الذي وجد المملكة في حالة مستعصية من الفوضـى، والاضطرابات، وضعف السلطة المركزية، وفـقر الخزينة، وهـذه الوضعية هي التي شجعت حـاكم تنبكت([11])    "الصديق" على الثورة عليه([12]).

وقمع الأسكيا إسحاق الثاني هـذه الثورة بوحشية، وأباد جيوش الغرب، وهكذا انقسمت المملكة من الناحية المعنوية، ودامت هذه الحرب الأهلية مدة ثلاث سنوات([13]).

   ويرجع أستاذنا عبد القادر زبادية هذه الأوضاع المتدنية إلى العوامل الشخصية الأنانية  التي أصبحت تسير الأمراء الأسكـيين مـنذ نهاية الحاج محمد الأول أكثر من غـيرها.

يضاف إلى هذا أن الإمبراطورية كانت تتكون من شعوب تختلف في مميزاتها الطبيعية وتقاليدها مما كان يحتم استمرار الرعاية، التـي تصدى لها محمد الحاج الكبير وحـده فيما يخص عوامل الوحدة والوئام([14]).

    هذه هي الحالة السياسية لإمبراطورية سنغاي أواخر القرن 16م، مؤامرات وثورات تواجهها معارضات بسبب الاستيلاء على السلطة.

ب ـ الأوضاع الدينية :

    جاء في كتاب تـاريخ السـودان، ما يصور لنا الحياة الدينية أواخر القـرن 16 م لإمبراطورية سنغاي، حيث ظهر الانحلال الأخلاقي، بارتكاب المعاصي جهرا، مـن شرب للخمر، واللواط، والزنا، وأصبحت المعاصي مفخرة وزينة......و"...ما تركوا شيء من معاصي الله تعالى إلا ارتكبوه ..."([15]). والتي بلغت الذروة في عهد الأسـكيا إسحاق الثاني بالانغماس في الملذات، والطقوس الوثنية([16]). وكانت بلد كاغ([17]) العاصمة في غاية الفسق([18])، وبلد جني([19]) تناسلهم مـع أصحاب الديانة المجوسية([20]). وينقلنـا السعدي إلى أبعد من هذا "... إلى قرب انقراض دولتهم وزوال ملكهم بدّلوا نعم الله كفرا..."([21]).  

يستوقفنا هذا لطرح السؤال الآتي:

  ـ هل يقصد أنّهم ارتدّوا عن الدين الإسلامي؟

     علام يبدوا لنا فإن الأمر واضح: بدّلوا يقصد بها غيّروا على ما كانوا عليه، ونعم الله هي الإسلام، والكفر كفرا.

     فتدهورت بلاد السودان وفسدت بتضييعها للإسلام "...لما فسد أمر سنغاي...وحـاقبهم ما كانوا بـه يستهزؤون بتضييع حقـوق الله .... وغير ذلك مـما يعيب به ذاكره والمحدث به ... "([22]).

    أمام هذه الشهادات لمؤرخي المنطقة، والتي عايشت الفترة، وأقرّت بالفساد الأخـلاقي والرجوع  إلى الطقوس الوثنية، التي لم تفارقهم أبدا. إلا أن نقول أن الإسلام عرف تراجعا ببلاد السودان أواخر القرن 16م.

ج ـ الأوضاع الأخرى:

    تراجع وتأخر الإسلام، أمام تقدم السحر والشعوذة والفسق والفجور، زد على ذلك العائلة الحاكمة ممزقة من خلال الخصومات وقتل  الإخوة؛ ترتب عنه انعكاسات على أمور الدولة؛ حيث أضعفت سكان المدن، وانهار الجيش ([23])، وظهر الانحلال الأخلاقي وحدث التمرد من أمراء القبائل والمقاطعات. ويلخص لنا صاحب تاريخ السودان هذه الأوضاع بأن صـار الأمن خوفا والنعمة عذابا وحسرة والعافية بلاء ودخل الناس يأكل بعضهم بعضا بالإغارة على الأموال، وقتل النفس بغير حق، وتمرد رؤساء القبائل، فأول من بدأ بذلك "سنب لمد" صاحب "دنك"على منطقة رأس الماء([24]) بأن قتل عددا لا يحص وأكل أموالهم وسبا عددا من الحرائر، ثم تمردت قبيلة الزغرانيين([25]) بأن خربوا بلدة "بر" وبلد"درم"، أمّا أرض "جني "، فقد خربها كفّار" بنبر" وعاثوا في الأرض فسادا، ومن منكرهم تناسلهم مع أصحاب الديـانة المجوسية فـي مدينة "جني"، وتمردت قبائل الفـولان([26]) على النظام السياسي، عندما أحسـوا بضعفه من جــراء الصراعات الداخلية، كما فسدت أخلاق عدد من حكام السودان والعامة، فكثر فيها شرب الخمر والزنا، ومسائل يندى لها الجبين([27]). وعلى عكس كل هذا، يتحدث لنا كعت في كتابه تاريخ الفتاش؛ عن تنبكت فهي في غاية الحسن، والجمال، وذمّة الدّين، وإحياء السّنة، وطلب العلم، ولا نظير لها في البلدان من بلد السودان، والحكم فيها للقاضي ([28]).

   بعد هذا العرض لأوضاع مملكة سنغاي قبيل الحملة السعدية عليها، نستطيع القول أن المنطقة تعاني من فوضى سياسية واجتماعية واقتصادية، حيث فشل أبناءها الخروج بها إلى دائرة الأمان، حتى أن علماء تنبكت لا نجد لهم موقعا أمام هذه الأوضاع.

2 ـ العلاقات المغربية ببلاد السودان:

أ ـ العلاقات قبل السعديين:

    العلاقات المغربية السودانية، هي علاقات قديمة عبر الصحراء ([29])، التي يعتقد أنها عائـق بين المغرب والسودان، فكانت تـمثل عاملا قويا من عوامل الاتصال الحضاري

 والسياسي، والثقافي، والتجاري، فهي بذلك صلة وصل أكثر من أن تكون صلة فصل. ومن خلال ما ذكر المؤرخون منهم؛ البكري، والإدريسي، وابن حوقل، والإصطخري ...تصبح بلاد السودان المجاورة لبلاد المغرب امتدادا لها (امتدادا جغرافيا )([30]). فهذا الترابط الطبيعي أثر على مستقبل العلاقات بين سكان البلدين، حتى أننا نجد في السودان أدوات حجرية من عصر البابليوليتيك يستخدمها السودانيون الصناع، هي نفسها الموجودة في شمال إفريقيا ([31]). وقد ازدادت هذه العلاقات قوة وتماسكا، بعد انتشار الإسلام في تلك الربوع السودانية، وبالتالي ازدادت قوة الاتصالات ([32]). هذا الذي دفع"Jacques maquet جاك ماكي " يعتبر أنه من الخطأ تقسيم إفريقيا، حسب مقاييس جغرافية    أو تاريخية؛ لأنّ الأمر يتعلق قبل كل شيء بتصنيف ثقافي([33]).

    فكان ضروريا أن يحدث اتصال وتبادل بين المغاربة وبلاد السودان في مجالات شتى؛ ففيما يخص تبادل السلع كانت القوافل التجارية تسير باستمرار بين تنبكت وغاو(كاغ) إلى  سجلماسة([34]) وتارودانت([35])، عبر الطريق الغربي الساحلي والأوسط وكانت المصنوعات المغربية من أقمشة وأحذية وأدوات نحاسية، تـجد رواجا لها ببلاد السودان، في حين أحمال التبر وأنواع الرقيق الزنجي تغمر الأسواق المغربية.

    بالإضافة إلى هذا كان الطلاب السودانيون يقصدون الجوامع المغربية خصوصا منها جامع القرويين بفاس، حيث تخرج منها عدد كبير من علماء السودان من حملة الشريعة الإسلامية، في حين هاجر بعض علماء المغرب إلى المراكز السودانية كمدرسين وقضاة ومفتيين، حتى أنّ الكثير منهم فضل الحياة هناك([36]).

   وقد شمل هذا التقارب بين المنطقتين من الطراز المعماري كذلك، من حيث التشابه في الدور السكنية والقصور والمساجد، وقد بدأ ذلك منذ سنة 1325م، لما رجع ملك مالي" كنكان موسى" من الحج صحب معه " الساحلي " وهو المهندس الذي يعود له الفضل في تصميم بناءات سودانية على النمط المغربي([37]). كما ظهر نوع مـن العلاقات الدبلوماسية حيث تبادل الطرفان([38]) الهدايا، ومنذ وفاة كنكان موسى سنة1337م وخلفه ابنه منسا مغا(1337-1341م)، تغير الوضع، و تضاعفت الهدايا بين العاصمتين([39])

     وقـد استطاعت مملكة سنغاي مع ضعف وانحلال الدولة الوطاسية([40]) في مطلع الـقرن16م، أن توسع حدودها الشمالية علـى حساب المغرب، واستولت بذلك على  مناجم الملح بتغاز وتاوديني([41]) بإقليم موريتانيا([42]) الحالية.

ب ـ اهتمام السعديين([43]) بالسودان (معضلة تغـاز([44])):

    يمكن القول أن العلاقات المغربية السودانية، في البداية لم تخرج عن كونها علاقات تبادل تجاري وفكري، أكثر منها علاقات سياسية، لكن مع ظهور السعديين، وقيام دولتهم بالمغرب الأقصى، تغيرت لتصبح سياسية بين العاصمتين مراكش([45]) وغاو(كاغ)([46]).

    لا يختلف مؤرخـان في أن السيطرة على تغاز، تمـثل السيطـرة الاقتصادية على الصحراء، ما دام الملح يباع ويشترى ويستبدل بالذهب ويستعمل كعملة أساسية في الصحراء لمبادلة البضائع، خاصة إذا علمنا أن انتماءها الجغرافي يرجع للأقوى. لذلك كان هناك تضارب بين المؤرخين في انتمائها؛ فمنهم من يضعها أقرب إلى مراكش منها إلى نهر النيجر([47]ومن يضعها تتوسط بينهما([48])، أو تقع على حدود مراكش([49])، إلى من يضمها إلى بلاد السودان مـنذ أيام إمبراطورية مالي([50]).

ـ أولا: في عهد أحمد الأعرج([51]) (1518ـ1544م):

    راسل أحمد الأعرج في آخر حكمه الأسكيا إسحاق الأول(1539-1549م) يطالب منه التنازل له عن ممالح تغاز، وفي هذا الوقت كان إسحاق الأول في أوج قوته([52]). وردّ عنه بالقول والفعل؛ بأن أحمد الذي سمع ليس إياه، وأن إسحاق الذي سمع ليس هو إياه([53])؛ وعليه أن ينتظر أحمدا أقوى وإسحاق أضعف ـ وهذا الذي حدث فعلا بتفوق أحمد المنصور على إسحاق الثاني في 1591م ـ وليثبت ويؤكد قوته أرسـل حملة عسكرية فـي ألفين من ركاب الـجمال (المهرية) الطوارق([54]) تحمل تعليمات بعدم القتل، للإغارة على آخر بلد درعة([55]) التابعة للمغرب، فأكلوا كل ما وجدوه في أحد الأسواق([56]).        

    ـ ثانيا: في عهد محمد الشيخ(1544-1557م):

  جهز محمد الشيخ، الذي حكم بعد أخيه أحمد الأعرج، حملة عسكرية (1556-1557م) استولت على تغاز، وقتلت رئيس الممالح وعدد من الطوارق([57])، فكان رد فعل الأسكيا داود مقاطعة ممالح تغاز، واختيار مكان آخر يسمى تغاز الغزلان([58])، وذلك سنة1562م([59])

 ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى التفاهم على أساس أن يتخلى السلطان السـعدي عن بعض خراج الممالح للأسكيا، مقابل تسريحهم بيع الملح ببلاده.

ـ ثالثا: في عهد أحمد المنصور([60]) (1577ـ1603م) :

    واصل أحمد المنصور طلب من سبقوه، فبعث للأسكيا داود بشأن تغاز، الذي جاء رده هدية من عشرة آلاف ذهبا لـ: أحمد المنصور([61])، فكان ذلك أساس المـحبة والمودة بينهما، ووضعا أساس علاقات صداقة بيـن الدولتين، حيث يتخلى السلطان السعدي على الممالح لأسكيا مقابل نصيب معلوم من المال([62]). وقد حزن المنصور على وفاة داود 1582م، وجلس للتعزية، فعزاه كبار أجناده كلهم. بعد هذا تبادل الهدايا أيضا مع الأسكيا الحاج([63]). في هذا الوقت قام المنصور بالاستيلاء على إقليمي توات وتيكورارين، القريبين نسبيا من بلاد السودان في 1583-1584م، ثم غزا إلى جهة الجنوب الغربي؛ وادان في منطقة الحوض الحالية بموريتانيا، ومجرى السنغال، وقد تمكن من هذه المناطق وغنم منها. لكن لما صرح المنصور بأحقية ممالح تغاز، وطلب مالا مقابل أخذ الملح، للاستعانة بهذا المال في أعمال الجهاد. رفض الأسكيون طلبه، فوجه حملة سنة 1986م تمكنت من احتلال تغاز، فجاء رد الأسكيين مقاطعة ملح تغـاز، واستغلال منجم آخر يبعد عن الأول بحوالي 150كلم إلى الجنوب عرف باسم تاوديني([64]). وفي سنة 1589م كان آخر طلب لتسليم الممالح حيث وجه المنصور رسالة للأسكيا إسحاق الثاني، هذا الأخير أرفق صحبة جوابه خوذة عسكرية وسلاسل يكبح بها العبيد([65]).

ج ـ التأثيرات الخارجية (أطماع الأوروبيين في ذهب بلاد السودان) :

     يلاحظ من خلال دراسة للاكتشافات الجغرافية والمكتشفين الأوائل، وعلى رأسهم "هنري الملاح"، أن جل مأربه كان مواصلة عمل الصليبيين، بمحاولة للالتفاف حول ديار المسلمين، وحصارها من الوجهتين الحربية والتجارية، مع انتزاع تجارة الذهب     وغيرها من حاصلات إفريقيا الغربية من يد المسلمين([66]).

    لقد بدأ هنري الملاح(1394-1460م) الابن الثالث للملك يوحنا؛ مهمته باكتشاف شاطئ إفريقيا، إلى الجنوب من مراكش، بغية الاهتداء إلى مملكة مسيحية وهمية؛ هي مملكة الحوري يوحنا، والتعاون معها لضرب المسلمين؛ مسلمي مراكش مـن الوراء ولعله ليس بالمصـادفة أن ارتبطت حـركة الاكتشافات بـ:البرتغال والإسبان أشدّ الدول عداوة للمسلمين والعرب([67]) .

    لكن مغامرة البرتغاليين وصـلت حتى نهر النيجر والرأس الأخضر ثم وصلوا إلى ما   وراء الصحراء إلى غينيا التي كانت وقتئذ سوقا كبيرة للذهب المجلوب من تنبكت وهناك افتتحوا تجارة الرقيق التي كانت من نتائجها اعتناق هؤلاء المسيحية ([68]).

    وقد كانت هناك فكرة تراود هنري الملاح؛ تتمثل في وجود علاقة بين نهر السنغال شرقا و منابع نهر النيل، وكذا بلاد أثيوبيا المسيحية، بحيث يستطيع أن يفتح طريقا مائيا عبر إفريقيا من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر([69]).

    وها هو كريستوف كولومبسChristopher Columbus  مكتشف القارة الأمريكية سنة1492م، لا يكل من التأكيد في يومياته، أن الحصول على الذهب، ليس له هدف سوى المساعدة في تحرير بيت المقدس([70])

    قام الأوربيون في هذا الوقت بنشاط متزايد للاكتشافات الجغرافية لأهداف اقتصادية بالبحث عن الطريق المؤدي للهند، وبهذا أرادوا السيطرة على التجارة الإفريقية عـن طريق "ريودي أورد "، أوعن طريق نهر السنغال ونهر النيجر، و زاد اهتمامهم بالسلع الإفريقية كريش النعام و الأبنوس...، وحتى العبيد كانوا يهمونهم، حيث ظهرت حاجتهم إلى الأيدي العاملة الإفريقية لاستخدامها في أمريكا اللاتينية وجزر البحر الكاريبي ([71]).

    وفعلا فقد تنبه الإسبان إلى السواحل الإفريقية الغربية، لاستغلال خيراتها؛ خاصة وأن هذه الأخيرة اضطربت فيها الأوضاع بعد معركة واد المخازن وزوال إمبراطوريتهـم فحسب الرسالة، التي وجهها الإسباني"Melchior de petoney" إلى"Mignel de moura"، فإن جزيرة Argun القريبة من الرأس الأخضر عند مصب نهر السنغال في المحيط الأطلسي، والمناطق الإفريقيـة المجاورة لها؛ بلاد غنية جدا بالقمح والشعير والماشية والفواكه ومعادن الذهب، فأهالي المنطقة يجلبون ذهب بلادهم إلى المغرب أو تنبكت. فلو قام "فليب الثاني" ملك إسبانيا، وأرسل سفنا محملة بالمصنوعات الزجاجية والخناجر والأجراس والثياب والمرايا وغيرها؛ لمبادلتها مع الأهالي بالذهب لعاد ذلك بالفتح العميم على إسبانيا، بدلا من تـرك هذه الخيرات "للمنصور"، وقد استولى فعلا الإسبان على هذه الجزيرة المذكورة، وأخذوا يتاجرون منها مع المناطق المجاورة ([72]).

     وخلاصة القول

ـ كانت مدينة تنبكت الإسلامية أواخر القرن 16م، أهم المراكز بإمبراطورية سنغاي تحيط بها مجموعة من الممالك والمراكز، التي طغت عنها الوثنية منها غاو وجني. وقد حافظت تنبكت على إسلامها نتيجة لكثرة التواجد المغربي سابقا بها.

. ـ ان خيرات المنطقة اهمها مناجم ملح تغاز، هي هي أحد الاسباب الرئيسية للأطماع الأوروبية والمغربية.

ـ بعد هذه الدراسة أصبح الاعتراف بضعف إمبراطورية سنغاي، وتدهورها في أواخر القرن 16م من المسلّمات التاريخية ـ كانت بلاد السودان النيجيري مهيأة بظروفها لقابلية الاستعمار.

([1]) عبد القادر زبادية، مملكة سنغاي في عهد الأسقيين(1493-1591م)، المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر بدون تاريخ ، ص26.

 

([2]) الهادي المبروك الدالي، التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء من نهاية القرن15 إلى بداية القرن18م، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1998م ، ص98. 


([3]) عبرت الرحلة الأراضي الليبية، مرورا بغدامس وطرابلس إلى أن دخلت الأراضي المصرية، مرورا بالإسكندرية والقاهرة، ومنها إلى الأراضي المقدسة، وقد أنفق الأسكيا محمد الكبير في حجه ثلاثمائة ألف قطعة من الذهب الخالص وقد أنفق كنكان موسى قبله ثلاثين ألف قطعة ذهبية. ينظر، المبروك الدالي، المرجع السابق، ص126. 

([4]) نفسه، ص171. 

([5]) سنغاي: نسبة إلى قبيلة سنغاي، كانت تسكن النيجر في حدود الغابات الاستوائية في سنوات الميلاد.ثم أخذت تنتقل إلى الشمال مع النيجر، وفي القرن 07م امتدت مساكنها حول النيجر بحوالي 150كلم، وبدأ شعبها ينتظم إلى غاية تــأسيس إمبراطورية سنغاي القرن 16م .أما الآن فإن السنغائيين يبلغ تعدادهم حـوالي 650000نسمة .ويتوزعون فــي النـاطق المحيطة بـ:غاو، وأقليات بـ: أغدس، تنبكت، جني،شمال الداهومي. ينظر، عبد القادر زبادية، المرجع السابق،  ص25. 

([6]) الأسكيا: لما انهزم شي بار بن سني علي على يد الأسكيا محمد، وعندما وصل الخبر إلى بناته قلن "أشكيا" ومعناها  بلغتهم لن يكون. فلما سمع هذا أمر أن تصبح لقبا له ولعائلته. عبد الرحمان بن عبد الله بن عمران بن عامر السعدي  تاريخ السودان، تحقيق هوداس، باريس 1964، ص72.

 

([7]) ملخص خاص بحكام سنغاي في عهد الأسقيين. ينظر، نفسه، ص71- 137. والقاضي الفع محمود كعت بن الحاج المتوكل كعت، تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس، تحقيق هوداس، باريـس، 1964 م، كل الكتاب وص 144- 280  من النسخة الفرنسية. للتوضيح ينظر، عبد القادر زبادية، المرجع السابق، ص31- 54. والمبروك الدالـي، المرجع السابق، ص110-190.                                                

 

Sékéné Mody cissoko, Tombouctou et l’Empire Songhay épanouissements du soudan nigérien au 15et 16 siècles,  les Nouvelles Edition Africaines, Dakar, 1975, pp71- 96.                                                                

 

([8]) سيكيني مودي سيسوكو، السنغاي بين القرن 12 و 16م، تـــــاريخ إفريقيا العـام، اليونسكو، المطبعة الــكاثوليكية بيروت، لبنان، 1988 م، ص207. 

([9]) J. Spencer Trimingham, History of Islam in Africa, London, 1963, p 99.  

([10])عبد القادر زبادية، المرجع السابق، ص 49، 50 . و السعدي، المصدر السابق، ص114-117.

 

([11]) تنبكت: تقع على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى بما يعرف بمنحنى نهر النيجر.تبعد بـ9 أميال عن النهر عند خط درجة شمال خط الاستواء. تأسست خلال القرن 5هـ/11م على يد قبائل طوارق(مقرشن). أصبحت عاصمة لإمبراطورية مالي في النصف الثاني من ال قرن12م. ثم عاصمة ثقافية لسنغاي خلال القرن16م حيث بلغت أوج ازدهارها، ثم عاصـمة للباشوات السعديين منذ 1591م. ينظر، البستاني بطرس، دائرة المعارف، بيروت، 1986، مج6، مادة تنبكت، ص210. 

([12]) إسماعيل العربي، الصحراء الكبرى وشواطئها، الجزائر 1982م، ص 326،327. 

([13]) سيكيني مودي ، المرجع السابق، ص208. 

([14]) عبد القادر زبادية، المرجع السابق، ص54. 

([15]) السعدي، المصدر السابق، ص144. 

 ([16]) J.S. Trimingham, op. cit, p 100.                                                               

([17]) كاغ : وتسمى أيضا غاو،تقع على ضفة نهر النيجر من جهة الشرق، وتختلف المصادر في تسميتها فنجدها كوكـو عند الإدريسي وحسن الوزان ويذكرها المهلبي كاوكو ...احتلت المرتبة الأولى تجاريا في وسط نهر النيجر، وفي القرن 16م أصبحت عاصمة لمملكة سنغاي. ينظر، أبو الحسن عي بن موسى المغربـي ابن سعيد، كتاب الجغرافيا، تحقيـق إسماعيل العربي،ط2، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1982م، ص 93. أبو عبد الله الشريف الإدريسي، نزهة المشتاق في إختراق الآفاق ، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد، بدون تاريخ، المجلد01، ص110. أحمد بن أبي يعقوب  اليعقوبي تاريخ اليعقوبي، تحقيق محمد صـادق، دار العراق، بيروت، 1955م، ص194. و

 

Raymond mauny, Recueil des sources arabes concernant, trad Joseph cuoq                      paris, p77.

 

([18]) كعت، المصدر السابق، ص152.

([19]) جني: تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة تنبكت بحوالي600كلم، يورد السعدي أنّ تأسيسها في القرن2هـ/623 م حضيت بأهمية اقتصادية كبيرة كملتقى للقوافل التجارية، حيث اشتهرت بتجارة الملح والذهب، وقد زادت ازدهارا عندما دخلها سني علي حيث عمل على تطويرها ودعم الأمن بها. ينظر 

 Henri Barth, Voyages et decouvertes dans l'Afrique septentrionale et central,  Vol 3,1860, p532.  

([20]) السعدي، المصدر السابق، ص 143، 144. 

([21]) نفسه، ص144. 

([22]) كعت، المصدر السابق، ص152 . 

([23]) Hubert Deshamps, l'Afrique noire précoloniale, Presse universitaire de France, 1962,p41. 

([24]) رأس الماء: تقع إلى الشمال الغربي من مدينة تنبكت، بحوالي 600كلم، وقد استحدثها الأسكيا الحاج محمد في بداية حكمه، وحفر فيها الآبار، فكثر الناس بها، وعمرت وأصبحت ولاية. ينظر، المبروك الدالي، المرجع السابق، ص117.

([25]) الزغرانيون: ربما تكون قبيلة بربرية تعيش مع الطوارق قرب منطقة رأس الماء. الباحث .

 

([26]) الفولان: تعرف بعدة أسماء منها؛ الفولا، الفولاني، الفيلاني، الفلاتا، الفولبي، تقطن في المنطقة الواقعة في أعالي النيجر، وحتى نهر السنغال، يعيشون إما رعاة متنقلون أو مستقرين يمثلون طبقة ذات نفوذ. ينتسبون إلى الحاميين الشماليين الذين أخذوا ينشرون نفوذهم في السودان الغربي وأعالي السنغال أثناء قيام إمبراطورية غانا، وفي نهاية عام 1810م، دعم الفولانيون نفوذهم في سائر ولايات الهوسا، وفي أواخر القرن 19م، اتسعت رقعة إمبراطورية الفولان فشملت الأقاليم الشمالية من نيجيريا، ويتكلمون لغة الفوفولدية fufulde  وهي على جانب كبير من الأهمية. ينظر سليجمان  س  ج، السلالات البشرية  في إفريقيا، ترجمة يوسف خليل، القاهر، 1959م، ص 48، 49. 

([27]) المبروك الدالي، المرجع السابق، ص197. والسعدي، المصدر السابق، ص143. 

([28]) كعت، المصدر السابق، ص 178، 179. 

([29]) الصحراء: تذكرها المصادر العربية بـ: نيسر ،أو سير، ويصفها بن حوقل، بأنها بين بلاد المغرب وبـــلاد السودان مفاوز، وبراري منقطعة، قليلة المياه، متعذرة المراعي، وأن سلوكها غير ممكن لفرط البرد الذي يمنع مــن العمارة ويصفها الإدريسي، الذي يسميها بصحراء نيسر، أنها قليلة الأنس،  والماء بــها قليل. غير أن ابن خلدون يذهب إلــى اعتبارها حاجزا، ويجعلها الإصطخري، المنفذ الوحيد للاتصال بشمال إفريقيا، والعالم الخارجي. أما عن نشأتها فقد تكون تشكلت بعد العصر الجليدي، خلال فترة  الجفاف التي عرفها العصر النيوليتي، حيث وجدت في الصحراء الكبرى أقم المظاهر الحضارية ذات الأصول السودانية، التي تعود إلى سنة 7600ق م، لكنها تتميز بالضعف نسبيا. في هذا الوقت شهدت منطقة شمال إفريقيا مظاهر جد متطورة. ينظر، أبو عبيد الله البكري، المسالك والممالك، 2ج، تحقيق أندريان فان اليوفن و وأندري فيري، الدار العربية للكتاب، تونس، 1992م، ج1، ص 238، 239. و أبو القاسم النصيبي ابن حوقل صورة الأرض، دار مكــتبة الحيــاة، بيـروت، 1979م، ص100. و الإدريســـي، المــصدر السابــــق، ص108. وعبد الرحمان بن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكــبر، ج7، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1983م، ج6، ص197. وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري المسالك والممالك، تحقيق محمد جابر عبد العال الحيني، دار القلم، مـصر، 1961م، ص 34،35 . 

وإبراهيمي ك، تمهيد حول ما قبل  التاريخ في الجزائر، ترجمة محمد البشير شنيتي ورشيد بورويبة، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع   الجزائر، 1982م  ص 118، 119. 

 ([30]) نور الدين شعباني، علاقات ممالك السودان الغربي بدول المغرب الإسلامي وآثارها الحضارية بين القرنين (4و10هـ) / (10و15م)، رسالة ماجستير (غير منشورة) بقسم التاريخ، جامعة الجزائر، 2005/2006م، ص 54.

([31]) Maurice  Delafosse,  les  relations du  Maroc  avec  les  Soudan  a  travers  les  àges, revue Hésperis, T 4, 2 trimestre, paris, 1924, p153. 

([32]) Alphonse  Gouilly, L'islam dans l'Afrique occidentale française, édition larose, paris, 1952,  p279. و J.S Trimingham, op. cit ,p 13. 

([33]) Jacques maquet, les civilisations noires, Belgique, 1966, p.16. 

      (…Le défaut des  classifications fondées principalement sur des critères géographiques ou historiques est de ne pas mettre suffisamment en relief la spécificité du phénomène socioculturel. Après tout, puisqu il s’agit de grouper des cultures qui se ressemblent, les critères fondamentaux doivent être culturels et non spatiaux ou temporels.)

 

([34]) سجلماسة: تقع في الحدود الجنوبية الشرقية للمملكة المغربية، وقد بناها جماعة من الصفرية سنة 140هـ/857م وعرفت دولتهم بدولة بني واسول ،وعرفت أيضا بدولة بني مدرار. ينظر،البكري ،المصدر السابق،ص142- 151      و ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ليفي بروفنسان، ط3، الدار العربية للكتاب المغرب، 1983م، ج1، ص156- 150.

 

 

 

([35]) تارودانت: تقع جنوب مراكش بالقرب من ســاحل المحيط الأطلسي شـرق أغادير الحالية، وكانت حـاضرة سوس لبعض الوقت في القرن7هـ/13م، دخلت تحت سيطرة المداريين ثم الأدارسة.ينظر، عبد الواحد المراكشي، المعجب فــي تلخيص أخبار المغرب، تحقيق محمد سعيد العربان، القاهرة، 1963م، ص447. 

 

 

 

([36]) M. Delafosse, op. cit, p p158,159.    

 

 

 

([37]) Ibid, p 159.                                                                                                              

 

 

 

([38]) الدولة المرينية المغربية مع إمبراطورية مالي السودانية.

 

 

 

([39]) ابن خلدون، المصدر السابق، ج7، ص 555، 556.

 

 

 

([40]) الوطاسيون: فرع صغير من بني مرين، ينتمون إلى قبيلة زناتة البربرية، في سنة 1471م نجح محمد الشيخ الوطاسي في تأسيس الدولة الوطاسية بعد أن قضى على دولة بني مرين عام 1465م . ينظر، عمار بن خروف، العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب في القرن 10هـ/16م ،ج1، دار الأمل، الجزائر، 2006م، ص 64.

 

 

 

([41]) تاوديني: جنوب تغاز بحوالي 150كلم .ينظر، M. Delafosse, op. cit, p 164.

 

 

 

([42]) عندما مرّ ابن بطوطة بهذه الممالح (القرن14م)، وجد أن ملكيتها بيد قبيلة مسوفة المحلية، وأن لا سلطة لأحد عليها وخلال القرن 16م استطاع الأساكي امتلاكها. ينظر، عبد القادر زبادية، الحضارة العربية والتأثير الأوروبي في إفريقيا الغربية جنوب الصحراء (دراسات ونصوص)، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1989م، ص 45 .

 

 

 

([43]) السعديون: تقول المصادر أنهم من أسرة عربية وفدوا من ينبع بالحجاز إلى درعة بجنوب المغرب، والاعتقاد السائد أنهم من الأشراف، ويسمون أيضا بالزيدانيين نسبة لجدهم زيدان بن أحمد، أقاموا دولتهم السعدية منذ القرن 16م على أساس الجهاد ضد البرتغاليين، كما أطاحوا بالدولة الوطاسية بعد صراعات طويلة، وأصبحت مراكش عاصمة لهم.   يـنظر، عمار بن خروف، المرجع السابق، ص50- 59.

 

 

 

([44]) تغـاز: تقع جنوب المغرب الأقصى، بقرب البحر المحيط شرق الأقاليم الصنهاجية، تتوسط الطريق الرئيســي بين  تنبكت ودرعة بالمغرب، وتعتبر مركزا تجاريا والمصدر الرئيسي لمعدن الملح، وأغلب سكانها من مسوفة، وليـسوا من سكان البلدة، ليس بها عمران وكل ما تحتويه هو الملح الذي يباع ويشترى بالذهب، حيث كان التعامل فيها بكميات ضخمة من الذهب. ينظر، عبد الله محمد بن إبراهيم اللواتي(ابن بطوطة)، تحفة النظــــار وغرائب الأمصار وعجائب الأســفار (رحلته)، ط1، الدار البيضاء، المغرب، 2006م، ص257. والحسن الوزان، المصدر السابق، ص 108،109.     ومارمول، المصدر السابق،  ص 184، 185.

 

 

 

([45]) مراكش: تقع جنوب المغرب، من أشهر وأكبر مدنه، بناها زعيم اللمتونيين يوسف بن تاشفين عام 470هـ، وقد كانت أرض موحشة يضطر عابروها للإسراع خوفا، ومنه اتخذ اسم مراكش وتعني بالبربري " أسرع المشي ".  ينظر، نور الدين شعباني، المرجع السابق، ص 109، 110.

 

 

 

([46]) M. Delafosse, op. cit, p 162.                                                                                            

 

 

 

([47]) أحمد شلبي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 6 ج، " الإسلام والدول الإسلامية جنوب الصحراء منذ دخلها الإسلام حتى الآن "، ط 6، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ج 6، ص271.

 

 

 

([48]) الحسن الوزان، المصدر السابق، ج 2، ص 108، 109.

 

 

 

([49]) جي دي فيج، تاريخ غرب إفريقيا، ترجمة السيد يوسف نصر، ط 1، القاهرة، 1982م، ص67.

 

 

 

([50]) M. S. Cissoko, op. cit, p 86.                                                                               

 

 

 

([51]) هو الأمير أحمد بن محمد الشريف السعدي، شهرته الدرعي، ويلقب بالمهدي والإمام، وهو أبو العباس أحمد الأعرج وهو الأمير السعدي الأول بعد مؤسسها محمد القائم بأمر الله. ينظر، مجهول، تأريخ الدولة السعدية الدرعية التاكمادرية نشره جورج كولان، مطبوعات معهد العلو العليا المغربية، 1934م، ص5.

 

 

 

([52]) السعدي، المصدر السابق، ص99.

 

 

 

([53]) نفسه.

 

 

 

([54]) الطوارق: تسميتهم نسبة إلى طارق بن زياد أو لطرقهم الصحراء والتوغل فيها، ينتسبون إلى صنهاجة والتي منها لمتونة ومسوفة و جدالة يتوزعون على الصحراء ولا يستقرون وهم على دين الإسلام، ويطلق عليهم اسم الملثمين. ينظر محمد لسان الدين بن الخطيب، الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، صححه البشير الفورتي، ط 1، مطبعة التقدم الإسلامية، تونس، بدون تاريخ، ص6- 8. المبروك الدالي، المرجع السابق، ص216.

 

 

 

([55]) درعة: مدينة صغيرة من جنوبي المغرب تقع غرب مدينة سجلماسة، بنحو سبعة مراحل (المرحلة هي مسافة سير يوم وليلة). ينظر، البكري، المصدر السابق،ج 2، ص 845، 846. و شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، معجم البلدان، 5 ج، بيروت، 1977م، ج 2، ص451.

 

 

 

([56]) عبد القادر زبادية ، مملكة سنغاي ... ، المرجع السابق، ص88 .

 

 

 

([57]) S. M. Cissoko, op. cit, p 90.                                      

 

 

 

([58]) تغاز الغزلان: تقع إلى الجنوب من تغاز. الباحث.

 

 

 

([59]) عبد القادر زبادية،  المرجع السابق، ص88.

 

 

 

([60]) أحمد المنصور: هو أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد المهدي ولد بفاس سنــة (956هـ/1549م)، يصل نسبه حسب ابن القاضي إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. درس في عده مراكز علمــية منها: الأدب، الـــتاريخ، التراجم الرياضيات، التفسير......وله مؤلفات نذكر منها: " المعارف في كل ما تحتــاج الخلائف"، تولى حكم الدولة السعدية بعد معركة واد المخازن او الملوك الثلاثة 986هـ/1578م، فلقب بالمنصور، و بالذهبي لوفره الذهب واستعماله بالسكة بعد معركة واد المخازن أو بعد غزوه لبلد السودان 1591م. ينظر، أبي العباس بن محمد المكناسي (ابن القاضي)          درة الحجال في أسماء الرجال، 4 ج، تحقيق محمد الأحمدي أبو النور، ط 1، دار النصر للطباعة، تونس، 1970م، ج 1  ص106- 119. و شوقي أبو خليل، معركة وادي المخازن، ط 1، دار الفكر، بيروت، 1988م، ص 37،38. و ناصر الدين سعيدوني، أحمد المنصور الذهبي، معجم مشاهير المغاربـة، جامعة الجزائر، 1995م، ص 25،26. 

 

 

 

([61]) السعدي، المصدر السابق، ص 111 .

 

 

 

([62]) عمار بن خروف، المرجع السابق، ص 62 .

 

 

 

([63]) السعدي، المصدر السابق، ص 111.

 

 

 

([64]) عمار بن خروف، المرجع السابق، ص 132،133 . و

 

  1. Delafosse, op. cit, pp163,164. .S. M. Cissoko, op. cit, p 92

 

 

([65]) عبد القادر زبادية، المرجع السابق، ص 92.

 

 

 

([66]) هربرت فيشر، أصول التاريخ الأوروبي الحديث، ترجمة زينب عصمت راشد و عبد الرحيم مصطفى، دار المعارف القاهرة، 1970م، ص79.

 

 

 

([67]) شمس الدين الكيلالي، الإسلام و أوروبا في القرن 16م " الحرب والتجارة"، مجلة الاجتهاد، عدد 36، سنة 9، دار الاجتهاد، بيروت، 1997م، ص 14.

 

 

 

([68]) جورج حداد و بسام كرد علي، مختصر تاريخ الحضارة العربية في الأزمنة الحديثة، ط 2، دمشق، بدون تاريخ   ص19.

 

 

 

([69]) شمس الدين الكيلالي، المرجع السابق، ص18.

 

 

 

([70]) تزفيات تودورف، فتح أمريكا مسألة الآخر، ترجمة بشير السباعي، ط 1، القاهرة، 1992م، ص17.

 

 

([71]) يحيى جلال، المغرب الكبير "عصور حديثة وهجوم الاستعمار"، دار النهضة، بيروت، 1981م، ص 42.

 

([72]) محمد رزوق، العلاقات العربية الإفريقية في القرن 16م، مجلة البحوث التاريخية مركز دراسات جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي، عدد 2، سنة 7، 1985م، ص 86.